حازم صلاح الدين

سلامًا إلى أرواح أبطال أكتوبر

الجمعة، 06 أكتوبر 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقف أجدادنا وآباؤنا على الجبهة قبل 50 عامًا، وسطروا ملحمة استعادة الأرض في واحدة من المعارك على مر التاريخ، فكل فرد منهم حينما جاء من القرية التى ولد فيها، سواء من الدلتا أو الصعيد  أو القاهرة، كان الهدف واحدًا باستعادة العزة والكرامة على أراضى سيناء الحبيبة فى مواجهة العدو الإسرائيلي.

خمسون عاما مرت على حرب أكتوبر المجيدة، التي شهدت بطولات على أيادى جنودنا، وهى طبعًا بطولات لو كتبنا ملايين الكتب عنها لن تكفى أبناء قواتنا المسلحة، فحكايات وبطولات الجيش المصرى كثيرة طوال تاريخه العامر بالأحداث، لكن تبقى تلك المرحلة هى الحدث الأهم فى تاريخنا الحديث، فالجندى المصرى حقق ما لا يمكن لأى شخص أن يتخيله أو أى عمل "سينمائى- درامى" يحاكيه، إذ أن حجم البطولات التى شهدتها فترة ما قبل وبعد حرب 1973 تؤكد أن جيشنا قادر على تخطى الصعاب وقهر المستحيل من أجل فكرة حماية أرضه.

هذه الفترة رغم أنها ثرية جدًا بالحكايات والبطولات العظيمة، إلا أن الأعمال السينمائية التى تناولتها قليلة للغاية، وأتمنى من صناع السينما والدراما تكثيف حكاوي بطولات حرب أكتوبر على أجندة الأعمال المطلوبة المرحلة المقبلة، لأن هذه الأعمال مهمة لكونها ستكون ذات قيمة تاريخية يلجأ إليها الأجيال الجديدة مقابل حمايتهم من الأكاذيب والتزييف الذى يغتال العقول.

أكثر ما يحزننا مثلا أننا نجد سينما هوليود تخترع أحداثا وهمية عن الحروب وتصنع منها أفلاما عالمية، فما بالك نحن الذى نمتلك هذه البطولات فعليًا وللأسف لا نستطيع تجسيدها على أرض الواقع، لذلك من الضرورى السعى لخروج أعمال تاريخية تتناول حكايات أبطالنا إلى النور، وتحديدًا التعرض لفترة ما بعد النكسة وحرب الاستنزاف والتخطيط لحرب أكتوبر بالتفصيل، وضرورة البحث عن البطولات الخاصة للجندى المصرى وتسليط الضوء عليها.

أتمنى أن نرى الفترة المقبلة أعمالًا فنية كثيرة من واقع حرب أكتوبر، حتى تصل هذه الحكايات إلى أبنائنا من الأجيال الحالية والتالية وتظل فكرة الانتماء راسخة فى أذهانهم، خصوصًا أننا نواجه حاليًا حربًا شرسة تسمى بـ"حرب المعلومات" والتى يستغلها الإرهابيون فى بث روح الانهزامية لدى بعض شبابنا من أجل تجنيدهم وتنفيذ مخطط لتدمير بلادهم.

ختامًا، سلامًا إلى أرواح  كل شهيد سقط فى الحرب، وما قبلها وبعدها، فأرواحهم تمتزج بتراب حب الوطن، ولذلك سيظلون نقطة فارقة فى تاريخنا، ولا يمكن أن ننساهم مهما طال زمان، فهم فقدوا روحهم، لكنهم منحونا "طعم" الكرامة، كما يجب توجيه التحية إلى أبناء القوات المسلحة المتواجدين حاليًا فى سيناء والتى سجلت ملحمة جديدة ضد الإرهابيين ونجحوا فى تسطير بطولات تضاف إلى السجل الحافل للجيش المصرى.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة