"التنسيق الحضارى" يدرج اسم ابن سينا في مشروع حكاية شارع

السبت، 11 نوفمبر 2023 07:00 م
"التنسيق الحضارى" يدرج اسم ابن سينا في مشروع حكاية شارع لافته ابن سينا
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم "ابن سينا"، في مشروع حكاية شارع، بمنطقة مصر الجديدة، وذلك تخليدا لذكراه عبر الأجيال المختلفة وهو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد في عام 370 هجرية الموافق 980 ميلادية، بقرية "أفشنة"، من قرى بخارى (في أوزبكستان حاليًا).

تلقى تعليمه في سنوات تشكله الأولى على يد أبيه، وكان الكثير من العارفين حينها يجتمعون في البيت عند أبيه للحديث والمناظرة. ولما أصبح في عمر عشر سنوات، كان ابن سينا قد أصبح حافظاً للقرآن مثلما حفظ الكثير من القصائد العربية وغيرها من الأعمال الأدبية. ثم تمكن من الوصول إلى المكتبات الكبيرة، مثل بلخ، خوارزم، الري، أصفهان وهمدان، وغيرها.

ابن سينا
ابن سينا

 

التفت إلى الطب وهو في سن السادسة عشر، ولم يتعلم النظرية الطبية فحسب، بل أيضًا بحضور المرضى دون مقابل، وفقًا لروايته الخاصة، اكتشف طرقًا جديدة للعلاج وحقق مكانته الكاملة كطبيب مؤهل وهو ابن الثامنة عشر، وأحرز تقدمًا سريعًا؛ حتى أصبح طبيبًا ممتازًا وبدأ في علاج المرضى، باستخدام العلاجات المعتمدة وانتشرت شهرة الطبيب الشاب بسرعة، وعالج العديد من المرضى دون أن يطلب منهم الأجر.

كان العمل الأول لابن سينا هو تعيينه طبيبًا للأمير “نوح الثاني”، الذي يدين له بالشفاء من مرض خطير، وكانت المكافأة الرئيسية لابن سينا لهذه الخدمة هي الوصول إلى المكتبة السامانية الملكية، وهم رعاة مشهورون للعلم والعلماء وفي الوقت نفسه، ساعد والده في أعماله المالية، ومع ذلك وجد وقتًا لكتابة بعض أعماله الأولى.

حتى إذا بلغ العشرين من عمره توفي والده، فانقلبت حياته رأسًا على عقب وبدون دعم من أي شخص، بدأ ابن سينا بالتجول والتنقل بين مدنٍ مختلفة. انتقل إلى خراسان وكان يعمل طبيبًا ومعلمًا، حيث كان في كل مساء يجمع الطلاب حوله للمناقشات الفلسفية والعلمية.

وقد استقر ابن سينا في وقت لاحق في مدينة “الري”، بالقرب من مدينة طهران الحالية ثم أمضى السنوات العشر أو الاثني عشر المتبقية من حياته في خدمة حاكم الكاكويد “محمد بن رستم دوشمانزيار” (المعروف أيضًا باسم علاء الدولة)، الذي رافقه كطبيب ومستشار أدبي وعلمي عام، حتى في حملاته العديدة وخلال هذه السنوات بدأ يدرس المسائل الأدبية وعلم اللغة.

توفّي ابن سينا في شهر يوليو من عام 1037ميلادية بعد صراع مع المرض ودفن في مدينة همدان في إيران، وقد ناهز من العمر ثمانية وخمسين عامًا.

ترك ابن سينا للبشرية مؤلفات عظيمة، حيث قام بكتابة نحو 450 كتابًا، نجا منها إلى يومنا هذا نحو 240 فقط. من بين تلك الأعمال المتبقية، 150 في مجال الفلسفة و40 فقط في الطب، وهما أكثر مجالين ساهم فيهما ابن سينا أكثر من غيرهما. كما كتب عن علم النفس، والجيولوجيا، والرياضيات، وعلم الفلك، والمنطق إلا أن أهم عمل له هو كتاب (الشفاء) وهو واحد من أربعة أجزاء مخصصة للرياضيات. وقد ضمَّن ابن سينا علم الفلك والموسيقى والكثير من فروع الرياضيات داخل هذه الموسوعة. بالإضافة إلى كتاب (القانون في الطب) وهو أحد أكثر الكتب شهرة في تاريخ الطب.

وقد تُرجمت كتب ابن سينا في الطب إلى اللاتينية ومعظم لغات العالم، وظلَّت حوالي ستة قرون المرجع العالمي في الطب، واستُخدمت كأساس للتعليم في جامعات فرنسا وإيطاليا جميعًا، وظلَّت تدرس في جامعة مونبلييه حتى أوائل القرن التاسع عشر.

فعلى سبيل المثال تمت ترجمة كتاب القانون في الطب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وأعيد طبع الترجمة ستة عشر مرة في أواخر القرن الخامس عشر، وعشرين مرة في القرن السادس عشر. ويعتقد أنه كان أكثر الكتب الطبية استعمالاً في تلك العصور.

وكتب ابن سينا على نطاق واسع عن الفلسفة الإسلامية المبكرة، لا سيما في موضوعات المنطق، والأخلاق، والميتافيزيقيا، بما في ذلك الأطروحات المسماة المنطق والميتافيزيقيا.

وكان لابن سينا مشاركات مهمة في مجال علم الفلك، حيث استطاع أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في يوم 24 مايو 1032م، وهو ما أقره الفلكي الإنجليزي “جيرميا روكس” في القرن السابع عشر، كما قام بدراسات فلكية حينما كان في أصفهان ولاحقاً في همذان. وأثمرت هذه الدراسات عدداً من الاستدلالات التي ثبتت صحتها بعد قرون واشتغل ابن سينا بالرصد، وتعمق في علم الهيئة، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة.

وكان لابن سينا اهتمام خاص بعلم النبات، وله دراسات علمية جادة في مجال النباتات الطبية، وقد أجرى المقارنات العلمية الرصينة بين جذور النباتات وأوراقها وأزهارها، ووصفها وصفًا علميًا دقيقًا ودرس أجناسها، وتعرض للتربة وأنواعها والعناصر المؤثرة في نمو النبات، وغير ذلك.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة