"فيضانات القرن" تغرق الصومال.. جنوب غرب الدولة يتعرض لأسوأ كارثة إنسانية منذ عقود.. مصرع 29 شخصا وتشريد 300 ألف.. إدارة الكوارث تستغيث: الوضع مروع.. والأمم المتحدة: ظاهرة تعقب موسم الجفاف وتحدث مرة كل 100 عام

الإثنين، 13 نوفمبر 2023 02:00 ص
"فيضانات القرن" تغرق الصومال.. جنوب غرب الدولة يتعرض لأسوأ كارثة إنسانية منذ عقود.. مصرع 29 شخصا وتشريد 300 ألف.. إدارة الكوارث تستغيث: الوضع مروع.. والأمم المتحدة: ظاهرة تعقب موسم الجفاف وتحدث مرة كل 100 عام فيضانات الصومال - أرشيفية
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حذرت الحكومة الصومالية من أن الفيضانات التى تتعرض لها البلاد قد تصبح أسوأ كارثة إنسانية فى البلاد منذ عقود، ما لم يتحرك المجتمع الدولى بسرعة.

وقال محمد معلم عبد الله رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لإذاعة صوت الصومال: "الوضع مروع.. ندعو الصوماليين فى الشتات والمجتمع الدولى للاستجابة العاجلة للوضع قبل أن يتحول إلى كارثة إنسانية أكبر".

وتابع أن الفيضانات قتلت 29 شخصا وأجبرت أكثر من 300 ألف على الفرار من منازلهم فى المناطق الجنوبية والوسطى من الصومال، فيما أكد أن المناطق الأكثر تضررا تقع فى ولايتى الجنوب الغربى وجوبالاند.

وقال عبد القادر على محمد، رئيس وكالة الدولة الإقليمية لشؤون النازحين، أن الفيضانات أثرت أيضًا على مخيمات النازحين فى الضواحى، التى كانت تستضيف بالفعل مئات النازحين بسبب أسوأ جفاف فى البلاد منذ 4 عقود.

وأضاف: "رأينا عائلات مصابة بصدمات نفسية تفر دون أمل فى الأفق"، معرباً عن قلقه من أن الوضع الراهن قد يؤدى إلى انتشار الأمراض.

ووصفت الأمم المتحدة الفيضانات التى شردت مئات الآلاف من السكان فى الصومال والبلدان المجاورة فى شرق أفريقيا بعد موسم جفاف قياسى بأنها حدث لا يقع إلا مرة فى القرن.

وقدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى بيان من تضرر نحو 1.6 مليون شخص فى البلاد من الأمطار الغزيرة الموسمية، التى تفاقمت بسبب التأثير المشترك لكل من الظاهرتين المناخيتين، «النينيو»، و«ثنائى القطب» فى المحيط الهندى.

وتجتاح الأمطار الغزيرة الناتجة من ظاهرة «ال نينيو» شرق أفريقيا، ومنذ بداية الشهر، تسببت الأمطار الغزيرة فى الصومال وكينيا واثيوبيا المجاورتين بحدوث انزلاقات أرضية وغمر قرى ومزارع بالمياه.

وكانت المناطق الأكثر تضررا فى جنوب غرب الدولة الواقعة فى القرن الافريقى والتى تعانى من الاضطرابات ويبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن جهود الإنقاذ تأخرت بسبب الطرق المقطوعة. وأضاف على منصة «إكس» أن «الطرق التى يتعذر الوصول إليها والمركبات العالقة ليست سوى بعض التحديات التى يواجهها عمال الإغاثة فى الصومال».

وأشار إلى أن الجهود المشتركة التى تبذلها وكالات الإغاثة «تسابق الزمن أدت فيضانات مفاجئة ضربت مناطق جنوب غرب الصومال إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا وتشريد مئات الآلاف لإنقاذ 2400 شخص محاصرين بسبب مياه الفيضانات فى بلدة لوق، على الطريق الذى يربط الحدود الصومالية الاثيوبية مع بيدوا.

وتعد الصومال من أكثر البلدان عرضة للتغير المناخى، لكنها غير مجهزة للتعامل مع الكوارث فى الوقت الذى تواجه فيه تمردا داميا.

ورجّح المكتب الأممى، استمرار النزوح بشكل واسع النطاق، مع زيادة الاحتياجات الإنسانية، وتدمير المزيد من الممتلكات، وسط احتمالات تدمير نحو 3.7 ملايين فدان زراعى.

وقال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، مارتن غريفيث: «الطقس المتطرف المرتبط بظاهرة «النينيو» المستمرة، يهدد بزيادة الاحتياجات الإنسانية فى المجتمعات المعرضة للخطر بالفعل فى الصومال والعديد من الأماكن الأخرى». وتابع: «نعرف المخاطر بالفعل وعلينا أن نتصدى لهذه الأزمات التى تلوح فى الأفق».

وفى الصومال تسببت الكوارث الطبيعية بشكل أساسى بكثرة النزوح المصنّف بين البلدان الأكثر عرضة لعواقب الاحتباس الحرارى. فقد أدت موجات الجفاف الحادّ والمتكرّر والأمطار الغزيرة إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين صومالى منذ العام 2016 بحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتؤدى هذه الظاهرة إلى إفراغ مناطق كاملة فى الداخل الصومالى وتزايد المخيمات الممتدة خارج المدن.

وعرف الصومال موسمين متتاليين من شح المطر ويتوّقع أن يكون الموسم المقبل مشابهًا. أمّا إذا أمطرت، فغزارة الأمطار تؤدى إلى تشكل سيول جارفة. وشهد الصومال عام 2020 أسوأ إعصار تمّ تسجيله.

وكان موسم الحصاد ضعيفًا، وتوقعت شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعات فى أغسطس أن يتفاقم الجوع بحلول نهاية العام فى ظلّ وجود 3,5 مليون شخص فى حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة