زكى القاضى

الرواية الفلسطينية ستنتصر.. 20 ألف شهيد بلا ذنب

السبت، 25 نوفمبر 2023 03:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا صوت سيعلو فوق صوت الرواية الفلسطينية من الآن ولعدة أيام مقبلة، لأن ركام العمارات سينتفض لأن أسفله آلاف من الشهداء يضافوا لسيرة الشهداء الذين تجاوز عددهم الرسمي 14 ألف شهيد، وترشح تلك الأكوام من المباني المتفجرة فوق رؤوس أصحابها، أن العدد سيزيد عن 20 ألف شهيد أو أكثر، حسب أي إحصاء مستقل في العالم، حتى لو كان ذلك الإحصاء مسئول عنه الاحتلال الاسرائيلى ذاته، فالمشاهد لايمكن تزويرها، ومبانى قطاع غزة المتهدمة فوق رؤوس أصحابها مازالت على حالتها، والأطفال يملئون المقابر، قبل أن نشاهدهم في المستشفيات وطرقاتها، ولذلك فالهدنة الإنسانية كان مأزقها الاساسى وغير المعلن من جانب المسئولين في دولة الاحتلال، هو انتصار الرواية الفلسطينية، وذلك لأنها رواية حقيقية، ويشاهدها العالم مهما حاول المسيطرون من الوكالات الصهيونية ومن في حكمهم تحجيمها، ولأن مأزق الإسرائيليون دائما هو الدعاية، فإن الدعاية المضادة من الان هي هدف في حد ذاتها، وسيحاولون قصرها حول رواية المفرج عنهم حتى لو كانوا خمسين شخصا أو وصولا لرقم 100 رهينة مفرج عنها في الأيام المقبلة، وسيصنعون من تلك الروايات أفلاما وحكايات مضادة، ومابين  الرواية الفلسطينية، والدفع الاسرائيلى المضاد، كان بن غفير الوزير الاسرائيلى المتطرف للغاية يعلم ذلك، لذلك كان أحد اشتراطاته في الهدنة ألا يحتفل المفرج عنهم من الجانب الفلسطيني، وكأن الفرحة دى هي التي تهدد هزيمته المتواصلة، وبالفعل تعامل الجانب الاسرائيلى مع المفرج عنهم وأهلهم، ومنعوا الاحتفالات نهائيا، لكنه سياق لن يغير الرواية وفصولها، لأن الشهداء الفلسطينين ليسوا رقما سيمر مثل ما حدث سابقا.

 

الرواية الفلسطينية هي القبضة الضخمة التي ستهد وتفضح خواء دولة الاحتلال الاسرائيلى، لأن الرواية بصفحاتها الخمسين منذ انطلاق ذلك العدوان تضم آلاف القصص الإنسانية العظيمة، ومعظمها قصصا لأطفال شهداء، وكان من المنطقى أن نسرد لهؤلاء الأطفال الحكاية، لا أن يكونوا هم أبطالها بل وشهداء، ولكن هذا هو حال القضايا الوطنية التي يجب أن يتم دفع ضريبتها من دماء الشعب، وهؤلاء الأبطال هم الذين سينقذون القضية الفلسطينية، هم من أحيوها بدمائهم، وهم من ذكروا العالم بها، وسينتصرون من قبورهم، مهما حاول الجميع إخفاء روايتهم وقصصهم.

 

والرواية الفلسطينية في الخمسين يوم الآخيرة مختلفة، لأنها رواية تحمل كل معاني التضحية والفداء، مقابل آلة تدمير وابادة سواء كان ذلك بأيدى الاحتلال الاسرائيلى، او من في حكمهم، أو بدعم كامل من النظام الأمريكي، ويبقى الشاهد الرئيسى أن جرائم الحرب لاتسقط بالتقادم، وكل شواهد التاريخ تؤكد أن المجرم سيعاقب في نهاية المطاف، مهما كانت قوته، ومهما كانت أدواته في تحريف الحقيقة، وتزييف الواقع، وهو ما لايمكن فعله أمام ذلك العدد المهول من الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، وكلهم تقريبا لا ينتمون لفصائل المقاومة الوطنية، أو لهم موقف معلن من إسرائيل، بل تم قتلهم على الهوية و كونهم فلسطنيين يعيشون في قطاع غزة.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة