خمس وسبعون عاما وضعت فيها مصر القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها بكل حب وما زالت، ولن تتوانى عن تضميد هذا الجرح الغائر بكل ما تملك من أدوات دبلوماسية وسياسية وشعبية، كل ذلك وأكثر أكد عليه رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب أحمد فؤاد أباظة، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تصدى لكل محاولات إسرائيل لتصفية القضية، واتخذ قرارا تاريخيا بفتح المعابر أمام المساعدات، مشيرا إلى جهود الدبلوماسية المصرية فى مجلسى الأمن والأمم المتحدة لمحاولات وقف إطلاق النار.
- بداية نرى تصعيدا إسرائيليا فى غزة ومشاهد دموية لم نرها من قبل.. ما تقييمك للموقف فى القطاع خلال الساعات الماضية؟
للأسف خلال الأيام الماضية شهدنا تصاعدا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ومصر حذرت من خطورة الاجتياح البرى، وقالت إنه يمكن أن يؤدى إلى اتساع الصراع فى المنطقة، ولو استمرت إسرائيل فى سفك دماء الأطفال والنساء فالنتيجة لن تكون جيدة، وأمريكا وإسرائيل ستكونان أول الخاسرين، وحقيقة السؤال هنا «انتو بتموتوا مين؟» أين حماس التى يحاربونها؟ هم يبيدون شعبا بالكامل، أطفال ونساء تحت الأنقاض لا نعلم عددهم حتى الآن، ومصر طالبت وتطالب دوما بوقف فورى لإطلاق النار، والرئيس عبدالفتاح السيسى يعمل مع كل الأطراف بجد لحقن دماء إخوتنا الفلسطينيين.- كيف ترى الازدواج فى المعايير الغربية خلال التعامل مع الجانب الإسرائيلى الذى يرتكب جرائم حرب؟
للأسف كل أقنعة تلك الدول سقطت، تلك الدول التى تحدثنا عن حقوق الإنسان، ويحاسبوننا ويتدخلون فى شؤوننا بسبب أشخاص يقضون عقوبة بالقانون، ويصدرون تقاريرهم السلبية عنا ويقولون حقوق إنسان، أين حقوق الإنسان وأنتم ترون مجازر إسرائيل، أين حقوق من هم تحت الأنقاض لا نعرف عددهم، من يحاسبهم على هذه الإبادة الجماعية دون هوادة، أى قانون وأى عرف فى العالم يقول إن هذا مباح، أين حقوق الإنسان التى تتحدثون عنها، وأين المنظمات الدولية التى تتشدق بحقوق الإنسان؟
أوروبا كلها اتفقت على محاربة غزة بكل هذا العتاد والكم الهائل من الأسلحة، نحن لم نر فى الحرب الروسية الأوكرانية على مدار عامين من الصراع، ما حدث فى غزة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ورغم ذلك لن تنتهى القضية الفلسطينية مهما حدث.
- شهدنا موقفا صامدا من الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه ملفين يعتبران الأكثر أهمية لفلسطين وهما التهجير والمساعدات؟
الرئيس يقود منظومة لتحقيق السلام قدر المستطاع ويقدم كل ما يملك من جهد ليحافظ على الأرض والقضية الفلسطينية، وخلينا نتفق أن مصر هى «عامود الخيمة» والركيزة الأساسية للأمة العربية، مصر تحملت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الآن، أى أننا نتحدث عن أكثر من 75 سنة لم نتأخر لحظة، وفى رأيى أن أكبر الإنجازات التى تمت فى هذه الفترة هى مؤتمر قمة السلام الذى دعا له الرئيس، ورغم أن البعض هاجمه وقال إنه لم يسفر عن نتائج حقيقية، لكن عندما يأتى كل رؤساء هذه الدول لمصر فى مثل هذا التوقيت ويتم الترتيب له خلال 48 ساعة فقط ويجلسون إلى طاولة واحدة هذا فى حد ذاته إنجاز للحكومة المصرية، نحن نعمل ما نراه من واجبنا لدعم الشعب الفلسطينى ولن نتأخر لحظة لمناصرة القضية.- ملف التهجير من أخطر الملفات التى طرحتها إسرائيل فى الفترة الماضية.. كيف ترى الأمر؟
التهجير أمر منته ليس به مناقشات بالنسبة لمصر، ولن نفرط فى حبة رمل من سيناء ولن يستطيع أحد الاقتراب من الحدود المصرية مهما كان، وسيدافع الشعب المصرى عن حدوده بكل ما يملك من طاقة، والناس جاهزة وعلى أهبة الاستعداد بإشارة من الرئيس، لأن من يدافع عن أرضه يدافع عن عرضه، ونحن تربينا على الأصول والحق ومينفعش أرضنا تروح ونقف نتفرج.أما بالنسبة للإخوة الفلسطينيين، أنا كمصر لدى 8 ملايين لاجئ، هل لو استضفنا مليون لاجئ آخر سيضيرنا شىء؟ بالطبع لا، لكن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لسيناء هذا أمر آخر، هذا تصفية للقضية فإذا ضاعت الأرض ضاعت القضية.
- موقف مصر من التهجير أحبط مخطط إسرائيل ما دفع واشنطن إلى اتهام مصر فى بداية الأزمة بتعطيل دخول المساعدات.. كيف تقرأ هذا الوضع؟
فى البداية اتهموا مصر بأنها صاحبة قرار غلق معبر رفح، وأن مصر تغلق المعابر والحدود على الفلسطينيين، طيب هل لم يروا أساطيل المساعدات على الحدود تنتظر العبور للجانب الفلسطينى، مئات السيارات المحملة بالمعونة «انتوا شايفين كل حاجة لكن بتزيفوها».- رأينا أيضا بعض الضربات داخل الحدود المصرية.. هل تراه استفزازا هدفه جر مصر للمعركة؟
دعونا نفرق بين الحوادث المختلفة على الحدود، فالحادث الأول تم باعتراف صريح من الجانب الإسرائيلى بأن هناك خطأ قد حدث واعتذروا عنه صراحة، وأكدوا أنها لن تتكرر ولو تكررت سيكون الرد عنيفا وبلا هوادة، أما بالنسبة لحادث طابا فهو محل البحث من كل الأجهزة الأمنية ونحن نثق بها، خاصة أنه ما زال غير معلوم هل أتت من الحوثيين أم من الجانب الإسرائيلى هذا محل بحث وننتظر نتائج التحقيقات.ولكن دون شك أننا لن نقبل أى تعد على الحدود المصرية من أى طرف أيا كان، وأيا كانت الدولة التى تقف وراءه، ومصر تحاول العمل على ضبط النفس، ولكن نحن واضحون، من يعتدى علينا لن نرحمه.