د. هشام عبد الحكم

ليست المطاف الأخير فى خدمة الوطن

الأحد، 19 نوفمبر 2023 10:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ حوالى عام ونصف تشرفت بصدور قرار جمهورى من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعيينى عميدا لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة، وتحديدا فى شهر أبريل من العام الماضى، وانتهت تلك المدة قانونيا لبلوغ سن المعاش خلال الأيام الماضية، وتكليفى باستمرار الإشراف على مشروعات التطوير بالكلية والتنسيق لملف حياة كريمة وإطلاق القوافل الطبية ما بين الكلية ومؤسسة حياة كريمة، بالإضافة إلى الإشراف على ملف توطين الصناعة بالكلية وعقد المؤتمر الأول للجامعات المصرية لتوطين الصناعات على مستوى الجمهورية.

تكليفى بعمادة الكلية وانتهاء فترتى بها ليست المطاف الأول أو الأخير فى خدمة الوطن، وإنما هى محطة ضمن محطات كثيرة حاولت فيها بقدر الإمكان تقديم كل ما أملك من روح وعقل وجسد لخدمة هذا الوطن الشريف صاحب الفضل عليا وعلى كل المصريين، وسأظل أخدمه وأفديه بروحى وبدمى حتى آخر نفس فى حياتى، بل وأقدم الشكر للقيادة السياسية على الثقة الكبيرة فى اختيارى.

بدأت فترة إدارتى لكلية طب الأسنان بفتح الباب أمام الجميع واحتواء كل منتسبى منظمة طب الأسنان والشق الإكلينيكى فى الكلية، وكان بابى مفتوحا أمام الجميع لسماع كل المقترحات والشكاوى ومحاولة حلها ومواجهة كل الأمور، وبحمد الله وبشهادة الجميع على المستوى المحلى بتبنى الجامعة وتكريمها فى عدد من المحافل الطبية أو العالمية والمتضمنة التصنفيات الدولية للكلية وتقدمها، بل إنها احتلت مرتبة عالمية وتقدمت على كل كليات الشرق الأوسط بكل ما تمتلكه من معدات، وانتقلت كلية طب الأسنان من مكانة إلى مكانة أخرى بفضلنا جميعا، وبفضل دعم الجامعة متمثلة فى الإدارة المتعاونة بالكلية وأعضاء هيئة التدريس وأطقم الرعاية الصحية والموظفين والعاملين والطلاب وأولياء أمورهم، جميعنا قدمنا ما بوسعنا لنهضة تلك الكلية.

ولعل أبرز ما يذكر خلال تلك التجربة، هو السعى الدائم والإلحاح فى استغلال كل شبر وجنب بالكلية والمستشفى وتحويله إلى خلية ومكان لعلاج وافتتاح مبنى جديد بالشيخ زايد، أدى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمرضى والمواطنين المصريين، وكان ذلك من أبرز الأهداف خلال الفترة الماضية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الذى يؤكد مرارا وتكرارا على أهمية تقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية للمواطن المصرى، وها نحن تمكنا من زيادة عدد الخدمات المقدمة للمرضى ما يقارب من ثلاثة أضعاف ما كنا عليه فى الكلية، حيث قارب عدد الخدمات الصحية والعلاجية والعمليات والأشعة من 60 ألف حالة شهريا، وكان ذلك نتيجة لعدد من القرارات التى وضعتها منذ اليوم الأول لى كرئيس مجلس إدارة مستشفيات الكلية، والسماح باستقبال المرضى فى العيادات الخارجية، والكشف على مدار الساعة وبشكل يومى بدلا من السماح بتوقيع الكشف واستقبال المرضى خلال ثلاثة أيام فقط ولساعات محدودة فى اليوم، فضلا عن توسيع وزيادة أعداد الأطقم الطبية فى مستشفى الطوارئ والاستقبال، وبالتالى زيادة تنوع ومساحة الخدمات الصحية المقدمة، بالإضافة إلى تطوير العمليات فى الدور الثامن بالكلية وإنشاء واستحداث المستشفى الجديد بالشيخ زايد .

اهتمامنا بالمريض والمواطن كان على رأس الأوليات، ولم يشغلنا أو يأخذ كل وقتنا فى تنفيذ الدور المحورى الأساسى فى العملية التعليمية، وهو الاهتمام بالطالب والباحث، وحصلت كلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة على 4 شهادات دولية من التحالف الدولى الألمانى GETS ، هى شهادة الأيزو 14001 فى مجال مبادئ ونظم الإدارة البيئية وشهادة 45001 والخاصة بإدارة السلامة والصحة المهنية وشهادة 9001 والخاصة بنظام إدارة الجودة وشهادة 21001 الخاصة بنظام الإدارة للمؤسسات التعليمية، كما أظهر تقرير تصنيف QS البريطانى 2022 تواجد جامعة القاهرة ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم فى 5 تخصصات، وجاءت فى المركز من 51 - 100 عالميًا تخصص طب الأسنان، وهذه شهادة كبيرة ليست فى حقى ولكن فى حق كل منتسبى الكلية بعدما اتحدنا وقررنا أن نعمل لخدمة الوطن باتخاذ قرارات متعددة ومتنوعة على مستوى الدراسات العليا، مفادها أنه لا سقف لدعم البحث العلمى والطالب المتميز فى الكلية طالما ستخدم النتيجة التوجهات والتخصصات والبحث العلمى باجندة واستراتيجية مصر 2030.

لا أقصد من وراء كتابة هذه السطور أن أمجد أو أن أمدح فى نفسى أو أن أستعرض إنجازات، وإنما لنؤكد أننا جميعا سنعمل لخدمة الوطن، وأن تكون خدمة الوطن ثقافة بين كل الأجيال ننميها بداخلهم ونعمل على ترقيتها وتطويرها، كما أن الحجم والجهد المبذول خلال عام ونصف لا تتسع له أى سطور أو جريدة، فهناك تفاصيل التفاصيل أحب ان أشاركها مع المجتمع باعتبارنا نتنبى وجهة نظر منذ اليوم الأول، وهى أن الجامعة هى بيت الخبرة، وهى المجتمع، وأننا عندما نعمل فإننا نعمل خارج أسوار الجامعة لخدمة الوطن.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة