تعيش فلسطين في تلك الأيام مأساة كبيرة جراء المجازر التي يشنها العدوان الإسرائيلي على قطاع عزة والذى راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف من "الأطفال والنساء والشيوخ"، وما تمر به فلسطين الآن ليس بجديد على الأرض الصامدة أمام الاحتلال، إذ مرت بالكثير من الأحداث التي جعلتها اكثر صلابة أمام مواجهة العدوان الغاشم، دفاعا عن الأرض، ومن رحم الأرض ولد العديد من المبدعين الذى سردوا خلال أعمالهم قصة هذا الوطن من زوايا مختلفة حتى يشهد العالم على تلك المعاناة، منهم الكاتب والروائى والشاعر الكبير إبراهيم نصر الله.
لقد أطلق الكاتب الفلسطيني الكبير إبراهيم نصر الله الذى ولد لأبوين فلسطينيين اقتلعا من أرضهما عام النكبة، عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمان، مشروعا تحت عنوان "الملهاة الفلسطينية" المكون من 13 رواية تغطي أكثر من 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث.
حتى الآن ضم هذا المشروع 13 رواية لكل منها استقلالها التام عن الروايات الأخرى، ترجمت بعضها إلى الإنجليزية والإيطالية، فيما دخل بعضها الآخر فى القائمة الطويلة والقائمة النهائية الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بجائزة "بوكر".
وضم المشروع الرواية الأولى "قناديل ملك الجليل"، "زمن الخيول البيضاء"، "طفل الممحاة"، "طيور الحذر"، "زيتون الشوارع"، "مجرد 2 فقط"، "أعراس آمنة"، "تحت شمس الضحى"، "ظلال المفاتيح"، "سيرة عين"، "دبابة تحت شجرة الميلاد".
ويقول إبراهيم نصر الله: "الملهاة الفلسطينية كمشروع روائي حلم راودني طويلًا منذ أكثر من ستة عشر عامًا، مدفوعًا في البداية من منطلق المسؤولية، حيث بدأ كثير من أجدادنا وآبائنا يرحلون حاملين الجزء الأكبر من ذاكرتهم معهم إلى قبورهم، وقد كنت قرأت جملة لبن جوريون تقول: "سيموت كبارهم وينسى صغارهم" وقد افزعتني هذه الجملة حينها، ولذا بدأت بجمع شهادات شخصية لعدد من كبار السن الذين يملكون ذاكرة قوية، وكانت الحصيلة بعد عام ونصف من العمل أكثر من سبعين ساعة من الشهادات، كان ذلك قبل صدور برارى الحمى بقليل، وكان تصوري أنني سأكتب رواية واحدة حول القضية الفلسطينية، لكنني اكتشفت أن الشهادات وحدها لا تكفي ولذلك أسست مكتبة خاصة لكل ما يتعلق بفلسطين منذ أواسط القرن الثامن عشر اجتماعيًا وسياسيًا وبدأت بدراسة العادات والحكايات والمعتقدات الشعبية، وقد وفر ذلك لي معرفة أدق بالروح الفلسطينية، أعمق وأجمل، لكنني كلما كنت أتقدم خطورة نحو المشروع أتراجع خطوتين، الآن أقول: حسنًا فعلت، لأنني مع الأيام بدأت أدرك أن قضية كالقضية الفلسطينية لن تحيط بها رواية واحدة، في وقت لم أكن فيه أميل إلى فكرة الثلاثيات، أو الرباعيات، وأظن أنني حين وصلت إلى فكرة تحويل هذا الأمر إلى مشروع يضم خمس أو ست روايات، لكل واحدة منها أسئلتها الخاصة وشخوصها وبناؤها الفني، أصبح الأمر أكثر وضوحاً وأقرب للتحقق".
إبراهيم نصر الله من مواليد عمان لأبوين فلسطينيين اقتلعا من أرضهما عام النكبة، عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمان، الأردن، بدأ حياته العملية معلما في المملكة العربية السعودية، ثم عمل في مجالي الصحافة والثقافة، وفي عام 2006 تفرغ للكتابة.
نشر حتى الآن 15 ديوانا شعريا، صدرت مطلع هذا العام في ثلاثة مجلدات، و 23 رواية من ضمنها مشروعه الروائي "الملهاة الفلسطينية" المكون من 13 رواية تغطي أكثر من 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث، ومشروع "الشرفات" المكون من عشر روايات تتأمل الحال العربي من مختلف وجوهه الإنسانية والاجتماعية والسياسية، وقد ترجمت له خمس روايات وديوان شعر إلى الإنجليزية، وأربعة كتب إلى الإيطالية وتسعة كتب إلى الفارسية، كما ترجمت له عدة روايات إلى الدنماركية الإسبانية والتركية.
نال 10 جوائز، من بينها جائزة سلطان العويس المرموقة للشعر العربي عام 1997؛ واختيرتْ روايته "براري الحمى" من قبل صحيفة الغارديان البريطانية كواحدة من أهم عشر روايات كتبها عرب أو أجانب عن العالم العربي. عام 2012 نال جائزة القدس للثقافة والإبداع التي تمنح لأول مرة تقديرا لأعماله الأدبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة