تسارع أوروبا فى تنفيذ خطتها لتحويل استخدام سيارات الاحتراق إلى كهربائية ، وتكشف أحدث البيانات الصادرة عن المرصد الأوروبى للوقود البديل (EAFO) أن أوروبا أصبح لديها حاليًا أكثر من 600 ألف نقطة شحن للسيارات الكهربائية، ولكن تستمر حربها التجارية مع الصين بسبب انخفاض الاسعار، وهو ما يعد أكبر العقبات التى تواجه القارة العجوز.
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الاسبانية ، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، إلى إن هذه الزيادة فى عدد نقاط الشحن الكهربائى للسيارات فى الاراضى الأوروبية نتيجة للجهود التى تبذلها الحكومات والمؤسسات للتسريع من عملية تحول استخدام السيارات الى الكهربائية من أجل تسريع خطة مكافحة المناخ وتقليل الاحتباس الحرارى .
وكان فى يوليو الماضى ، أقر مجلس الاتحاد الأوروبي قواعد جديدة تعمل على تيسير انتشار السيارات الكهربائية في أنحاء الدول الأعضاء، ضمن إطار مساعي خفض انبعاثات الاحتباس الحراري، ما يمثل خطوة جديدة في مجال تحول الطاقة.
ووفق القرارات الجديدة، فإنه بدءًا من عام 2025، يجب أن تتوافر محطات شحن سريعة توفر 150 كيلوواط -على الأقل- من الكهرباء المطلوبة لكل مركبة، ضمن مسافات لا تزيد عن 60 كيلومترًا مربعًا على شبكات طرق أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطاع النقل المعتمد على الوقود الأحفوري مسئول عن 30% من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، حيث تسهم القواعد الجديدة في تحقيق خطة أوروبا الهادفة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% قبل نهاية العقد الحالي 2030، مقارنةً بمستواها عام 1990.
وقالت الرابطة إن الطرازات الكهربائية بالكامل مثلت 21 % من المبيعات في دول الاتحاد الأوروبي في أغسطس، مسجلة لأول مرة أكثر من خُمس إجمالي مبيعات السيارات.
مليون سيارة كهربائية
أظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، أن من بين كل خمس سيارات جديدة تم بيعها في دول الاتحاد الأوروبي خلال شهر أغسطس الماضى كان هناك أكثر من سيارة كهربائية بالكامل، كما زادت مبيعات السيارات التي بدون انبعاثات لأكثر من المثلين.
قالت الرابطة إن الطرازات الكهربائية بالكامل مثلت 21 % من المبيعات في دول الاتحاد الأوروبي في أغسطس، مسجلة لأول مرة أكثر من خُمس إجمالي مبيعات السيارات.
وفي الأشهر الثمانية الأولى من 2023، بيع نحو مليون سيارة كهربائية بالكامل في دول الاتحاد الأوروبي.
الحرب التجارية مع الصين
فى الوقت الذى تسعى فيه اوروبا لطى صحفة استخدام سيارات البنزين ، تعانى من ارتفاع كبير فى أسعار السيارات الكهربائية فى حرب تجارية مع الصين بسبب انخفاض الاسعار، حيث تعد الصين أكبر منتج للسيارات الكهربائية فى العالم وتتمتع بمزايا كبيرة على منافسيها، فى الوقت الذى اعلنت أوروبا عن إجراء تحقيق فى الإعانات المزعومة التى تتلقاها هذه الصناعة من حكومة بكين.
وتتوقع منظمات مثل وكالة الطاقة الدولية "نموا هائلا" لهذا النوع من السيارات الكهربائية، نصف السيارات الكهربائية المتداولة في العالم تفعل ذلك على الطرق الصينية، وفى الاتحاد الأوروبى تبلغ النسبة 15% فقط، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا تريد أن تكون منافسة للعملاق الصينى،وتعتبر هذه الأنواع من المركبات أساسية لتحول الطاقة الأوروبي، تتحدث وكالة الطاقة الدولية عن "نمو هائل" للسيارات الكهربائية في السنوات المقبلة، وتمثل الصين 60% من المبيعات العالمية لهذا النوع من السيارات الكهربائية.
لقد اكتسبت الصين ميزة على مدى سنوات في تطوير السيارات الكهربائية، لقد استغرقت أوروبا وقتًا أطول للمراهنة على هذه التكنولوجيا، حتى تؤمن بها حقًا.
ويمثل قطاع السيارات بشكل مباشر أو غير مباشر ما يقرب من 14 مليون وظيفة أو 6.1% من القوى العاملة في الاتحاد الأوروبي. وتخشى الشركات الأوروبية في الولوج إلى هكذا قرار قد يضر بمصالحها في الصين، فالتأثير المحتمل على المصدرين الأوروبيين كبير أيضًا. في العام الماضي، شحن الاتحاد الأوروبي بضائع بقيمة 240 مليار دولار إلى الصين، مما يجعلها ثالث أكبر سوق لأوروبا في الخارج، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقًا للبيانات التي جمعتها مراقبة بيانات التجارة، وهي منصة مقرها جنيف تجمع الأرقام الرسمية.
وفي معرض ميونيخ الأخير للسيارات، تضاعف حضور العلامات التجارية الصينية مقارنة بالعام السابق. لدى الصينيين بالفعل خطوط من السيارات الكهربائية الجاهزة للبيع، وفي أوروبا، لا تزال العديد من شركات السيارات في مرحلة البدء ، من الصعب المنافسة حتى دون توفر العديد من المنتجات للبيع وبأسعار في متناول الجميع، تصل إلى 30% أرخص.
ولكن مرة أخرى، الصين تتقدم أكثر من مجرد رأس، أوروبا لا تقبل المنافسة في محركات الاحتراق، لكن تكنولوجيا البطاريات الصينية هي الرائدة ويمثل هذا المكون 40% من تكلفة السيارة الكهربائية. ولم تكتسب العلامات التجارية الصينية بعد ثقة المستهلكين الغربيين، وهذا العامل يمكن أن يشتري المصنعين الأوروبيين بعض الوقت.
وكان التحذير الذي أطلقته منظمة التجارة العالمية في جنيف في وقت سابق من الأسبوع المنقضي واضحا لا لبس فيه: إن انقسام الاقتصاد العالمي إلى فصائل تجارية متنافسة من شأنه أن يقلل الدخل الحقيقي بنسبة 5٪.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة