تمارس إسرائيل أقصى درجات الضغط على الدول العربية خاصة مصر لنجاح مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما رفضته مصر وجميع الدول العربية، وأكدت مصر فى العديد من المحافل الدولية الرفض التام لتوطين الفلسطينيين في سيناء، حيث اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى الموقف السليم الصحيح برفض تهجير الفلسطينيين، والذى يتماشى مع إرادة الشعب المصري بحيث لا يكون جزءًا من مخطط إسرائيلى ولا يساعد على تفريغ فلسطين من سكانها، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومى المصرى.
وتصمد مصر أمام المخططات الإسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، ففى الأمم المتحدة، قال ممثل مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأوضاع فى غزة، إنه تم اعتياد تجاهل الشعب الفلسطينى العظيم، والاستهتار بحقوقه، وحقوق شعوب المنطقة، حتى تم الوصول إلى الحضيض.
وشدد على أن مصر ترفض التهجير القسرى وهذا أمر ليس صعبا، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية ألحت مرارا وتكرارا على توفير الحماية الدولية لشعبها القابع تحت الاحتلال منذ عقود، خاصة فى ظل تكرار تجاوزات ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين
وأضاف خلال كلمته أمام الجمعية العامة فى الأمم المتحدة، أنه لا يوجد أمامكم جميعا إلا توفير الحماية، عسى أن يستقيظ ضمير من يتباكون على حقوق الإنسان، كل إنسان إلا حقوق الإنسان الفلسطينى يتجاهلونها ويديرون ظهورهم لها.
وتابع أنه على عكس ما يدعيه مؤيدو قتل النساء والأطفال وفرض التهجير والحصار وغيرهم من أنصار الحرب أنها تهدف لمكافحة الإرهاب واجتثاثه، فالواقع أن الفشل فى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الحرب سيؤدى لا محالة إلى إزكاء نار الإرهاب والدفع بأجيال يافعة بأكملها فى أحضان الفكر المتطرف، كما أن الحقيقة هى أن عدم وقف هذه الحرب الآن وقبل فوات الأوان من شأنه جر المنطقة لحرب إقليمية تتأثر بها مصالح الدول التى تتلكأ فى المطالبة بوقفها أكثر من مصالح غيرها، والحقيقة أيضا أن عدم الانطلاق من أتون هذه الأزمة بتصور واضح لإعادة إحياء عملية سلام جادة تعالج جذور الأزمة الحالية وتفضى إلى حل الدولتين؛ سيكون خطأ جسيما ومزمنا تحاسبنا عليه الأجيال المقبلة على تقصيرنا وقصر نظرنا.
وفى هذا الإطار، قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن إسرائيل لديها مخطط واضح لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وأكد موسى أنّ ازدواجية معايير الدول الغربية فى التعامل مع الأزمة الراهنة أدت إلى فشل مجلس الأمن فى القيام بمهامه.
وأضاف "موسى"، في مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "ازدواجية المعايير هي التي رأيناها في مختلف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والعربية الإسرائيلية، كما أن ازدواجية المعايير سُبة في وجه النظام الدولي".
وتابع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن الاحتلال الإسرائيلي أزال قرى فلسطينية بأكملها من الوجود، مشددًا على أن الفلسطينيين لهم حق وينتظرون من العرب بما لهم من قوة اقتصادية ومالية وتصويتية وتأثيرية أن ينقذوهم.
وأكد أن الموقف العربي أصيب بانقسام واختلاف في الرأي واختلاف في تحديد العدو، وسياسات ربما فُرضت وربما كانت بناءً على تنسيق مع جهة ما ووعود وغيرها من الأمور، وبالتالي، فإن الفلسطينيين يرون أنهم خاسرون لأن الصمود العربي لم ينجح في إنقاذهم.
وقال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إنّ الإبادة الجماعية واستهداف المدنيين والمنشآت الصحية ليس دفاعا عن النفس، مشددًا على أن الإدارة المصرية رفضت.
وتابع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية: "اتفاقية جينيف الرابعة تم خرقها من جانب إسرائيل بكل الوسائل والسبل، وفي الوقت ذاته كانت هناك تغطية لها حتى لا تتحمل إسرائيل المسئولية".
وقال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إنّ الدول الغربية تحدثت بحديث منحاز في قمة القاهرة للسلام، حيث أكدت الحق في الدفاع الشرعي المتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف موسى أنّ الدولة القائمة باحتلال للأراضي الفلسطينية عسكريا ليس لها حق دفاع شرعي أمام سكان هذه الأراضي، حيث تحاصرهم وتدمر قراهم وتطردهم وتسيء معاملتهم.
وتابع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية: "هل حق الدفاع الشرعى يبرر العقاب الجماعى وضرب التجمعات المدنية والقرى والمدن والمستشفيات؟! هل الدفاع الشرعي يعني إزالة قرى فلسطينية بالكامل؟! أو طرد سكان الأراضى المحتلة ليذهبوا حيث يجدون ملجأ؟!".
وأكد أن دولة الاحتلال تتبع سياسة تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الفلسطينيين والعرب لتمكين الدولة الإسرائيلية اليهودية من كل الأرض وإلغاء فكرة الدولة الفلسطينية وهو ما أدى إلى سياسة التهجير.