ماما نجوى.. صباح الخير يا أجمل الزهور.. دخلت أكبر الحصون الإسرائيلية وأمتعت الملايين بأقوى البرامج الحوارية والإنسانية.. لا تحزنى فأشباح التواصل الاجتماعى يكرهون البهجة ويريدونه عالما قبيحا منزوع الجمال

الخميس، 23 نوفمبر 2023 09:00 م
ماما نجوى.. صباح الخير يا أجمل الزهور.. دخلت أكبر الحصون الإسرائيلية وأمتعت الملايين بأقوى البرامج الحوارية والإنسانية.. لا تحزنى فأشباح التواصل الاجتماعى يكرهون البهجة ويريدونه عالما قبيحا منزوع الجمال ماما نجوى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف استطاعت حبيبة الملايين ومتعددة المواهب وصاحبة الخبطات الإعلامية والإبداعات الفنية إقناع كوكب الشرق بأن تغير فستانها؟

 

نجوى إبراهيم .. أم لها ملايين الأبناء من كل الأجيال، وجه بشوش جميل وابتسامة صافية وحضور طاغ وتاريخ طويل من المحبة والعشرة التى جعلتها جزءا هاما من حياتنا، فرد أصيل من أفراد أسرتنا، شاركت آباءنا وأمهاتنا فى تربيتنا.
 
ماما نجوى (1)
ماما نجوى
 
 حالة من الارتياح الشديد والبهجة الغامرة نشعر بها كلما رأيناها تطل على الشاشة أو استمعنا إلى صوتها الحنون المبهج، فهى جزء من طفولتنا وصبانا وماضينا الجميل الذى يمنحنا الأمل فى حاضر مشرق طالما يوجد فيه مثلها بيننا، لكننا وللمرة الأولى نشعر بالقلق حين تطل علينا ماما نجوى، لأنها هذه المرة لم تكن كعادتها، كانت تحمل غصة شديدة حاولت إخفاءها خلف ابتسامة حزينة وكلمات موجعة، كلمات تعبر عن الصدمة بعد أن تعرضت للتنمر، فتحدثت على غير عادتها بكلمات شعرنا معها جميعا بالحزن والقلق على ماما نجوى، من علمتنا نظافة اللسان مع قواعد غسل الأسنان حين كانت تطل علينا مع بقلظ فى برنامجها «صباح الخير» الذى استمر لما يقرب من 30 عاما وتربت عليه عدة أجيال، وبرنامجها « أجمل الزهور» الذى علمت من خلاله الأطفال كل الصفات الجميلة التى يجب أن يتحلى بها الإنسان ، فضلا عن عشرات البرامج المميزة والرائدة التى طلت من خلالها على الشاشة.
 
 أى عقل يمكن أن يستوعب أن تتعرض ماما نجوى للتنمر، وأن يطالبها بعض أشباح العالم الافتراضى بالاعتزال، أن يصل قبح وسائل التواصل الاجتماعى إلى هذه الدرجة من رفض الجمال والحب والأخلاق وكل الصفات الجميلة التى طالما حدثتنا عنها ماما نجوى، لدرجة أصابتها وهى رمز التفاؤل والبهجة بكل هذه الغصة والحزن حتى أنها قالت كلمات ببرنامجها الإذاعى «بيت العز» الذى تقدمه عبر أثير إذاعة «نجوم إف إم» أوجعت قلوب الملايين من محبيها وأبنائها.
قالت الإعلامية والفنان الكبيرة التى عشقتها الكاميرا والجماهير: «لأول مرة أقرأ التعليقات..يا نهار أبيض على اللى اتقال، روحوا يا جماعة اتعالجوا، عايزينى اعتزل؟ أنا عندى 80 سنة وعيانة وعندى سرطانات وعملت 7000 عملية، وهموت قريب، أنا مش جاية أعمل مستقبل وأربى عيالي، أنا فرحانة أنى بكلمكم وبتشرف بكلامى معاكم، واختتمت حديثها قائلا: «حبوا بعض شوية».
 
لا تحزنى ماما نجوى يا من رسمت البسمة على وجوه الملايين من كل الأجيال، ولا تشعرى بالعقوق فهؤلاء الأشباح ليسوا أبناءك الذين تعلموا منك كل جميل، وكانوا يستيقظون كل صباح على ابتسامتك ونصائحك وجمال صفاتك فكان صباحهم جميلا وعالمهم ملىء بالخير قبل أن يظهر هؤلا الأشباح الذين يرتعون فى عالم افتراضى قبيح، ويتخفون وراء شاشات الأجهزة ولوحات المفاتيح ليطلقوا سمومهم على كل جميل، لأنهم يريدون العالم قبيحا مثلهم يخلو من كل رموز الجمال والأخلاق والإبداع والموهبة، لا تعيريهم اهتماما فيكفيك محبة الملايين الغامرة، ألا تعرفين تأثير طلتك الجميلة وصوتك المبهج على الملايين فى كل أنحاء الوطن العربى، هل لدينا سوى ماما نجوى واحدة تعلقت بها قلوب الكبار والصغار حتى أطلق عليها من هم أكبر منها سناً لقب «ماما» ، بكل حب واحترام، لتصحب هذا الاسم كل معانى الفرحة والبهجة والابتسامة والفخر.
 
ماما نجوى التى استطاعت أن تشكل جزءًا مهمًا من وجدان الملايين وحين يتردد اسمها يستدعى الجميع مخزون الذكريات الجميلة وروائع البرامج والمسلسلات والأفلام التى قدمتها خلال مسيرتها، فاستطاعت أن تأسر القلوب والعقول وتحظى بمكانة فريدة فنيا وإعلاميا بسبب ثقافتها الواسعة ومواهبها المتعددة وحضورها الجميل وشعبيتها الجارفة وقدرتها الفائقة على العطاء فى العديد من المجالات، فابتدعت وطورت وقدمت أهم البرامج الإنسانية والإجتماعية وبرامج المسابقات والتقت بأهم عمالقة الفن والأدب والثقافة والسياسة.
 
ماما نجوى التى كانت الشوارع تخلو من المارة حين يذاع برنامجها «فكر ثوانى واكسب دقايق» الذى استمر لمدة 6 سنوات والتقت فيه بكل شرائح المجتمع من الرئيس إلى أبسط عامل وبنجوم وخبراء من كل المجالات، وبقدرة مذهلة استطاعت أن تدير حوارات صادقة وذكية وجريئة، وخاضت تجارب وانفردت بخبطات إعلامية لم يصل إليها غيرها، فما زال الجميع يذكر جرأتها وهى تصعد سلم المطافئ أثناء تدريب عملى على إطفاء الحرائق، كما كانت من أوائل المذيعين الذين دخلوا منطقة «تبة الشجرة» فى سيناء وهو أقوى الحصون الإسرائيلية التى أسقطها الجيش المصرى فى حرب أكتوبر وكان تحت الأرض وعرضت خلالها متعلقات الأسرى الإسرائيليين.
 
وما زال الجميع يذكرون  برنامج «صورة» الذى قدمته فى الثمانينيات، وحلقاته الشهيرة التى اخترقت موضوعات ومجالات لم يسبق أن قدمتها الشاشات، لا سيما الحلقة التى أبكت الملايين حين سجلت لقاء سجين المحلة بأسرته لأول مرة بعد الإفراج عنه عقب 19 عاما من السجن.
 
ما زال الجميع يذكرون حلقات برنامج الأطفال صباح الخير، ويوميات ماما نجوى مع بقلظ الذى تربى عليه ملايين الأطفال وشارك الأسر فى تربية أطفالها.
عشرات البرامج التى قدمتها ماما نجوى، ومنها اخترنالك، عصافير الجنة ، 6 على 6، وغيرها حتى تربعت على عرش القلوب، وحصلت على لقب المذيعة المثالية.
ماما نجوى (2)
 
وهى الفنانة الكبيرة التى شاركت فى عدد من أهم روائع السينما، حين رأى المخرج العالمى يوسف شاهين فى ابتسامتها وبساطتها وصدقها ملامح وصيفة الفلاحة المصرية الجميلة فى فيلم الأرض، أول فيلم شاركت فيه، لتثبت قدرتها على الوقوف أمام عمالقة التمثيل وجدارتها بأن يوضع اسمها بينهم، وفى هذا السن الصغير شاركت فى مهرجان كان وبرلين، وتوالت بطولاتها السينمائية حتى وصلت إلى 12 فيلما من روائع السينما المصرية، ومنها فجر الإسلام، الرصاصة لا تزال فى جيبى، حتى آخر العمر، المدمن، السادة المرتشون، وغيرها، وكان سر نجاحها فى كل هذه الأعمال هو الصدق والبساطة واحترام وحب الجمهور.
فى كل أعمال الإعلامية والفنانة الكبيرة نجوى إبراهيم لم تكن أبدا متكلفة أو مصطنعة، لا تشعر أنها تمثل أو تتعالى على الجمهور، تميزت بالتلقائية والذكاء والثقافة فصدقها وأحبها الملايين، وخلقت لنفسها مكانا ومكانة خاصة ميزتها عن غيرها، حتى أصبحت ملكة على عرش قلوب الأطفال والكبار ونموذجاً لكل فنانة أومذيعة تتتطلع أن تكتب اسمها فى سجلات الخلود.
 
ماما نجوى (3)
 
ماما نجوى صاحبة التاريخ الطويل والعطاء الكبير التى تحدثت عن بداية ظهورها فى ندوة باليوم السابع، قائلة: «عندما ظهر التليفزيون انبهرت به ودخلت الاختبارات وعمرى 15 سنة، وبعد نجاحى رشحتنى ماما سميحة لتقديم برامج أطفال، ولم يبخل علينا من سبقونا فى التليفزيون بالنصيحة».
 
شربت نجوى إبراهيم المهنية وأصول وتقاليد وأخلاقيات الإعلامى والمذيع من الرواد العظماء، فكانت طوال مشوارها المهنى نموذجاً مثالياً نفخر به جميعاً، وعن ذلك قالت: «لا أنسى نصيحة همت مصطفى التى التزمت بها طوال حياتى وهى: «لازم تخبط على الشاشة وأنت طالع وتستأذن وأول ما تفتح الكاميرا تكون عينك فى الأرض وكأنك بتقول «دستور يا أسيادنا» للناس اللى بتتفرج عليك  لأنك بتدخل بيوت الناس وغرف نومهم، وفضلنا نسمع نصايح فى تفاصيل عملنا حتى شربنا المهنة وحينما أصبحت رئيسة قناة قلت نفس الكلام والنصائح للمذيعات».
 
هكذا كانت المبادئ والأخلاقيات التى التزمت بها الإعلامية الكبيرة طوال حياتها فى التعامل مع جمهورها الذى عشق كل ما قدمته من برامج وأفلام.
وأجرت ماما نجوى العديد من اللقاءات الهامة منذ بدأت مشوارها كمذيعة ووقفت وهى فى سن صغيرة أمام كوكب الشرق أم كلثوم، ودخلت غرفتها لتختار لها الفستان الذى ستظهر به معها بعد أن همست فى أذنها بأن الفستان الذى ترتديه لن يكون مناسباً للتصوير التليفزيونى واستمعت كوكب الشرق لنصيحة المذيعة الشابة التى اكتسبت ثقتها واحترامها.
 
كانت صباحاتنا الطفولية جميلة نحن وعدة أجيال لأننا كنا نرى ماما نجوى وبقلظ يومياً لمدة اقتربت من 30 عاما، تحدثنا بتلقائية ومحبة عن عالم جميل، عن قيم الحب والخير والجمال والأخلاق، لتقاوم كل مظاهر القبح، ولكنها لم تكن تعرف أن هذا العالم بعد سنوات سيحوى أشرارا وأشباحا يحاولون قطع الزهور ونهش كل جميل، يكرهون كل مظاهر البهجة، ويتنمرون على رمز من رموز الحب والجمال والبهجة محاولين دفعها للانزواء والاعتزال.
 
ماما نجوى نحن الذين نشرف ونفرح بوجودك بيننا، بأن لدينا إعلامية وفنانة من جيل العمالقة المبدعين الذين نفخر بهم ويفخر بهم الإعلام العربى والدولى، ننتظر نصائحك التى تنطلق من القلب لتصل إلى ملايين القلوب، نبتهج بكل طلة تظهرين بها على الشاشة أو عبر أثير الإذاعة، فنحن ليس لدينا سوى ماما نجوى واحدة متفردة فى كل شيئ صادقة فى كل ما تقول تحمل تاريخا مشرفا وفيضا من المحبة فى قلوب الملايين، ماما نجوى وجودك وطلتك الجميلة تساعدنا على تحمل قبح العالم، تقول لنا أنه لا يزال جميلا لأن فيه ماما نجوى.
 
ماما نجوى تعلمنا منك أن نقاوم القبح ونرسى معانى الجمال فلا تحزنى ولا تلتفتى لهؤلاء الأشرار والأشباح فحبك راسخ يسكن قلوب الملايين الذين تسعدهم طلتك وتبهجهم ابتسامتك، وليس أدل على ذلك من مظاهرة الحب التى انطلقت من كل الأجيال والأعمار ولسان حالهم يقول لماما نجوى حبيبة الملايين صباح الخير يا أجمل الزهور.
 

 
p









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة