وصفه خبراء الطب النفسى بأنه "موضة جديدة "، ليس لها اى علاقة من قريب او بعيد بوسائل وطرق العلاج النفسى ، ولا يحق لما يسمى بـ" اللايف كوتش " على حد قولهم ، بتقديم اى مشورة او توجيه لأى مريض نفسى الامر الذى قد يتسبب في الحاق الضرر بحالته النفسية والعقلية ، كما انه شخص غير مسئول قانونا ولا يمكن الرجوع عليه في حالة انتهاك خصوصيات اى شخص يتعامل معه ، مشيرين الى ان برامج العلاج النفسى ترتبط بمثلث قاعدته الطبيب النفسى الذى يشرف بنفسه على باقى اضلع المثلث وهما المعالج النفسى والاخصائى الاجتماعى تحت مظلة القانون .
ومن جانبه أكد الدكتور محمد حمودة استشاري الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، أن القانون لا يسمح لأى شخص بممارسة العلاج النفسى إلا الطبيب النفسى أو المعالج النفسى ، وما يسمى ب "اللايف كوتش" غير مسموح له بتقديم أى مشورة أو علاج نفسى بأى شكل من الاشكال ، وهو شخص غير مختص ولا يحاسب قانونا واذا ارتكب اى انتهاك فهو غير مسئول .
وأضاف لـ "اليوم السابع" انه لا يوجد اى مكان متخصص او جامعة تقوم بتخريج ما يسمى بـ " اللايف كوتش " ، وممكن يكون خريج كلية تجارة ويقرر يشتغل لايف كوتش على الرغم من عدم وجود اى علاقة بين التخصصين ، ولو كان نجح في تخصصه ، فما الذى يدعوه لتغييره الا لو كان أصابه الفشل ، فكيف يقدم نصائح للتغلب على المشكلات لغيره من افراد المجتمع ، وللأسف الشديد ينساق الكثيرون وراء كلامهم .
وأوضح أن وزارة الصحة تقوم بعمل تصريح خاص للمعالج النفسى و بشروط معينة وبعد تلقى دورات تستمر لمدة سنتين تحت اشراف مجموعة من الأطباء النفسيين ويحصل على الترخيص لمزاولة العمل تحت اشراف طبيب نفسى وفقا للقانون .
وعلميا الأمراض النفسية يتم تشخيصها بإستبعاد الامراض العضوية ولعمل هذا الاستبعاد يجب ان يكون المعالج طبيب نفسى "ولو انا مش طبيب لن استطيع استبعاد الامراض العضوية " ، وكلمة مرض وعلاج تعنى طبيب وغير ذلك لا يستطيع احد تقديم العلاج النفسى .
كما حذر الدكتور محمود فرج استشارى الامراض النفسية والعصبية من التعامل مع من يطلقون على انفسهم " اللايف كوتش " ووصفهم بانهم "خطر على الناس " لما يمكن ان يقوموا به من توجيهات خاطئة وقال " يوجد موضة جديدة تسمى اللايف كوتش وهو عبارة عن واحد مجتهد مع نفسه حصل على كورسات في التنمية البشرية وحلول مشاكل الناس ، ويتعامل مع المريض اللى عنده مشكلة اجتماعية ويعطيه نصائح ، ولا يكتفى بذلك بل يلزم المريض في بعض الأحيان لفترات طويلة ، و هو خطر على هؤلاء الافراد حيث انه شخص عادى سمى نفسه لايف كوتش ، وكل تدخلاته مع الأشخاص بدون دراية وبدون علم ، وللأسف ينساق وراءه الكثير من الناس ، والطبيب النفسى هو من يقرر العلاج واستكماله مع الاخصائيين النفسيين اما اللايف كوتش " واحد حاشر نفسه بدون وجه حق او علم وممكن يسبب ضرر على المريض " .
وأوضح الدكتور فرج ان المريض النفسى هو الشخص الذى لا يستطيع التكيف مع المجتمع المحيط به ، و عدم قدرته على المحافظة على عمله او علاقته بالاخرين ، مثل المريض العصابى الذى يصاب بالتوتر والقلق والرهاب الوسواس القهرى والاكتئاب البسيط وكثير التردد على الأطباء ، بالإضافة الى المريض الذهانى الذى ليس لديه قدرة على الاستبصار وغير ملامس للواقع ، وله عالم خاص مثل مرض الفصام ووهو عبارة عن تدهور في الشخصية يصل الى حد سماعه لاصوات ورؤيته لخيالات مرضية واصابته بحالة تبلد في المشاعر ، ويوجد أيضا الاضطراب الوجدانى ثنائى القطب وهو حالة من الهوس والنشاط الزائد والاكتئاب ويكفيه ساعات قليلة من النوم ، ويوجد أيضا الاضطراب الضلالى وهو من الامراض الذهانية وهو اضطراب في فكر معين مثل الشعور بالمراقبة من شخص بغرض الأذى.
يذكر ان قانون قانون رعاية المريض النفسي قد حدد ضوابط وشروط مزاولة مهنة العلاج النفسي لغير الأطباء النفسيين، كما حدد ضوابط توفيق أوضاع من يزاولون المهنة وتفعيل الشروط الجديدة للترخيص بمزاولتها.
ونصت المادة (35مكرراً 2) من القانون، على أنه لا يجوز لغير الطبيب النفسي ممارسة مهنة العلاج النفسي إلا إذا كان مرخصاً له بذلك من وزارة الصحة والسكان، ويشترط للحصول على هذا الترخيص ما يأتي:
1ـ أن يكون حاصلاً على درجة الدبلوم أو الماجستير أو الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من كلية الآداب بإحدى الجامعات المصرية أو ما يعادلها وفقاً لما يقرره المجلس الأعلى للجامعات.
2 ـ أن يكون عضواً عاملاً أو منتسباً في رابطة الاخصائيين النفسيين أو بإحدى جمعيات العلاج النفسي أو هيئاته المعترف بها في مصر أو الخارج والتي تقرها اللجنة.
3 ـ أن يجتاز تدريباً أكاديمياً وعملياً تعتمده اللجنة وفقاً للضوابط الإجراءات التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
4 ـ أن يجتاز المقابلة والاختبار الذين تنظمهما اللجنة، وفقاً للقواعد والضوابط التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
5 ـ أن يطلب من المريض النفسي عرض نفسه على الطبيب النفسي إذا طرأت عليه أعراض جديدة غير التي أثبتها الفحص من قبل بمعرفة الطبيب النفسي، للتثبت من حقيقة الأغراض وسببها، ولا يجوز له أن يستمر في العلاج النفسي إلا بعد موافقة الطبيب النفسي.
والعلاج النفسي هو نوع من العلاج يمارسه الطبيب النفسي أو المعالج النفسي من غير الأطباء النفسيين تحت إشراف الطبيب المذكور، ويستخدم فيه مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لتقييم الاستجابات غير التوافقية أو التي يشوبها خلل وظيفي سواء في الانفعال أو التفكير أو السلوك وعلاجها، وتشمل العلاجات المعرفية والسلوكية والإنسانية وغيرها من أنواع العلاجات الأخرى التي تثبت فاعليتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة