موسم جنى الذهب الأحمر من بساتين شمال سيناء.. خير المناطق الساحلية من البلح يتحول لمنتجات عالية الجودة.. "العجوة السيناوية والبلح المجفف" أهمها.. والإنتاج بأدوات وأساليب متوارثة جيلا بعد جيل

الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 03:00 ص
موسم جنى الذهب الأحمر من بساتين شمال سيناء.. خير المناطق الساحلية من البلح يتحول لمنتجات عالية الجودة.. "العجوة السيناوية والبلح المجفف" أهمها.. والإنتاج بأدوات وأساليب متوارثة جيلا بعد جيل البلح الأحمر بسيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صناعة العجوة والبلح المجفف من إنتاج نخيل سيناء بكل أنواعه، موسم يتجدد على سواحل شمال سيناء فى هذا الوقت من كل عام يتوارثه الأجيال بدون تغيير، حيث تشد الرحال لبساتين النخيل، وتحت ظلالها تقيم الأسر التى يقوم رجالها بنقل البلح بعد قطعه إلى أماكن تصنيعه التى فيها تنتظره السيدات لإستخلاص نواة وعجنه وصناعته وتجهيزه.

وتعد مناطق سواحل بئر العبد غرب محافظة شمال سيناء، ومناطق المساعيد والريسة والسكاسكة بالعريش ومنطقة الصبخة وساحل البحر بنطاق مركزى الشيخ زويد ورفح من أشهر وأهم مناطق زراعة النخيل ومناطق إنتاج مشتقاته بكل تنوعها.

يقول "محمد سليمان الجغنة" من سكان منطقة "السكاسكة" شرق مدينة العريش، انهم يتوارثون عن ابائهم زراعة النخيل ورعايته وجمع محصوله وتصنيعه، لافتا أن من أهم أنواعه فى منطقتهم نوع "الحيانى"، مشيرا أن إنتاج هذا الموسم من البلح غزير جدا، ويوضح أن أشجار النخيل لا تكلف المزارع خدمة شاقة بقدر ماتحتاج منه إلى رعاية واهتمام، وحفاظ عليها من جيل يسلمها لجيل، وفى حالة موتها زراعة بديل لها.

ويشير "علاء السادات، ومحمد زاير الدويغرى" من مناطق بئر العبد، أن مناطقهم غنية بزراعة النخيل والاستفادة من انتاجه فى مثل هذا الوقت من كل عام، وأن هذا الموسم يعتبرونها باب خير، حيث الجميع يستفيد بينهم المزارع والعامل الذى يقوم بالجمع، وكل مشتقات النخيل فيها فائدة.

وبدوره يوضح حسن سلامة، باحث فى التراث السيناوى ومن المهتمين بزراعة النخيل، أن من مناطق زراعته الخصبة بنطاق مركز بئر العبد" المحمم، وجعل، والجنادل، وقاطية واقطية" بينما بنطاق مركز العريش يكثر بمناطق "المساعيد والريسة" كما يتركز فى أحواض بنطاق مركز الشيخ زويد بمناطق "الصبخة والخروبة وقبر عمير والعميد" فضلا عن كافة المناطق الساحلية على امتداد شاطئ البحر المتوسط.

وقال "طه فريج ابوعيطة"، من مزارعى النخيل بمنطقة المساعيد بالعريش، أن زراعة النخيل فى شمال سيناء، تتم منذ عقود على المياه الطبيعية القريبة من سطح الأرض، لذلك يزرع فى مناطق منخفضة ساحلية تسمى "السراديب" ويعتمد فى ريه على ما يطلق عليه الأهالى " المث"، وهو تدفق المياه من تحت سطح الأرض لأعلى بشكل طبيعى حيث يكون مخزون المياه الجوفى قريب من سطح الأرض، مشيرا أن نخل شمال سيناء يختلف عن نخيل أى مناطق اخرى ومن أنواعه ومسمياته "الحيانى، والمجهل، وبنت عيش"

وأشارت " أم محمد"، أن من تقوم بتصنيع منتجات النخيل بعد أن يقوم الرجال بجمعه هن السيدات داخل " المشرات"، وهى مكان خاص بتصنيعه ويتكون من سياج مربع يتم بنائه من جريد النخيل محكم بابه، ويتم فرشه بجريد النخل، واليها ينقل المحصول، ثم يتم فرزه إلى رطب وبلح، والبلح الذى يتحول إلى رطب، الذى يبدأ مراحل تصنيعه، يقسم لنوعين اما بلح جاف وهو شق الرطبة لنصفين ثم تجفيفها ويسمى " شقيق"، أو لعجوة وهذا بتقشير ارطب وشقه واستخراج النوى وتجفيفه تحت الشمس لمدة 3 أيام، ثم جمعه وعجنه وتحويله لعجوة على شكل أقراص وتجفيفها تحت الشمس لفترة ثم جمعها فى أكياس، بينما المستخرج من النوى يستخدم فيما بعد علف للحيوانات، فضلا عن جريد النخيل الذى يقطع ويستخدم فى بناء العرائش وحطب لوقود النار.

وإنتاج شمال سيناء من العجوة وضعها على قائمة أهم مناطق تصنيع الرطب، واصبح للعجوة السيناوية مذاق معروف فى الأسواق، ويحرص كل زائر لمدينة العريش على أن تكون من ضمن أهم المنتجات المحلية التى يحرص على شرائها.

يقول عمرو أحمد، أحد المصورين الموثقين لطبيعة شمال سيناء، انهم بدورهم كمصورين يسوقون لمناطق المحافظة البديعة ويوثقون جمالها، تعد أهم المشاهد التى يحرصون على توثيقها هى النخيل، لافتا أن من مشاهد نخيل شمال سيناء البديعة النخيل الذى تحيط به الرمال بمناطق شرق العريش، وبساتين النخيل الخضراء بلون بلحها الأحمر والأصفر وسط كثبان الرمال البيضاء بمناطق بئر العبد، فضلا عن توثيق عملية جمع البلح من أعالى النخيل وحركة الشباب وهم يقطعونه وينقلونه بكل سلاسة، وبديع جميل مراحل تصنيعه بعد أن يتحول للون ذهبى، ثم تجميعه ليعرض فى الأسواق كأحد أهم منتجات سيناء الطبيعية.

 يذكر أن موسم النخيل بالنسبة للمزارعين فى شمال سيناء من أهم المواسم الزراعية، وتتحول مناطق زراعته لخلية نحل، حيث تحضر اليها الأسر من مسافات بعيدة ويقيمون فيها تحت ظل العرائش حتى انتهاء الموسم يستفيدون من انتاج البلح وصيد الطيور، وقديما كان يتم تخزين العجوة المنتجة فى صفائح تناولها بلهفة فى الأربعينية وهى وقت ذروة انخفاض الحرارة فى الشتاء نظرا للطاقة التى تنبع من العجوة، وفى وقتنا الحاضر اصبحت تجهز بعد تقسيمها لقطع وتغليفها، ويتفنن من يقومون بتصنيعها فى تغليفها لتلقى الرواج عند تسويقها.

 ومن المصطلحات الدارجة ولا تزال تتوارثها الأجيال ويتجدد حضورها مع كل موسم لقطف البلح هى " المشرة " وهى عبارة عن متسع بمساحات من 10 إلى 12 متر مربع محاطة بسور من جريد النخيل بطول نحو متر ونصف غير مسقوف، وداخل هذا المكان المحكم ببوابة يتم فرش الأرضية بجريد النخيل الأخضر، و"الشقيق" و"الفديغ" وهو الرطب المجفف الذى يتم شقه لنصفين ثم تنشيفه تحت أشعة الشمس.

البلح الاحمر بسيناء
البلح الاحمر بسيناء

 

النخيل بالعريش
النخيل بالعريش

 

انتاج النخيل
انتاج النخيل

 

بلح سيناء
بلح سيناء

 

جنى البلح
جنى البلح

 

خير سيناء من البلح
خير سيناء من البلح

 

صناعة العجوة
صناعة العجوة

 

من بساتين النخيل بشمال سيناء
من بساتين النخيل بشمال سيناء

 

نخيل سيناء شامخ على مر سنوات
نخيل سيناء شامخ على مر سنوات

 

نخيل وتصنيع عجوة
نخيل وتصنيع عجوة

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة