"المانجروف" أشجار تتحدى التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.. تنمو فى المياه المالحة.. تدعم وتحافظ على التنوع البيولوجي .. وتستهلك خمسة أضعاف كمية الكربون من الغلاف الجوى مقارنة بالغابات

الخميس، 26 أكتوبر 2023 11:50 ص
"المانجروف" أشجار تتحدى التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.. تنمو فى المياه المالحة.. تدعم وتحافظ على التنوع البيولوجي .. وتستهلك خمسة أضعاف كمية الكربون من الغلاف الجوى مقارنة بالغابات أشجار المانجروف
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن أن تقدم أشجار المانجروف مجموعة كبيرة من الخدمات للنظام البيئى، إذ تحقق الأمن الغذائي وحماية المجتمعات الساحلية على مستوى العالم، حيث يمكن لأشجار المانجروف أن تحمي السواحل من هبوب العواصف وأمواج تسونامي وارتفاع مستوى سطح البحر، كما أنها تحمي الشعاب المرجانية وأحواض الأعشاب البحرية والممرات الملاحية من الترسب والتآكل، وبالتالي فإنها تزيد من القدرة على الصمود في وجه المخاطر الطبيعية، كما أنها تدعم وتحافظ على التنوع البيولوجي الغني، لأنها توفر موطنًا للحضانة ومناطق التفريخ والمغذيات لمجموعة متنوعة من الأسماك والمحار والطيور المهاجرة والحشرات، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الثدييات والزواحف والبرمائيات المهددة بالانقراض.
 
وقال الدكتور عاطف محمد كامل، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية، إن شجر المنجروف هو الوحيد الذى ينمو في المياه المالحة، وتحقق غابات المنجروف نظاما بيئيا نادرا حيث أنه غزير الإنتاج، ويوجد عادة على طول السواحل المحمية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، موضحا أنه على الصعيد العالمي ، تمثل غابات المنجروف أقل من 1% من جميع الغابات الاستوائية وأقل من 0.4٪ من إجمالي مساحة الغابات.
 
وأضاف كامل، أن أشجار المانجروف تعد أداة مهمة في مكافحة تغير المناخ، حيث أنها تستهلك ما يصل إلى خمسة أضعاف كمية الكربون من الغلاف الجوي مقارنة بالغابات على الأرض، ورغم ذلك تتعرض لخطر التدمير من خلال التلوث ، والذى يعد من العوامل الهامة لفقدان أشجار المنجروف، وقد أشارت الاحصائيات إلى أن 67% من أشجار المانجروف قد فقدت أو تدهورت حتى الآن ، و 1٪ إضافية تُفقد سنويا، وتختفي أشجار المانجروف بمعدل أسرع 3 إلى 5 مرات من الخسائر العالمية للغابات، وبالتالى من المهم حماية أو الحفاظ على النظام البيئي لها، نظرا لأهميتها حيث تعمل الجذور المتشابكة لغابات المنجروف كمشتل للعديد من الكائنات الحية، وتحميها من الحيوانات المفترسة ، والحرارة الشديدة ، والمد والجزر القوية، مشيرا إلى أن أشجار المانجروف فى خطر عالمى حاليا، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع أشجار المانغروف في العالم مهددة الآن ومعها جميع الكائنات المائية والبرية التي تعتمد عليها.
 
من ناحية أخرى، انتهى اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة من إعداد أول دراسة اقتصادية للتوسع في زراعة غابات المانجروف علي سواحل الدول الأفريقية المطلة علي البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي، مقرونة بدراسة الجدوى البيئية والسياحية لخدمة هذه الدول وتحويل الدراسة إلي أول نموذج عملي تم تطبيقه في مصر لخدمة التعاون الأفريقي والدولى، وذلك ضمن خطوات الاتحاد لإطلاق مبادرة الأحزمة الخضراء لحماية شواطئ القارة.
 
قال الدكتور سيد خليفة الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، نقيب الزراعيين، إن مبادرة الأحزمة الخضراء تعتمد على التوجه نحو التوسع في مشروعات زراعة المانجروف هو أحد أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والإقتصادي للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها، مشيرا إلى أن مبادرة الأحزمة الخضراء تعمل على الاستفادة من مشروعات زراعة المانجروف نظرا للأهمية البيئية للمشروع من الناحية الدولية رغم القيمة النسبية لهذه المشروعات من ناحية المردود الاقتصادي والإجتماعي والتعليمي خاصة في الدول المطلة علي البحر الأحمر ودول غرب أفريقيا المطلة علي المحيط الأطلنطي.
 
 وأوضح نقيب الزراعيين، أن مبادرة الأحزمة الخضراء لحماية الشواطئ في أفريقيا، تعد محاكاة لنموذج تطبيقي ناجح تم تنفيذه في مصر بزراعة المانجروف بسواحل مصر على البحر الأحمر خلال الأربع أعوام الماضية، مشيرا إلي إنه سيتم إنشاء صندوق لمواجهة الجفاف والحد منه في المناطق الجافة وشبة الجافة والمناطق القاحلة، على أن يختص هذا الصندوق بتنفيذ اليات التدخل المختلفة في سنوات الجفاف والحد من اثار الجفاف ودعم المزارعين والتعاون مع منظمة «أكساد» في مشروعات التنمية المستدامة في هذه المناطق.
 
وأضاف: أن الدراسة التى أجراها اتحاد الزراعيين العرب، تناولت مبررات اقتصادية للتوجه نحو التوسع في مشروعات زراعة المانجروف باعتباره أحد أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادى للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها، مشيرا إلي أن التقديرات الأولية لهذا المشروع من الناحية الاقتصادية والبيئية تقترب تكاليفه بأكثر من 100 مليون دولار ويحقق عائدا يتجاوز 10% من تكلفته مع الانتهاء من تنفيذه وتسترد التكاليف خلال 10 سنوات من تنفيذه فضلا عن اعتباره أحد النماذج الدولية للمشروعات الخضراء.
 
وتابع أن المشروع يعد أول نموذج أفريقي للتعاون بين الدول المطلة علي البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي لمكافحة التصحر، ويتضمن زراعة غابات أشجار المانجروف وبعض النباتات الملحية على شواطئ الدول الأفريقية على مراحل لتحقيق التوزان البيئي بالمنطقة وخلق بيئة مناسبة للاستزراع السمكي للأحياء المائية عالية القيمة مثل الجمبري والإستاكوزا ويلبي المشروع طموحات الدول الأفريقية في التنوع البيولوجي وتعد نموذجا للاقتصاد الأخضر الذي ينعكس علي حالة التنوع الحيوي في مختلف مناطق المشروع ويحقق العديد من الفوائد المباشرة والغير مباشرة للبيئة ويوفر العديد من فرص العمل.
 
ولفت الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، إلى أن الدراسة الاقتصادية لمشروع التوسع في زراعة المانجروف من الناحية السياحية تشير إلي الأهمية الكبيرة للمشروع في تنشيط السياحة البيئية وسياحة السفاري وسياحة الأحياء المائية والشواطئ، بما يحقق استثمارات مباشرة في القطاع السياحي في المناطق المحيطة بتنفيذ المشروع دوليا وتوفير الالاف من فرص العمل، لافتا إلى إمكانية استغلال بعض مساحات الأراضي الملحية المتاخمة لغابات المانجروف لزراعتها بأنواع من محاصيل الأعلاف والزيوت المتحملة للملوحة مثل «الساليكورنيا» والتي أثبتت التجارب العلمية نجاحها في هذه المناطق الملحية ويستخرج منها زيت الطعام وتستخدم كمحاصيل أعلاف تقليدية في  تغذية الماشية في المناطق الرعوية، الأمر الذي يساعد في توفير اللحوم ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.
 
ولفت إلى أن مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر الذى تموله أكاديمية البحث العلمى، بالتعاون مع وزارتي الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، والبيئة ومحافظة البحر الأحمر، إنه سيتم عرض المشروع علي قمة المناخ cop 27 المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، موضحا إن مشروع استزراع غابات المانجروف سيقدم كأحد المشروعات التي تنفذها مصر للحفاظ علي التنوع البيولوجي وحماية الطبيعة والتكيف مع التغيرات المناخية..
 
المانجروف
المانجروف

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة