أكدت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولى من القاهرة سهير زقوت، أن الأوضاع الإنسانية فى غزة صعبة للغاية فى ظل الوضع الكارثى الذى يعيشه القطاع، موضحة أن ما يقرب من 2 مليون فلسطينى على مدار ثلاثة أسابيع لم يسمعوا سوى أصوات الصواريخ وتدمير البنية التحتية.
أوضحت سهير زقوت فى تصريحات لـ"تليفزيون اليوم السابع" أن عدد الشهداء الفلسطينيين بسبب العدوان الإسرائيلى على غزة تجاوز 8 آلاف شهيد وتسجيل أكثر من 18 ألف مصاب، مشيرة إلى أنه لا يوجد نظام صحى فى العالم يحتمل فى فترة قصيرة هذا العدد من الجرحى الذين بحاجة لرعاية طبية، موضحة أن الأوامر التى صدرت لسكان غزة بالتوجه إلى الجنوب زاد من الأعباء على البنى التحتية الهشة والنظام الصحى بسبب الأعداد الكبيرة التى نزحت.
وحذرت سهير زقوت من الوضع الصحفى للمستشفيات التى باتت على حافة الانهيار ويجب التحرك سريعا لإنقاذ الحياة فى غزة، مؤكدة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهت نداء خلال الأسابيع الماضية بضرورة توفير المعدات والمستلزمات الطبية اللازمة، مشيرة إلى أن حياة المدنيين سواء عن طريق مراكز الإيواء أو المدارس أو من عند أقاربهم فى وضع خطر.
وتابعت بالقول: أمهات يكتبن أسماء أبنائهم على أجسادهم كى لا يفقدونهم حال كانوا تحت الأنقاض كتابة الاسم فى لحظات الولادة وتكون لحظات مفرحة لكل الأمهات.. المستشفيات يجب أن تكون ملاذا آمنا لكل من يلجأ لها وتقدم الخدمات لا أن تتحول لمقابر بسبب نقص الادوية والوقود... الأطباء عملوا على مدار الأسابيع الماضية دون توقف للحظة واحدة.. الأطباء يقومون بعمل جراحات بدون تخدير أو مواد سكنية.. رأينا الأطباء يجرون العمليات فى طرقات المستشفيات.
وأوضحت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لديها فريق مكون من 100 موظف مستعدون لتقديم المساعدات دوما فى حالات الطوارئ، مشيرة إلى الأوضاع الصعبة فى قطاع غزة من تدمير بنية تحتية وغيرها، مؤكدة استشهاد أربع من العاملين فى الهلال الأحمر الفلسطينى خلال أداء واجبهم الإنساني, تابعت بالقول: كل عائلة فقدت أحد أحباءها فى هذه الحرب.. هناك شح فى المياه.. من نزح للجنوب تحركا سيرا على الأقدام حوالى 15 كم ويبحثون الآن عن مياه صالحة للشرب.
وأوضحت أن محط\ت المياه فى غزة غالبيتها توقفت عن العمل ما يهدد بانتشار التيفود والكوليرا وحال انتشرت ستكون تباعاتها وخيمة على المدنيين، مشيرة إلى أن اللجنة الدولية تقف على الاحتياجات الأساسية لغزة لكن هناك عدم قدرة على تحرك أطقمنا بغزة بأريحية، مؤكدا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تطالب بخفض التصعيد والسماح بدخول المساعدات الإنسانية فى غزة، مشددة على أن الأولوية الآن إنقاذ الحياة وقد تمكنا من إدخال طاقم من 10 أشخاص بينهم 6 جراحين وممرضين مختصين فى جراحة الحروب، خبير بالتلوث بالأسلحة، خبير بالمياه والسكن، خبيرين اثنين للمساعدة فى إدارة العمليات الإنسانية داخل غزة.
وتابعت: وصلت مصر 60 طنا من المساعدات من المواد الطبية والإغاثية وأدوات التنظيف لسكان غزة وهذه المساعدات نقطة فى محيط الاحتياجات العارمة بغزة.. أدخلنا 6 شاحنات لغزة الجمعة الماضية بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى والفلسطينى وتسلمتها أطقم اللجنة الدولية من معبر وستوزع طالما كان هناك ضمانات وتوفرت الطرق الآمنة للطواقم لإيصال المساعدات... 80 % من سكان غزة قبل هذه الازمة كانوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية لكن الآن كلهم بحاجة لمساعدات وخاصة المياه المنقذة للحياة.. المساعدات بصيص آمل للسكان وهى لا تكفى احتياجات الفلسطينيين.
ثمنت سهير زقوت دور الهلال الأحمر المصرى فى جلب ونقل المساعدات وكذلك الهلال الأحمر الفلسطينى الذين يعملون على مدار الساعة، مشددة على ضرورة وقف التصعيد فورا فى غزة فى الخسائر الكبيرة فى أرواح المدنيين مع التصعيد العسكرى، مؤكدة على أهمية السماح بدخول المساعدات ووقف لإطلاق النار ويجب ألا يتسامح العالم مع الفشل فى إنقاذ الأرواح، على حد تعبيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة