مع استمرار المجازر الإسرائيلية فى قطاع غزة وقطع الاحتلال لخدمات الإنترنت والاتصالات مع بدء قصف عنيف منذ ليلة الجمعة تمهيدا للاجتياح البرى، انضم نواب أمريكيون إلى قائمة الداعين إلى التهدئة وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فى الوقت الذى رصد فيه الخبراء تغيرا وتخفيفا فى لهجة الولايات المتحدة المتعلقة بالوضع فى القطاع.
وأضاءت الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية المستمرة سماء مدينة غزة لساعات بعد حلول الظلام أمس الجمعة، وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، إن القصف تسبب في "تعطيل كامل" لخدمات الإنترنت والهاتف الخلوي والأرضي. ويعني قطع الخدمة أنه لا يمكن على الفور معرفة الضحايا من الضربات وتفاصيل التوغلات البرية. واستمرت بعض الهواتف الفضائية في العمل.
وقالت وكالة رويترز إن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطيين فى قطاع غزة والضغوط الدولية كانا سببا فى تحول موقف الولايات المتحدة إزاء إسرائيل فى الأيام الأخيرة.
كوري بوش
وأشارت الوكالة فى تقرير لها إلى أن بايدن وفريقه غيروا بشكل بواضح من لهجتهم إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وتحولوا من الدعم غير المقيد لإسرائيل إلى تأكيد الحاجة لحماية المدنيين الفلسطيين فى غزة قبل الغزو البرى الإسرائيلى المرتقب.
ومن جانبها قالت عضو مجلس النواب الأمريكي كوري بوش، إن إسرائيل قطعت الإنترنت والاتصالات؛ لإخفاء ما تقوم به في قطاع غزة.
وشددت بوش على ضرورة عدم تجاهل هذا العنف الدائر وخاصة مع انقطاع التيار الكهربائي.. مطالبة بوقف إطلاق نار فوري.
كما دعا العديد من الديمقراطيين التقدميين إلى "وقف إطلاق النار الفوري"، بينما أصدرت النائبة الأمريكية سوزان وايلد، التي تمثل ليهاي فالي فى ولاية بنسلفانيا ، بيانًا دعت فيه إلى "وقف مؤقت للأعمال العسكرية في غزة" للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
النائبة سوزان وايلد
وأعرب البيان، الذي أصدرته وايلد بشكل مشترك مع النائبة سارة جاكوبس (ديمقراطية من كاليفورنيا)، والنائب جيمي راسكين (ديمقراطية من ماريلاند)، وهم ثلاثة أعضاء يهود في الكونجرس، عن تعاطفهم مع ضحايا المدنيين.
وجاء في البيان: "باعتبارنا أعضاء يهود في الكونجرس نحن ممتنون للجهود الناجحة التي بذلتها إدارة بايدن لتقديم المساعدات الإنسانية... فمن الواضح أن هذه المساعدات وحدها غير كافية. ولا يمكن لمليوني مدني في غزة البقاء على قيد الحياة دون الحصول على المياه والغذاء والدواء والوقود - ولا يمكن أن تصل الموارد إلى أولئك الذين يحتاجون إليها دون وقف مؤقت للعمليات العسكرية، لتمكين العاملين في المجال الإنساني من القيام بعملهم بأمان."
وقالت وايلد إنها على اتصال متكرر مع 24 ديمقراطيًا يهوديًا في مجلس النواب عبر سلسلة رسائل نصية.
واعتبرت "واشنطن بوست" الأمريكية إن هذا التحول المفاجئ في السياسة يأتي في الوقت الذي أصبح فيه الوضع الإنساني داخل القطاع أكثر خطورة. قال مسئول أمريكى رفض الكشف عن هويته إن الإدارة لم تكن تتوقع ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين بهذه السرعة، والتى تجاوزت 7 آلاف فى غزة بحسب السلطات المحلية، أو أن الوضع الإنسانى سيتدهور بهذه السرعة.
ونقلت رويترز عن آرون ديفيد ميلر، خبير شئون الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى، إنه يعتقد أن الإطار قد تغير بشكل واضح، وليس مستغربا، ردا على الظروف المتغيرة، وما يبدو أنه كارثة أكبر تلوح فى الأفق فى حال ما إذا تحرك الإسرائيليون إلى غزة بحملة كبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة