كشفت تقارير البنك الدولى انه لكى يتم تحقيق أهداف التنمية المستدامة لابد من تنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية، تلك التى تعتمد على توسيع نطاق عملية تعبئة الموارد واستدامتها.
وفى الفترة من 2019 إلى 2022، شهدت المساعدات الإنمائية الرسمية طفرة كبيرة بسبب تفشى جائحة كورونا (كوفيد-19) والحرب الجارية فى أوكرانيا. ورُغم ذلك، وباستبعاد هذه الأحداث الفريدة، شهدت بلدان العالم الأشد فقراً مستويات دعم أقل مقارنة بالمستويات المسجلة قبل الجائحة.
وأشار تقرير البنك أنه يتطلب إحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ضخ استثمارات كبيرة فى البرامج، والسياسات، ورأس المال البشرى، والبنية التحتية.
وتساند المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من الحكومات الأجنبية جهود التنمية فى البلدان الأقل ثراء، ويمكن توجيه هذه المعونات المقدمة مباشرة إلى الحكومات المتلقية من خلال التدفقات الثنائية، أو المنظمات غير الحكومية، أو المؤسسات متعددة الأطراف، ومنها الأمم المتحدة والبنك الدولى. ويندرج أعضاء لجنة المساعدات الإنمائية البالغ عددهم 31 عضواً ضمن أكبر الجهات المقدمة لهذا النوع من المعونات.
وكشفت التقارير انه زاد التمويل المقدم من لجنة المساعدات الإنمائية زيادة ملحوظة فى الأعوام الأخيرة بغية تلبية الاحتياجات التى فرضها فيروس كورونا (كوفيد-19) والغزو الروسى لأوكرانيا، وتشير البيانات الأولية لعام 2022 إلى أن المساعدات الإنمائية الرسمية قد سجلت رقماً قياسياً وصل إلى 211.3 مليار دولار (بأسعار الدولار الأمريكى الثابتة لعام 2021)، وهى زيادة تصل إلى ما يقرب من 28% منذ عام 2019 بالقيمة الحقيقية.
وبحسب التقارير فإنه تُعد هذه إحدى أكبر القفزات المرصودة خلال هذا الإطار الزمنى القصير، حيث تُعزى هذه الطفرة فى تقديم المعونات بين عامى 2019 و2022 إلى الإنفاق الاستثنائى المرتبط بجائحة كورونا (كوفيد-19) والحرب فى أوكرانيا. وفى عام 2021، تم توجيه ما يقرب من 22 مليار دولار أو 11.7% من هذا التمويل نحو جهود الاستجابة للجائحة، بما فى ذلك التبرعات باللقاحات. ولكن سجل عاما 2020 و2022 نصف هذه الأرقام تقريباً، ومع ذلك ظل جزء كبير منها مصدره المساعدات الإنمائية الرسمية. فى عام 2022، ارتفعت قيمة المعونات المقدمة إلى أوكرانيا ارتفاعاً كبيراً لتصل إلى 16.1 مليار دولار من 918 مليون دولار عام 2021. وبالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع فى أوكرانيا إلى زيادة إنفاق البلدان المانحة ثلاثة أضعافه على دعم اللاجئين بين عامى 2021 و2022، ليبلغ إجمالاً أكثر من 30 مليار دولار، أى 15% من المساعدات الإنمائية الرسمية.
لولا المساعدات الاستثنائية، ودعم البلدان المانحة للاجئين النازحين إليها، والمعونات المباشرة المقدمة إلى أوكرانيا، لانخفضت قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية بواقع 1.2% بالقيمة الحقيقية مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة فى عام 2019. باختصار، جرى تخصيص قيمة أقل من المعونات للأنشطة غير المرتبطة بالجائحة والحرب فى أوكرانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة