معاناة أطفال غزة فى عيون الصحافة الألمانية.. تقرير يرصد مأساة أهالى القطاع ويحذر: الأطفال يواجهون "إبادة جماعية".. والأمم المتحدة تتهم الاحتلال باستهداف موظفيها.. وخارجية لوكسمبرج: التاريخ لن يغفر لنا

إبادة جماعية للشعب الفلسطيني مستمرة  لليوم التاسع والثلاثين في قطاع غزة، مع استمرار جيش  الاحتلال الإسرائيلي في هجماته ضد المدنين في القطاع، الأمر الذى أصبح على أساسه الوضع  مأساوياً  بشكل متزايد، ونقلته صحيفة ميركور الألمانية ، فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فقد قتل سبعة أطفال حديثي الولادة بعد إغلاق أجهزة الأكسجين في مستشفى الشفاء، كما أن نقص الوقود أدى إلى وفاة 34 مريضا.

كما توقفت أكبر عيادة في قطاع غزة عن العمل منذ نهاية الأسبوع، بحسب طبيب ووزارة الصحة  غسان أبو ستة الذى أشار إلى انقطاع الكهرباء هناك وسقوط صواريخ على الموقع.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، أن 12 شخصا لقوا حتفهم منذ يوم السبت بما في ذلك طفلين ولدا قبل الأوان، إضافة إلى أطفال كانت تعتمد أنفاسهم على  الحاضنات وبالتالي على الكهرباء والعديد من مرضى غسيل الكلى معرضين لخطر الموت الشديد بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: الظروف مدمرة
 

وبحسب الأمم المتحدة، تعطل آخر مولد كهربائي يوم السبت بسبب نقص الوقود، وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نقلاً عن وزارة الصحة في رام الله أن نحو 100 جثة كانت متعفنة في منطقة المستشفى ولا يمكن دفنها.

 وبحسب المعلومات فإن الظروف الصحية مزرية، كما قيل إن النفايات الطبية تتراكم في العنابر ولا يمكن التخلص منها بشكل صحيح، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يوجد أكثر من 2000 شخص في عيادة الشفاء، بما في ذلك على الأرجح أكثر من 600 مريض وحوالي 1500 نازح.

ومنذ  7  أكتوبر، فرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة، كما يشن الجيش ضربات جوية مكثفة وينشر قوات برية في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ومنذ بدء العمليات البرية، أعلن جش الاحتلال أنه نفذ ما مجموعه 4300 هجوم،  ومن بين أمور أخرى، تم ضرب مئات مواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات وحوالي 300 ممر نفق. وكان نحو 3000 هدف عبارة عن "بنية تحتية إرهابية"، وارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا  في قطاع غزة إلى أكثر من 11 ألفاً، بحسب وزارة الصحة .

الأمم المتحدة: لا يوجد وقود لتفريغ شاحنات المساعدات في غزة
 

ووفقا للأمم المتحدة، فإن نقص الوقود في قطاع غزة يمكن أن يعطل بشدة إيصال المساعدات الإنسانية في الأيام المقبلةن حيث قال أندريا دي دومينيكو، الرئيس المحلي لمكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ: ببساطة، لا يمكننا تفريغ الشاحنات التي ستصل اعتباراً من الغد لأننا لا نملك الوقود اللازم للرافعة الشوكية، بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد ما يكفي من الوقود للناقلين الذين يقومون بتوزيع المساعدات، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء.

  الأمم المتحدة: تعرض مبنى الموظفين لهجوم في قطاع غزة
 

وبحسب الأمم المتحدة، قُتل أيضًا 101 موظف في منظمة الإغاثة الفلسطينية الأونروا،  وقالت تاتيانا فالوفايا، المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، إن هذا هو أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين قتلوا في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن في تاريخ الأمم المتحدة.

كما اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بمهاجمة مبنى يأوي موظفي الأمم المتحدة، حيث وقع الهجوم بالقرب من معبر رفح الحدودي مع مصر،  وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن هذا مؤشر آخر على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، حيث قد تم إرسال إحداثيات موقع المبنى إلى جميع أطراف النزاع مرتين.

وزيرة الخارجية الفرنسية يدعو إلى وقف طويل الأمد للقتال
 

  وانتقدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا الوضع في قطاع غزة ووصفته بأنه لا يمكن الدفاع عنه ودعت إلى وقف طويل الأمد للقتال قائلة: هناك عدد كبير جدًا من الضحايا المدنيين.

وقالت كولونا خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو".

 ونظراً للوضع المأساوي في قطاع غزة، أعرب سياسيون آخرون أيضاً عن قلقهم العميق، وجاء في بيان صادر عن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نيابة عن الاتحاد الأوروبي: “يجب السماح للمدنيين بمغادرة منطقة القتال”. وكان للقتال أثر خطير على المستشفيات وتسبب في "خسائر فادحة في صفوف المدنيين والعاملين في المجال الطبي".

كما دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى ممارسة أقصى قدر ممكن من ضبط النفس لضمان حماية السكان المدنيين.

أسيلبورن: "التاريخ لن يغفر لنا هذا"
 

و بالنسبة لوزير خارجية لوكسمبورغ المنتهية ولايته، جان أسيلبورن، دعا إلى لغة واضحة من الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل قائلًا: هناك أطفال هنا يختنقون بسبب عدم وجود أكسجين، إنهم أشخاص في وحدة العناية المركزة وليس لديهم أي فرصة، و المعاناة التي لا نهاية لها يجب ألا تتكرر في غزة،  وحذر من أن "التاريخ لن يغفر لنا هذا".

تشعر بيربوك بالتشاؤم بشأن الوضع في الشرق الأوسط
 

وبعد المحادثات الأخيرة حول الأزمة في الشرق الأدنى والأوسط، أعربت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك عن تشاؤمها الشديد بشأن الحرب في غزة وآفاق المستقبل، قائلة إن الوضع في المنطقة مأساوي.

وقالت بيربوك: يبدو أن الخنادق تزداد عمقا، والحقيقة المرة هي أننا  لا نحرز تقدمًا .