سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 نوفمبر 1968.. وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان: نعرف ثمن الزعماء العرب عدا جمال عبدالناصر فلم نعرف له ثمنا حتى الآن

الإثنين، 13 نوفمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 نوفمبر 1968.. وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان: نعرف ثمن الزعماء العرب عدا جمال عبدالناصر فلم نعرف له ثمنا حتى الآن جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امتد اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى، برئاسة جمال عبدالناصر، يوم 12 نوفمبر 1968، إلى الساعات الأولى من صباح 13 نوفمبر، مثل هذا اليوم 1968، بسبب المناقشات التى أثيرت حول سؤالين طرحهما عبدالناصر فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل وهما: «هل نستطيع أن نتنازل أكثر مما تنازلنا؟ وهل نستطيع أن نقبل الكلام المقدم من إسرائيل؟»، حسبما يذكر عبدالمجيد فريد، أمين عام رئاسة الجمهورية، وقتئذ، فى كتابه «من محاضر عبدالناصر العربية والدولية 1967-1970».
 
أجاب عبدالمحسن أبوالنور عن السؤالين قائلا: «أعتقد أن اليهود لن يتنازلوا إلا نتيجة حرب، أو عندما يشعرون بأننا أصبحنا أقوياء عسكريا، ولذلك لا بد من الاستمرار فى التعبئة الجماهيرية والعسكرية لأنها هى الطريق الوحيد»، وقال الدكتور لبيب شقير:  «القضية ليست فى يد إسرائيل، وإنما فى يد أمريكا. إن من مصلحة أمريكا أن تأخذ القضية وقتا طويلا، وأن يفشل نظامنا عن طريق تقديم التنازلات المتتالية، ولهذا فإن الحل السياسى غير ممكن، وليس هناك سوى المواجهة العسكرية».
 
رد عبدالناصر: «المواجهة العسكرية ليست سهلة، وأصارحكم بأننى كنت أفضل الحل السلمى، بالرغم من أن القوات المسلحة عندنا ترفض ذلك حفاظا على كرامتها وكرامة مصر، قلت لهم «أى للقوات المسلحة» إن الحرب ليست من أجل الحرب فقط، ولكنها وسيلة لتحقيق الهدف السياسى والاستراتيجى»، أضاف عبدالناصر: «نقطة أخرى وهى أن اليهود عايزين يتوسعوا فعلا، ولكنهم عارفين رأيى فى هذا الموضوع، وعارفين أنى لن أوافق على ذلك أبدا، لقد وصلتنى رسالة من أحد أفراد عائلة طوقان من أهالى الضفة الغربية، أن موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، قال فى حديث خاص إنهم يعرفون ثمن معظم الزعماء العرب فى المنطقة وفى الدول المجاورة لهم، عدا جمال عبدالناصر، فلم يجدوا له ثمنا حتى الآن».
 
ما قاله «عبدالناصر» عن الرسالة التى تلقاها من أحد أفراد عائلة طوقان تكشف أسرارها الشاعرة الفلسطينية، فدوى طوقان، فى مذكراتها «الرحلة الأصعب»، وتذكر فيها، أن موشى ديان طلب اللقاء معها فى الأسبوع الأول من أكتوبر 1968، بعد أن عثر الإسرائيليون على كمية هائلة من المتفجرات فى بيت الهدهد بالبلدة القديمة فى نابلس، وتؤكد «فدوى» أنها التقت به ومعها حمدى كنعان، رئيس بلدية نابلس، وابن عمها قدرى طوقان، ودار حوار بين الطرفين، ومما جاء فيه أن «ديان» قال: «لن يجلس عبدالناصر معنا على مائدة مفاوضات، وعليكم أن تكونوا فخورين به. إننى على يقين من أنه لا يوجد زعيم أو رئيس دولة عربية باستطاعته التأثير على عبدالناصر بهذا الصدد، ونحن باستطاعتنا التحدث مع بعض الزعماء لو أن فى مقدورهم التأثير عليه، الفلسطينيون وحدهم هم القادرون على أن يؤثروا على عبدالناصر».
 
تذكر «فدوى» أنها التفتت إلى رئيس البلدية وابن عمها متسائلة «ومن يفعل ذلك؟ قال «ديان»: افعلى أنت ذلك، فقال كنعان بلهجة حادة: ما الذى سيقوله الفلسطينيون لعبدالناصر فيما أنتم ترفضون الانسحاب من القدس وسيناء والجولان؟ فأجاب: أنا الابن الروحى لابن جوريون وأتبنى أفكاره، وابن غوريون صرح قبل أسبوع فى الكنيست وفى مؤتمر صحفى، أنه لا يهمه حجم إسرائيل، ولو ظل صغيرا، إن كل ما يريده هو حدود آمنة ومعترف بها، تؤكد «فدوى»: عندئذ سألته: وماذا عن اللاجئين؟ قال: فى حال عودتهم لن يبقى هناك شىء اسمه إسرائيل، قلت: حتى لو وافقتم على عودتهم فلن يرغبوا جميعا فى العودة، قال: نحن نصر على رفض أى عدد منهم مهما قل، وعلى فرض الموافقة فسوف نكون نحن من يختار أسماء العائدين».  
 
تلك هى حقيقة الرسالة، التى أشار «عبدالناصر» إليها فى اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى، والمفارقة أن هذا الاجتماع كان أنور السادات أكثر المتشددين فيه فى رفض تقديم أى تنازل لإسرائيل، فى حين أنه هو من قام بالصلح معهم بعد ذلك، وقال: «أعتقد أنه أصبح واضحا ولا مجال لأى كلام عن تقديم تنازلات، ولا يمكننا دراسة العلاقات مع أمريكا فى مثل هذا الجو العام، ليس معناه أن ندخل فى شتائم مع نيكسون، ولكن المهم ألا ننخدع بكلامهم، بل عليهم أن يقدموا أفعالا من جانبهم وليس مجرد الكلام».
 
وقال حسين الشافعى: «هناك بعض الناس اللى قلبها على النظام وحريصة على الثورة، وعلى قواتها المسلحة يرون ألا  نتحرك إلا بعد الاستعداد الكامل من جانبنا»، ورد «عبدالناصر»: «طبعا الكلام ده واضح ومفهوم، لكن هناك عاملا آخر يجب ألا ننساه، وهو أنه لو ظل اليهود فى أماكنهم دون أى إزعاج، ده يبقى غلط منا، فى رأيى إنه بعد مرور شهر من الآن يجب أن نشتغل بجدية داخل الأرض المحتلة، ويجب أن نشتغل أيضا داخل إسرائيل، ندخل دوريات تقعد يومين أو ثلاثة ثم تعود، هكذا ندخل فى عمليات استنزافية مستمرة لهم».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة