هجوم مباغت نفذته الفصائل الفلسطينية على إسرائيل يوم 7 من أكتوبر لايزال كيان الاحتلال حتى اليوم يحاول فك غموض ما حدث فى ذلك الهجوم ، معترفين أنهم فوجئوا بالهجوم الذى لم يعرفوا حتى عنه شيئاً، هزت العملية العمق الإسرائيلى وزلزلت هذا الكيان الذى قبل هذا التاريخ كان يعتبر نفسه لا يقهر وحطمت اسطورته للمرة الثانية فى تاريخه الملطخ بالدماء.
بإمكانات بسيطة ومعروفة اخترق مقاتلو الفصائل حصن التكنولوجيا المتطور الذى تستخدمه إسرائيل فى رصد حدودها ومعرفة ما سيحدث، وأمام جرارات وقنابل وطائرات بدون طيار "درون" نجح المقاتلين فى خداع إسرائيل ونفذوا خطة خداع استراتيجي مفاجئة، بحسب تقرير لصحية "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبحسب التقرير فإن أن مقاتلي الفصائل كانوا يعرفون بدّقة معلومات وتفاصيل عن الجيش الإسرائيلي وأحد مراكز الاستخبارات العسكرية، قبل الهجمات المباغتة يوم 7 اكتوبر، وكانوا يعرفون بدقة أحد مراكز الاستخبارات الإسرائيلية، وكيفية الاقتحام وتنفيذ الهجوم.
وذكرت الصحيفة أن الفصائل استخدت الطائرات بدون طيار لتدمير أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، ما أدّى إلى فرض نقاط عمياء واسعة على الجيش الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، لم تكشف عن هويتهم، أن "الفصائل فتحت فجوات في الحواجز الحدودية باستخدام المتفجرات والجرارات، ما سمح لـ200 مقاتل بالدخول في الموجة الأولى، ثم 1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم". ولفتت إلى أن المقاتلين اجتاحوا معظم القواعد الحدودية الإسرائيلية، إن لم يكن كلها، الموجودة على طول الحدود.
وبحسب التقرير، هؤلاء المقاتلين الذين كانوا من لواء النخبة المدرب تدريباً عالياً، وهم يقتحمون الحواجز في قواعد عدّة في ضوء الصباح الباكر، وكانوا يعرفون بالتحديد أماكن خوادم الاتصالات في العديد من هذه القواعد، وقاموا بتدميرها.
وفقاً لما نقلته الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، لم تكشف عن هويته. ومع تعطل الكثير من أنظمة الاتصالات والمراقبة، لم يتمكن الإسرائيليون من معرفة خبر قدوم قوات الكوماندوز، كما أنهم وجدوا صعوبة في طلب المساعدة والرد، وفي كثير من الحالات، لم يتمكنوا من حماية أنفسهم.
وبحسب روايات الإسرائيلين نفسهم أنهم فوجئوا يما حدث، ويقول الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور -وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو– إن الهجوم يمثل "فشلا كبيرا لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب".
ويؤكد الجنرال الإسرائيلي السابق إسرائيل زيف أنه "لم يسبق أن رأيت في حياتي كلها مثل هذا التخطيط والتنفيذ التفصيلي" الذي تم في "طوفان الأقصى".
وتحت عنوان "لقد نمنا في أثناء الحراسة، وباغتونا وسروالنا في الأسفل"، كتب المحلل العسكري يوسي يهوشوع في صحيفة يديعوت أحرونوت "بعد 50 عاما ويوما من فشل تلك الحرب (1973)، ورغم عقود من الحديث عن الدروس المستفادة، وجدت إسرائيل نفسها في مواجهة وسروالها في الأسفل.. لقد تحطمت في وجوهنا كل التقديرات التي تقول إن الفصائل غير معنية بالحرب وتريد أن تحكم قطاع غزة ولا تنزلق إلى الصراع".
ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي المخضرم ميرون رابوبورت إن "هذا المستوى من المباغتة لم يحدث، ولا حتى في حرب 1973″، مضيفا أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، وأن ثقة الإسرائيليين بالجيش اهتزت حتى النخاع".
ويتابع "وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي (التي تعرف باسم الوحدة 8200) لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن قادرة على معرفة أن بضع مئات، أو ربما بضع آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقّد وعلى نطاق واسع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة