سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 أكتوبر 1968.. إبراهيم الرفاعى يقود عملية سرية من الأردن بالتعاون مع حركة فتح لضرب مستعمرات العدو فى وادى بيسان

الجمعة، 27 أكتوبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 أكتوبر 1968.. إبراهيم الرفاعى يقود عملية سرية من الأردن بالتعاون مع حركة فتح لضرب مستعمرات العدو فى وادى بيسان إبراهيم الرفاعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرضت مدينة بورتوفيق، إلى اعتداءات إسرائيلية أكثر من مرة، وجاءت هذه الاعتداءات السافرة ضمن عمليات ضرب المدنيين التى لجأت إليها «إسرائيل» فى محاولة منها للرد على بطولات الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف التى خاضتها مصر بعد نكسة 5 يونيو 1967، وكبدت إسرائيل خسائر فادحة.
 
أمام تكرار إسرائيل للاعتداءات السافرة ضد المدنيين، قررت مصر الرد، وكان البطل إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال، ورجاله هم المنفذون، وذلك فى عملية «بيسان» يوم 27 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1968، ويكشف أسرارها الكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «المجموعة 39 قتال».
 
يذكر «الشافعى»، أن الرد قام على اختيار أحد المدن التى يسكنها يهود إسرائيليون لضربها، مثلما تفعل إسرائيل مع بورفؤاد وغيرها، ووقع الاختيار على مدينة «بيسان» وجاء بعد معاينة أجراها الرفاعى، بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية.
 
تعد «يسان» من أقدم المدن الفلسطينية، إلا أنها صارت يهودية السكان بعد نكبة عام 1948، وخلدتها فيروز فى أغنية حزينة رائعة: «كانت لنا زمان/ بيارة جميلة وضيعة ظليلة/ ينام فى أفيائها نيسان/ضيعتنا كانت اسمها بيسان/ خذونى إلى بيسان/ إلى ضيعتى الشتائية/هناك يشبع الحنان على الحفافى الرمادية/ خذونى إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابى/هناك مدت علات أعانق صمت التراب/ أذكر بيسان يا ملعب الطفولة أفياءك الخجولة/ وكل شىء كان باب وشباكان/ كان بيتنا فى بيسان/ خدونى مع الحساسين إلى الظلال التى تبكى/ رفوف من العائدين على حنين لها تحكى/ خذونى إلى بيسان».
 
ذهب «الرفاعى» إلى العاصمة الأردنية عمان يوم 24 أكتوبر1968، ومعه الرائد عصام الدالى، وقابلا الرائد إبراهيم الدخاخنى الضابط فى السفارة المصرية، حسبما يذكر الشافعى، مضيفا أنه فى صباح «25 أكتوبر» قابلوا «أبو سامى»، قائد القطاع الشمالى بمنظمة فتح الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، وتحركوا إلى مدينة «إربد» الأردنية لاستطلاع منطقة بحيرة طبرية، حيث توجد مستعمرات «سمنح، وأشدود، يعقوب» ومدينة طبرية، وكشف الاستطلاع أن هذه المستعمرات صغيرة عدا مدينة طبرية فهى أكبر مدن العدو على بحيرة طبرية، فتم صرف النظر عن هذه المنطقة تماما.
 
اتجه «الرفاعى» ومن معه صباح 26 أكتوبر لاستطلاع مدينة بيسان فى القطاع الشمالى فوجدها مناسبة تماما للعملية، فحدد خطة ضربها بتقسيم مجموعتين، الأولى يقودها «الرفاعى» شخصيا ومعه عصام الدالى والملازم جمال من منظمة فتح، وعدد أربعة فدائيين ومعهم المهندس نبيل والمهندس حسين الجمال من مصنع 333 الحربى، ومع هذه المجموعة ثمانية صواريخ 240 مم، وتقوم بالضرب فى منطقة شرق خربة الشيخ محمد شمال شرق جسر الشيخ حسين وتبعد عن بيسان 9 كيلومترات ونصف كيلو.
 
أما المجموعة الثانية فقادها الملازم توفيق من منظمة فتح، ومعه ثمانية فدائيين يحملون 15 صاروخا 130مم، ومهمتهم قصف مستعمرة «حرمونيم» بخمسة صواريخ، وقصف مدينة بيسان بعشرة صواريخ تنطلق من منطقة غرب تل الأربعين بمسافة كيلومتر واحد.
 
كان الجزء الثانى من الخطة هو الاتفاق على أن يبدأ القصف فى الساعة السادسة والنصف مساء عن طريق المجموعة الثانية، بينما تبدأ المجموعة الأولى القصف فى السادسة وأربعين دقيقة على أن تتواصل المجموعتان من خلال جهاز لاسلكى فى السادسة والنصف، وتحركت المجموعتان من «إربد» فى الرابعة والنصف مساء «27 أكتوبر 1968»، ووصلت إلى منطقة «تل أبوالحرث» الساعة الخامسة والنصف، لتنفصل المجموعتان كل منهما إلى المنطقة المحددة لها.
 
تعذر الاتصال بين المجموعتين كما كان متفقا لتعطل جهاز اللاسلكى، وفى الساعة السابعة وخمسة وثلاثين دقيقة قصفت المجموعة الثانية مستعمرة «حرمونيوم» ومدينة «بيسان»، وفى السابعة وأربعين دقيقة ردت قوات العدو بالهاونات والرشاشات الثقيلة على «تل الأربعين»، فى نفس التوقيت قصفت المجموعة الأولى بقيادة الرفاعى «بيسان» بالصواريخ 240 مم فتوقف قصف العدو على تل الأربعين، وفى الثامنة مساء بدأت قوات العدو قصف مواقع المدفعية الأردنية، وحاولت قصف مدينة إربد، من هضبة الجولان لكن الدانات سقطت خارج المدينة، وردت القوات الأردنية والعراقية بقصف معاكس.
 
يؤكد الشافعى، أن الرفاعى والدالى خرجا من إربد فى الساعة التاسعة والنصف ومعهما «أبوسامى» فى سيارة لمنظمة فتح إلى درعا فى سوريا، ومنها إلى دمشق ووصلوها الساعة الواحدة صباحا، وبعد الراحة لساعات قابلوا «أبوعلى» أحد كبار قادة فتح، وفى الساعة 12 ظهرا قابلوا السفير المصرى فى دمشق، وفى الثالثة عصرا تحركوا إلى بيروت ومنها إلى دمشق مرة أخرى وذلك للتمويه، وعادوا إلى القاهرة يوم 29 أكتوبر 1968، وحسب «الشافعى»: «أصيب العدو بصدمة عنيفة جراء عملية قصف بيسان، وذلك بعد تكبيده خسائر فادحة بين سكان المدينة بين قتيل وجريح، كما تم تدمير العديد من المنشآت وتم حصر تسع حرائق بالعين المجردة».
 
فى تقرير بالصفحة الأولى للأهرام يوم 29 أكتوبر 1968، يذكر: «مستعمرات إسرائيل فى وداى بيسان تعرضت حتى صباح أمس لأكثر هجمات المقاومة عنفا، واستمرت الهجمات حتى صباح اليوم، وأعلنت منظمة فتح مسؤوليتها عن بعض هذه الهجمات، وقالت إن رجال المقاومة التابعين لها شنوا ليلة أمس هجوما بالصواريخ على بعض الأهداف الإسرائيلية وأن النيران اشتعلت فى المنطقة». 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة