أعادت الحرب السابعة التى تقودها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة، لصدارة المشهد دور الدولة المصرية في القضية الفلسطينية وأظهرتها كقوة إقليمية ربما وحيدة قادرة علي التأثير الإيجابي في خفض التصعيد ورفع المعاناة عن أهالي القطاع، وهو ما ظهر جلياً في قمة القاهرة للسلام التي عقدت هذا الشهر، بجانب الاتصالات الدبلوماسية والمشاورات رفيعة المستوى بين المسئولين المصريين وقادة العالم.
وسلط موقع آي آر انسايدر الأمريكي الضوء على دور مصر الدبلوماسي والتاريخي في معالجة الأزمة الفلسطينية، وقال التقرير إنه في خضم استمرار الصراع الناشب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، سلطت الأضواء على مصر، ووصفها بالدولة ذات الأهمية التاريخية بالنسبة لقطاع غزة، وإنها لاعب رئيسي في معالجة الصراع المستمر.
وذكر التقرير، أن مصر قامت بتوسيع نطاق الدبلوماسية مع فصائل المقاومة الفلسطينية في الماضي، لا سيما عندما سيطرت على غزة في عام 2007، وعملت مصر كذلك كوسيط، وقامت بتسهيل عمليات تبادل الأسرى ومفاوضات وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر، تمتلك مصر نفوذا كبيرا في الصراع الدائر بين إسرائيل والفصائل فهي تسيطر على معبر رفح، الذي يمثل نقطة الدخول الرسمية الوحيدة إلى غزة التي لا تديرها إسرائيل، ويعد هذا المعبر حيويا لتوصيل المساعدات الدولية إلى غزة، لا سيما وأن المنطقة تواجه أزمة إنسانية طاحنة، ومن المتوقع أن يكون معبر رفح بمثابة نقطة خروج للأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب الذين يقومون بإجلاء قطاع غزة أيضا.
وفي نفس السياق، سلط التقرير الضوء على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكد خلالها رفضه نقل الفلسطينيين إلى سيناء، لما من شأنه أن يخلق مشكلة أمنية في شبه الجزيرة، ويحولها إلى نقطة انطلاق لـ"الهجمات".
كما سلطت شبكة CNN الأمريكية الضوء على الجهود المصرية لاستقبال الجرحى والمرضى من قطاع غزة بعد فتح معبر رفح اليوم.
وقال مسئول مصرى للشبكة الأمريكية، إن عشر سيارات إسعاف مصرية تنتظر داخل غزة لنقل المرضى الفلسطينيين المصابين، وقال المسؤول فى وقت سابق إن 80 سيارة إسعاف وصلت إلى الجانب المصرى من المعبر صباح الأربعاء.
وقال المسؤول، إن نصف سيارات الإسعاف البالغ عددها 80 سيارة وصلت إلى غزة.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أن الحشود تجمعت عند معبر رفح بين غزة ومصر صباح الأربعاء، وسط تقارير عن أنه من المقرر أن يفتح أمام بعض الرعايا الأجانب والجرحى الفلسطينيين، مما يسمح لهم بمغادرة القطاع المحاصر للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
وفرضت إسرائيل حصار كامل على غزة فى أعقاب الهجوم المباغت الذى تعرضت له من فصائل المقاومة الفلسطينية، ما أدى إلى قطع إمدادات الغذاء والماء والدواء والكهرباء عن القطاع.
وتم فتح معبر رفح جزئيا للسماح بدخول بعض إمدادات المساعدات إلى غزة، لكن الزعماء الدوليين حذروا من أن المستويات الحالية من المساعدات غير قادرة على تلبية احتياجات أكثر من مليونى فلسطينى يعيشون فى القطاع.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة تايمز أوف إنديا الهندية فى تقرير لها إن جميع زعماء العالم والقوى الدولية يتوددون إلى مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا في مكالمة هاتفية على "الشراكة الاستراتيجية الدائمة" بين البلدين، فيما أشاد المستشار الزائر أولاف شولتز بالوحدة الألمانية المصرية في العمل لمنع "حريق" الشرق الأوسط، كما التقى الرئيس الصينى شى جين بينج برئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى فى بكين.
وبحسب التقرير فإن حالة التودد للقاهرة، لم تغب عن الحكومات الأوروبية التي أدركت أهمية مصر كمنتج إقليمي للغاز وخاصة بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية خلال العام الماضى.