جمال عبد الناصر يكتب :"شرفنطح السينما المصرية" من المجد لنهاية مأساوية

الأربعاء، 25 أكتوبر 2023 10:00 ص
جمال عبد الناصر يكتب :"شرفنطح السينما المصرية" من المجد لنهاية مأساوية الفنان محمد كمال المصري الشهير بشرفنطح
كتب : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

مفارقة غريبة جدا نالت كل نجوم الكوميديا في السينما المصرية الذين اضحكونا في الأفلام الخالدة التي نشاهدها بشكل يومي عبر القنوات التي تعرض أفلام سينما الأبيض والأسود ، وهذه المفارقة هي أن أغلب نجوم الكوميديا بعد المجد والنجاح والشهرة والأموال الطائلة تكون نهايتهم مأساوية بمرض وفقر وحاجة وغدر من الزمان والأصحاب ، ومن هؤلاء فنان يمر اليوم ذكري رحيله وهو محمد كمال المصري الشهير بشرفنطح السينما المصرية والذي رحل يوم 25 أكتوبرعام 1966 عن عمر اقترب من الـ (80 سنة).

هذا من أكثر النجوم اضحاكا لي شخصيا بتكوينه وأدائه فهو أسطورة في الكوميديا وفي فترة نافس الريحاني وكل نجوم جيله من الكوميديانات، وكانت بداياته الاحترافية في فرقة سيد درويش وهو بالمناسبة يجيد الغناء وقدم اعمالا مسرحية غنائية ، وانضم لفرقة جورج أبيض وله أكثر من 40 فيلما، ويعود اسم شرفنطح لإحدى الشخصيات التي جسدها في إحدى المسرحيات، فقد اعجب بها وروج الاسم لنفسه واطلقه في الوسط . 

كانت أغلب أدواره كوميدية لشخصية رجل ضئيل ماكر صاحب صوت متميز وأحيانا بخيل ، ومن أشهر اعماله في المسرح : مملكة الحب، المحظوظ ، علشان بوسة، آه من النسوان، ياسمينة، نجمة الصباح ، وقدم بطولات علي المسرح ولكنه لم يستمر فيها وفضل أدوار السنيد مع نجوم الكوميديا الكبار ، برغم أنه كان الفرصة مهيأة له لمنافسة الكثير منهم .

في السينما لو اخترنا أشهر وأهم أدواره فسوف نجدها كما يلي : ناظر المدرسة في "سلامة في خير" ، الأسطى عكاشة صاحب صالون دقن الباشا في "الآنسة ماما" ، شملول زوج ضريبة هانم في فيلم " عفريتة إسماعيل ياسين"، وغيرها من الأفلام ، وبالمناسبة كان " شرفنطح منافسا قويا جدا لعملاق الكوميديا نجيب الريحاني، وقدم معه 3 أفلام هي : سلامة في خير 1937، سي عمر 1940، أبو حلموس 1947، كما وقف أمام أم كلثوم في فيلمي "سلامة وفاطمة" .

نهايته كانت مأساوية، فبعد أن ضحكت له الدنيا وأصبح له دخلا كبيرا وزادت عدد الأعمال التي يشارك فيها غدر به الزمان وأصيب بمرض الربو عام 1954 أثناء فيلم " عفريتة إسماعيل يَـس " فيقرر الاعتزال والانزواء في مسكنه الصغير بـحارة ألماظ، ويعاني الفقر والوحدة بعد أن انصرفت عنه الأضواء، ولم يبقَ بجانبه سوى زوجته فهو لم ينجب أبناءً، ويشاء قدره أن يتهالك بيته وتخليه البلدية، فيجمع عزاله البسيط ويركب تروماي القلعة مقيما بحجرة صغيرة هناك حتي رحل، ولم يعلم أحدا بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش، وحين طرق بابه ولم يفتح فخرج الجيران ليقولوا له البقية فـ حياتك: " عم شرفنطح مات" .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة