سلطت وسائل الإعلام الأجنبية الضوء على تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في شمال سيناء، وتشديده على التزام مصر بحماية أراضيها وسيادتها، وتأكيده رفض مصر حل أى صراع إقليمى على حسابها.
وأبرزت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية التصريحات التي أدلى بها مدبولي أمام حشد من أهل سيناء وشيوخ القبائل وأعضاء البرلمان وغيرهم من السياسيين في سيناء والقادة العسكريين، قائلا: "نحن مستعدون للتضحية بملايين الأرواح لضمان عدم التعدي على أراضينا"، مؤكدا أن مصر لن تسمح أبدًا بتسوية أي قضايا إقليمية على حسابها.
وركزت صحيفة الجارديان البريطانية على جانب آخر من تصريحات مدبولي، حيث نقلت عنه وصفه للأحداث في غزة بأنها كارثة إنسانية غير مسبوقة، ونوهت كذلك عن تأكيده على انخراط مصر على مختلف المستويات من القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكافة الأجهزة الحكومية للتحرك نحو حل هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء في قطاع غزة اليوم، مشددا على أن حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، هو الحل الذى سيضمن السلام في المنطقة.
من جانبها، أبرزت هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها الإلكتروني رفض رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أي خطط لإعادة توطين النازحين من غزة بشكل جماعي في شبه جزيرة سيناء، خلال زيارته إلى معبر رفح، كما نقلت عنه قوله: "لا ينبغي حل أي صراع إقليمي على حساب مصر".
ومن ناحية أخرى، أشارت صحيفة "ديلي تليجراف" الأسترالية إلى زيارة مدبولي معبر رفح الحدودي مع غزة، وتصريحاته التي ألقى فيها باللوم على الحكومة الإسرائيلية لعدم سماحها بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع المحاصر، وأكد أيضا على رفض مصر إجبار الفلسطينيين على الانتقال إلى شمال سيناء.
وفي تقرير خاص عن زيارة مدبولي لسيناء، أبرزت صحيفة "دون" الباكستانية تأكيده على انخراط مصر في جهود حل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على كافة المستويات، وكذلك تحذيره شديد اللهجة من أن مصر لن تسمح بفرض أي موقف عليها أو تسوية النزاعات الإقليمية على حسابها، بل ومستعدة للتضحية بآلاف الأرواح لحماية أراضيها في سيناء.
وركزت صحيفة الشعب اليومية الصينية على جهود مصر لمساعدة الجرحى في غزة، مشيرة إلى دخول سيارات الإسعاف المصرية لنقل المصابين والجرحى الفلسطينيين إلى شمال سيناء لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وكذلك عبور دفعة جديدة من المساعدات إلى القطاع المحاصر، كما اشادت بزيارة مدبولي إلى معبر رفح للإشراف على انطلاق هذه الجهود الواسعة.
وفي تقرير خاص عن موقف مصر الداعم للفلسطينيين في غزة، وصفت شبكة "بي إن إن بريكينج" الإخبارية الهندية زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بأنها تأكيد من مصر على التزامها الثابت بحماية أمنها القومي ورفضها الخضوع للضغوط الخارجية، منوهة إلى تصريح مدبولي بأن مصر مستعدة للتضحية في سبيل حماية شمال سيناء، وهو ما وصفته الشبكة بأنها رسالة حازمة للطامعين في المنطقة، مشيرة إلى أن تفقد مدبولي لمشروعات تنموية في سيناء كانت رسالة مفادها أن مصر تقود استراتيجية مزدوجة تجمع الأمن بالتنمية في سيناء.
خلال زيارة أمس الثلاثاء، أشار رئيس الوزراء إلى أنه حرص على الحديث من هذه النقطة المهمة على الحدود المصرية الفلسطينية، مؤكدًا أن ثوابت السياسة المصرية تقوم على رفض استهداف وسقوط الضحايا من المدنيين الأبرياء من أى جانب، وذلك التزامًا بكل ما تنص عليه القوانين الدولية فى هذا الشأن، داعيًا كل دول العالم فى ظل هذه الأزمة غير المسبوقة فى قطاع غزة، لأن يكون المُنظور عادلًا، يُدين سقوط الضحايا من الجانبين، دون النظر لأفضلية جانب على حساب آخر، واعتبار الجميع سواء.
وشدد مدبولى على رفض مصر لسياسة العقاب الجماعى التى يتعرض لها سكان قطاع غزة من المدنيين، مشيرًا إلى أن مصر تتحرك منذ اللحظة الأولى للأزمة على كافة المستويات، بدءًا من القيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكافة أجهزة الدولة، لبحث كيفية حلحلة وحل هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، من حجم دمار وضحايا كبير، فهدفها الرئيسى التعامل مع الأزمة الإنسانية.
وأكد رئيس الوزراء، أن مصر تحملت عبء القضية الفلسطينية على مدار عقود وعقود، منذ عام 1948، مشيرًا إلى أن ذلك ليس من قبيل التباهى بهذا الأمر وإنما هذا هو الواقع، فمصر تتحمل عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وضحت بأغلى الأرواح، وساهمت بعشرات الألوف من الشباب على مدار العقود الماضية السابقة الذين استشهدوا على هذه الأرض وهم يدافعون عن القضية الفلسطينية.
وأضاف أنه فى كل المعتركات الدبلوماسية الأخرى كانت مصر دائمًا داعمة لهذه القضية، وعلى البعد الاقتصادى دائمًا حريصون على مساعدة أشقائنا فى فلسطين ودعمهم الدائم.
وأوضح مدبولى أنه حرص خلال تواجده اليوم فى شمال سيناء مع مجموعة السادة الوزراء على الإعلان عن خطة تنمية شمال سيناء، لافتًا إلى أن هذه المنطقة عانت من الإرهاب على مدار السنوات الـعشر الماضية كما عانى رجال القوات المسلحة والشرطة وأهل سيناء من هذا الإرهاب البغيض، فخلال هذه الفترة لم يكن يمر أسبوع إلا ونرى حادثا يُستشهد خلاله أحد أفراد القوات المسلحة أو أفراد الشرطة أو من أهالى شمال سيناء
وفى ختام حديثه جدد رئيس الوزراء الدعوة التى أطلقتها القيادة السياسية، ودعمها جميع المصريين بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يعانى منها أهل غزة وأن يتوقف النزاع والدمار الذى لن يؤتى ثماره أبدًا على المدى القصير أو البعيد، وأن ننظر جميعًا لحل هذه القضية الأزلية بأسلوب عادل يحقق مصلحة كل الأطراف.