يواصل الهلال الأحمر المصرى والتحالف الوطنى، المهام الإنسانية فى استقبال وتجهيز المساعدات لأهل غزة، ونقلها تباعا عبر معبر رفح لتسليمها للهلال الأحمر الفلسطينى .
وقال اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إن إجمالى ما استقبلته محافظة شمال سيناء من مساعدات لغزة منذ اندلاع الحرب 280 شاحنة، أرسلت بها 20 مؤسسة أهلية محملة بنحو 4000 طن من المساعدات المتنوعة إلى قطاع غزة، وهى مساعدات قادمة من مصر، بينما استقبل مطار العريش 55 طائرة من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية، محملة بأكثر من 1100 طن من المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الاغاثية والإنسانية.
وأشار محافظ شمال سيناء، إلى أن الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني، هما الجهتين الوحيدتين المسؤولتين عن التنسيق لدخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف أنه يتم إدخال المساعدات الى قطاع غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، والذي يقوم بتحديد الاحتياجات التي سيتم إدخالها سواء الطبية أو الإنسانية أو الأغذية، وأكد المحافظ قيام الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني ومؤسسات المجتمع المدني بجهود كبيرة في استقبال المساعدات المتنوعة وتخزينها وتحميلها علي شاحنات وتوفير الوجبات للفلسطينيين المتواجدين بالعريش والذين حالة الظروف في عودتهم إلى غزة، والسائقين والمتطوعين.
ولفت المحافظ إلى تخزين المساعدات التي تصل الى المحافظة في 7 مخازن مؤمنة، وفي أماكن وسيطة لسهولة نقلها الي معبر رفح البري، لافتا إلى تخزين الأدوية التي تحتاج إلى التبريد أو التجميد والتي وصلت علي متن 8 طائرات من دول ومنظمات في المخازن الاستراتيجية لمديرية الصحة بالمحافظة، مؤكدًا علي وجود عدة انساق لتخزين تلك الادوية وأن المخازن المحددة تكفي أضعاف تلك الكميات.
وأوضح عمرو مجدي مسؤول قوافل التحالف الوطني المتواجدة بشمال سيناء، ان جميع المؤسسات الأهلية تتكاتف تحت مظلة التحالف لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وتقديم الخدمات المتنوعة للمتواجدين أمام المعبر فى تلاحم وتناغم منذ اندلاع الأحداث بغزة حتى اليوم.
وأشار المهندس محمود عبد الرؤوف، مدير فرع الهلال الأحمر بشمال سيناء، إلى أن المتطوعين بلغ 620 متطوعا من شمال سيناء، و62 متطوعًا من المركز العام، نفذوا 60 ألف ساعة تطوع منذ بداية الأحداث في غزة، بجانب 30 معدة وسيارة تعمل علي مدار الساعة.
وبدورهم أكد مسئولو وقيادات منظمات المجتمع المدنى بشمال سيناء، تظافر جهودهم خدمة للأشقاء الفلسطينيين، وأنه تم تقديم 15 ألف وجبة غذائية للعالقين والسائقين والمتطوعين خلال الفترة الماضية، وتوفير مطبخ ميداني في منطقة الخيام أمام معبر رفح البري يقوم الوجبات لسائقي الشاحنات والمتطوعين، مع تواجد دائم لعدد 30 متطوعًا من بئر العبد لتقديم الخدمات المتنوعة أمام المعبر، وتيسير حصول الفلسطينيين العالقين بالعريش علي الخدمات الطبية والعلاج بالمجان، والمساعدة في توفير الادوية المختلفة، وتقديم المساعدة الطبية لمرضي الكلي ومصابي مرض السرطان.
وأوضحوا أنه فور وقوع أحداث غزة والشباب بشمال سيناء، يحرصون عن طريق المؤسسات الأهلية القيام بأدوار كثيرة مؤازرة ودعم للأشقاء فى غزة، وبدورها تقوم المؤسسات الأهلية تحت إشراف مديرية التضامن ومحافظة شمال سيناء بالتنفيذ الذي تنوع ما بين التجهيز للمساعدات وإعادة تحميلها على الشاحنات بالمواصفات المطلوبة لوجستيا لتصل آمنة للأشقاء فى غزة، وأدوار استباقية ووصول الجرحى للمستشفيات المصرية من خلال تجهيز كشوف التبرع بالدم، فضلا عن العمل على خدمة وتلبية العالقين الفلسطينيين فى فنادق العريش الذين لم يتمكنوا من السفر والعودة لغزة بسبب الأحداث ولا يزالون فى مدينة العريش.
وأضاف محمد درغام، عضو مجلس القبائل والعائلات المصرية، أن جهود كبيرة يتم بذلها في استقبال وارسال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، حيث أصبحت مدينة العريش هي حديث الساعة في استقبال المساعدات التي تصل من مختلف الدول والمنظمات والمؤسسات.
ويلبى يوميا أعداد من شباب شمال سيناء، النداء بالتطوع، وتجهيز شحنات الإغاثة لغزة على الساحة المقابلة لمعبر رفح من الجانب المصرى، وتنقلهم سيارات من مدن العريش وبئر العبد والشيخ زويد وصولا لرفح، وفي أجواء تضامنية مع غزة يتسابقون لتفريغ الشاحنات الكبيرة من محتواها، وإعادة تنظيمها ثم نقلها للشاحنات مرة أخرى.
وروى المهندس محمد البيك من شباب مدينة العريش تجربته فى قضاء ليلة من التطوع من أجل غزة بقوله: "بمجرد تناقل نداء على "فيس بوك" أنه مطلوب متطوعين للمساعدة في تنزيل وتحميل المساعدات على الشاحنات بمعبر رفح، شعرت في نفسي أنه جاءت الفرصة للمساعدة ولو بأقل القليل كمتطوع في مثل هذا الحدث".
وأضاف أنه على الفور تواصلت مع مطلق النداء مصطفى الغول، أحد المسئولين بمؤسسات الأعمال المجتمعية والانسانية، وأبديت رغبتي الشخصية بالتطوع في هذا العمل، ودعوت عددا من الزملاء الشباب لمشاركتنا، وفي غضون ساعة كان هناك عدد ما يقرب من 40 متطوع على أتم الاستعداد للانتقال لموقع العمل بمعبر رفح الدولي.
وتابع، أنه عند وصولهم فوجئوا بوجود مجموعة من المتطوعين من مدينة الشيخ زويد انتهوا من مهمتهم وفي طريقهم للعودة، وعلى الفور تم توزيع المهام وبدء الأعمال المطلوبة ليؤدي كل فرد مهمته فى فريق واحد، وكانت مهامهم التحميل والأعمال اليدوية.
واستطرد بقوله "كنت مدفوعا بإحساس أن كل ما نفعله سيصل إلى أشقائنا في غزه، وأعمل وأتابع فريقي، وبداخلي شعوران متضادان سعادة وحزن، سعيد جدا لأنني أشعر أن مساعدتي هذه ولو بأقل القليل ستصل الى اشقائنا هناك لتعينهم على ما يواجهونه، وحزين جدا من أعماقي على ما يواجهونه من أهوال الحرب التى نسمع صوتها ونحن نعمل .
وتابع الحديث الشاب محمد جهاد الخليلي، بقوله إنهم يعيشون لحظات يعتبرونها من أعظم يوميات حياتهم، حيث يختلط عرقهم بملمس المؤن التى يجهزونها لتصل للاشقاء فى غزة عن طريق معبر رفح، لافتا إلى أن لدى الشباب حمية وتدافع فى العمل، الذى هو ليس بالسهل لكنه ممتع ولا يشعر من يقوم به بأى تعب.
ودعمت وزارة التضامن الاجتماعى، محافظة شمال سيناء بمبلغ 12 مليون جنيه، لتوفير احتياجات أسر وأفراد من قطاع غزة لم يتمكنوا من السفر إليها بسبب الأحداث ويتواجدون فى مدينة العريش.
وقال على إبراهيم غيط مدير مديرية التضامن بشمال سيناء فى تصريحات صحفية، إن محافظة شمال سيناء تدير خلية أزمة للوقوف على كافة الاحتياجات العاجلة للمحافظة فى ضوء أحداث غزة، لافتا إلى أن الدولة وفرت احتياجات الأسر الفلسطينية الذين كانوا فى طريقهم لغزة ، ولم يتمكنوا من السفر بسبب الأحداث، ويقيمون فى فنادق بالعريش.
وأشار إلى أن وزارة التضامن أرسلت لمحافظة شمال سيناء 12 مليون جنيه تحت تصرف المحافظ، للصرف منها على اى احتياج لهذه الأسر فضلا عن ارسال كميات من المراتب والبطاطين والمخدات.
وأضاف أن مؤسسات المجتمع المدنى تقوم بدور رئيسي فى تلبية احتياجات كل من يقوم بخدمة أهلنا فى قطاع غزة من القائمين والناقلين للمساعدات القادمين من كل محافظات مصر، حيث وفرت مطبخ خيري يوفر الوجبات لسائقي الشاحنات والشباب المتطوعين، كما تقوم بتوفير المتطوعين الشباب من اهالى سيناء الذين يؤدون مهام انسانية بتجهيز شحنات المساعدات وفق المطلوب لوجستيا للعبور من المنافذ لتصل لقطاع غزة سريعا.
وبدورهم، سائقوا الشاحنات التى تنقل المساعدات، يقودون شاحناتهم قاطعين مئات الكيلو مترات وعينهم على غزة بلا توقف، وحال وصولهم للعريش ثم معبر رفح يجمعهم حب الرحلة الإنسانية التى يقطعوها ولسان حالهم يقول انها فداء فلسطين.
من جانبه، قال "حماده عليوى"، سائق شاحنة نقل مياه تابعة لـ "الأونروا" وصلت مدينة العريش ضمن أسطول شاحنات تنقل المياه، وأنه جاء من محافظة المنوفية وصولا للعريش يقود شاحنته ملبيا نداء غزة، لافتا انه فور ان عرض عليه التوجه بشحنة مياه لرفح ابدى سعادته فهو يريد ان يقدم شيئا فداء لفلسطين .
وتابع أنه ينتظر لحظة وصول دوره ليتحرك بشاحنته للجانب الفلسطيني من معبر رفح وتوصيل المساعدة لهم، وبكل شجاعة وبكل حب لتقديم الخير القادم من مصر فداء لفلسطين.
ويعيش سائقوا الشاحنات القادمة للعريش فى طريقها لغزة حياتهم الطبيعية فى كل نقطة توقف ينتظرون بها، حيث يحملون معهم أدوات معيشتهم كاملة، بينما تتكفل مؤسسات مجتمعية بتوفير الوجبات اليومية لهم.
وأشار سامى حسن سائق شاحنة تحمل أغذية، إلى أنه حضر من القاهرة ضمن قوافل الإغاثة وبرفقته نجله الشاب "محمود"، يقضون وقتهم خلال الانتظار فى إعداد الشاى والقهوة بالمطبخ المجهز بكل شاحنة، والتعرف على أهالى سيناء فى كل مكان يقفون فيه، والذين يستقبلونهم بترحاب شديد ويقدمون لهم وجبات الطعام اكراما لوجودهم بينهم .
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)