وأكد فرانك في كلمته باحتفالية يوم الوحدة الألماني على أن ألمانيا شريكًا أساسيا في تحديث مصر، من خلال استثماراتنا الصخمة وتجارتنا الكبيرة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتعليم والبنية التحتية والطاقة.
ورحب السفير بتنفيذ الإصلاحات الطموحة لتنشيط الاقتصاد وإعطاء حيز أكبر وأمان قانوني لمستثمري القطاع الخاص، مشيرًا إلى إن قطاع الأعمال والمجتمع المدني يتطلعان إلى مواصلة تنفيذ معايير سيادة القانون.
وقال السفير إن تعاوننا التنموي الثنائي يصل إلى ٨, ١ يورو ، ويعد بذلك واحدا من أكبر المحافظ التنموية الألمانية عالميا، وتعتبر حماية المناخ من خلال التحول في مجال انتاج الطاقة ركيزة أساسية لتعاوننا، مشيرًا إلى أن المستقبل يكمن في الطاقة المتجددة من الرياح والطاقة الكهروضوئية، وربما في الهيدروجين الأخضر. ولتحقيق هذا الهدف فإن ألمانيا وحدها تساهم بأكثر من ٢٥٠ مليون يورو لمحور الطاقة في برنامج "نُوَفـي NWFE" بمصر (محور المياه والغذاء والطاقة).
من جانبه قال سفير ألمانيا بالقاهرة فرانك هارتمان، إنه ومنذ ثلاثة وثلاثين عاما توحدت ألمانيا سلميا، وسقط سور برلين والستار الحديدي وكنا جميعاً نأمل في مستقبل أفضل في أوروبا موحدة وفي عالم أقل صراعات مسلحة ومظالم اجتماعية وحروب، أما اليوم، وبعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما، لم يصبح العالم مكاناً أفضل، حيث أصبح النظام الدولي تحت الحصار ومهدد أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف فرانك في كلمته باحتفالية يوم الوحدة الألماني: لقد انتهك الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل عدواني النظام الدولي السلمي، ولهذا السبب تدعم ألمانيا بكل إخلاص الشعب الأوكراني في حقه في الدفاع عن النفس والنضال من أجل تقرير المصير والاستقلال.
وأكد السفير الألماني،على أنه وبالرغم من ذلك فإنه لا ينبغي لهذه الحرب أن تقسم العالم، وإنه من قبيل التبسيط المخل والمضلل الاعتقاد بأنه "من ليس معنا فهو ضدنا"، بل على العكس من ذلك إذ يتعين تكاتف كافة الدول المسالمة لتقف صفاً واحداً للدفاع عن مبادئ النظام الدولي استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة. وهذا الهدف المشترك يوحدنا مع أصدقائنا في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ.
وأضاف السفير: نحن الأوروبيين لا نستطيع ولا نركز فقط على الحرب في أوروبا، بل إننا نتحمل مسؤولية أبعد من ذلك بكثير، بل علينا أن نستمع بنفس القدر إلى اهتمامات وتطلعات شركائنا في جنوب الكرة الأرضية، لا يمكننا ولن نغض الطرف عن الحرب في السودان والصراع المستمر في ليبيا وأعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين الناجمة عن تلاشي آفاق حل الدولتين.
وأكد السفير أن ألمانيا، وباعتبارها شريكا قويا في الاتحاد الأوروبي وعضوا مسؤولا في الأمم المتحدة، فقد ساهمت بشكل كبير في الأمن الغذائي العالمي، وبالتحديد في مصر حيث ساهمت بأكثر من مائة مليون يورو من خلال برنامج الغذاء العالمي، وبالمثل، فإننا ندعم الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بمبلغ ٢٠٠ مليون يورو للمنطقة، كما استقبلت مصر ما يقرب من ٣٥٠ ألف لاجئ من السودان، ومن ثم فإنها تستحق تقديرنا ودعمنا القوي.
وتحدث السفير عن تعاون ألمانيا مع فرنسا ، في إطلاق مبادرة مشتركة بعنوان "متحدون من أجل السلام في السودان" بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالمثل فقد شارك وزيرا الخارجية في "مبادرة يوم السلام" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية ومصر والأردن، وذلك لمنح السلام العادل في الشرق الأوسط فرصة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة