يقام على هامش المهرجان الوطنى للمسرح التونسى معرض صور من ذاكرة المسرح التونسّى، لرصد الكثير من الصور لعروض مسرحية كثيرة قدمها كبار المخرجين، والمهرجان انطلق يوم 7 نوفمبر ويستمر حتى 14 من نفس الشهر.
المسرح فنّ عابر، وفلسفة هذا المعرض تطرح سؤالا : ماذا يبقى من الأنفاس والكلمات والأجساد والأفعالّ؟، لتكون الإجابة أنه لا يبقي غير الصور التى تقتنصها عدسات المصورين يقتطعونها من الزّمن الهارب، لنهبها إلى الذّاكرة، فهي شذرات معبّرة تشهد على مسارات الفن المسرحيّ، وهواجس فنّانينا، ومخاضات مجتمعنا، وفي حيز هذا التقاطع الثريّ بين العابر و الثّابت، بين الزّائل و الباقي، بين المرئيّ و اللاّ مرئي، تمنحك الصوّر المختطفة متعة لا يوفّرها لك العرض المسرحيّ، قد يعود ذلك إلى براعتها التقنيّة وشحنتها التعبيريّة، أو لأنّ اللّحظة الثابتة تفسح لك مجالا أكبر للتأمّل والاستمتاع ، أو لأنّ عين المصوّر تتجاوز حسيّة الصّورة الى أبعادها المجازيّة والاستعارية، من خلال ظلّ يعبر المسرح، إنحناءة رأس، توتّر حركة، انقباض جسد، إشعاع نظرة، وثبة ساق، كل ذلك توثقه الصورة بعيدا عن العرض لتجعل منها أصداء للحظات قوية بجمالياتها الخاصة ، فتكون الصورة هنا فنا قائما بذاته.
جدير بالذكر أن المسرح الوطنى التونسى يحتفل بمرور أربعين سنة على تأسيسه ، وتنظم الدورة الأولى للمهرجان الوطنى للمسرح التونسى بعنوان " مواسم الإبداع " ويستمر المهرجان حتي 14 نوفمبر 2023، برئاسة الدكتور معز المرابط المدير العّام للمسرح الوطني، ورئيس مهرجان أيام قرطاج المسرحية .
