نقيب الصحفيين الفلسطينيين فى حوار لـ"اليوم السابع": مصر سندنا الأول وموقفها الحاسم سبب فى إفشال مؤامرة التهجير.. باقون فى أرضنا ولن نخرج منها.. نتعرض لحرب إبادة.. والإعلام الغربي روج قصصا مزيفة عما يحدث بغزة

** لدينا 18 شهيدا من الصحفيين وتدمير أكثر من50 مقرا ومركزا لمؤسسات إعلامية

"لن نترك أرضنا مهما توعد الاحتلال في بلادنا باقون ولن نخرج منها".. بهذه الكلمات بدأ الكاتب الصحفى ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينين، حواره مع "اليوم السابع" ، وكشف فيه عن آخر الأوضاع في قطاع غزة، مشيدا بالجهود الكبيرة التى تبذلها جمهورية مصر العربية لدعم الشعب الفلسطيني، مشيرا الى أن فلسطين تعتبر أن سندها الأساسى هو مصر وليس فقط بحكم الجغرافيا والتاريخ ولكن بحكم العلاقات المتميزة بين الشعبين الفلسطيني والمصرى.

وأضاف ناصر أبو بكر في حوار لـ"اليوم السابع"، أن الموقف الحاسم والحازم الذى اتخذته مصر كان سببا رئيسيا لمنع تهجير الفلسطينين من أراضيهم.. إلى نص الحوار:

في البداية.. حدثنا عن الوضع الآن في قطاع غزة وكيف يتعامل الفلسطينيين مع استمرار القصف الإسرائيلى؟

الشعب الفلسطينى يتعرض لحرب غير مسبوقة، حرب إبادة جماعية، لا يوجد شخص فى غزة يعيش في مأمن، فى ظل القصف المستمر من جانب الكيان الصهيونى والحصار الذى تفرضه على القطاع، ومنع دخول الطعام والمياه والوقود، تم إبادة أكثر من 30 ألف منزل منذ القصف الإسرائيلى على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، الكيان الصهيونى لديه خطط جاهزة لترحيل الفلسطينين والتخلص من غزة، جيش الاحتلال يريد الإبادة الجماعية ويأمر الفلسطينيين بإخلاء منازلهم وكذلك المستشفيات والكنائس والجامعات التى يحتمون فيها لأن منازلهم تهدمت .

كم عدد الشهداء الذين سقوطوا من الصحفيين جراء استمرار القصف؟

استشهد 18 صحفيا وتم قصف حوالي 20 منزلا للصحفيين بشكل كامل والبعض بشكل جزئي، وتدمير حوالي 50 مقرا ومركزا لمؤسسات إعلامية نتيجة القصف، وهناك أكثر من 50 حالة احتجاز ومنع الطواقم من العمل وحالات الاعتداءات بالضرب ومصادرة وتحطيم معدات للصحفيين، أما في القدس فقد قام الجيش الاسرائيلي باعتقال 32 مواطناً خرجوا للتضامن من غزة، العديد من الصحفيين يتعرضون للتهديد المباشر ولحملات تحريضية من قبل صفحات عبرية على منصات التواصل الاجتماعي،الصحفيين يعملون فى ظروف قاسية، الصحفيين مستهدفين استهداف ممنهج .

كيف تتعاملون مع الانتهاكات التي ترتكب في حق الصحفيين والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني؟

لن نترك أرضنا مهما توعد الاحتلال نحن فى بلادنا باقون ولن نخرج منها أبدا، وحتى لو قتلنا عن آخرنا، سنبقى في بلادنا ولن نغادرها حتى نحررها، خاطبنا الاتحاد الدولى للصحفيين للتحقيق في جرائم الاحتلال ضد الصحفيين في غزة، كما خاطبنا مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وخاطبنا المحكمة الجنائية الدولية وطالبناها ببدء التحقيق فى انتهاكات إسرائيل وجرائم الحرب التى تشنها فى غزة .

وما تفسيرك لازدواجية معايير الإعلام الغربى تجاه القضية الفلسطينية؟

وسائل الإعلام الغربية روجت قصصا مزيفة وتبنت رواية الاحتلال الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين، لدينا فريق متطوعين يعلمون بالرصد والتحقق من الاخبار الكاذبة المضللة، الكيان الصهيوني يحاول أن يتفرد ويتحكم فى الروايات التى تصل للمجتمع الدولى، الاحتلال يروج لروايات مضللة للرأى العام الدولى، و أطالب الاتحاد الدولي للصحفيين بحث جميع وسائل الاعلام العاملة ضمن مظلة أعضائه بالالتزام بأخلاقيات ومبادئ مهنة الصحافة وتوخي الدقة في تغطية الاخبار وعدم التحيز لأي من الأطراف، بل العمل على نقل الحقيقة بحيادية وذلك لتجنب المزيد من المجازر بحق الأبرياء.

كيف ترى الدور الذى تقوم به جمهورية مصر العربية ؟

على صعيد الجهود السياسية التي تبذلها جمهورية مصر العربية، فإن هناك جهود كبيرة تبذلها مصر لدعم الشعب الفلسطيني تتزامن مع جهود شعبية هائلة من الشعب المصرى وبالتالي تكامل دور الشعب المصرى والدولة المصرية في دعم واسناد الشعب الفلسطيني في غزة هذا مهم جدا، تاريخيا فلسطين تعتبر أن سندها الأساسى هو مصر وليس فقط بحكم الجغرافيا والتاريخ ولكن بحكم العلاقات المتميزة بين الشعبين الفلسطيني والمصرى.

وكيف رأيت دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى قطاع غزة؟

أمر في غاية الأهمية ومؤشر إيجابى على الاستجابة الدولية للأزمة الإنسانية التي نعيشها، هناك الآلاف من الأهالى مشردون في الشوارع نتيجة لقصف منازلهم بحاجة الى الغذاء والماء والدواء والوقود، نأمل أن يستمر تدفق المساعدات .

وماذا عن قمة القاهرة للسلام التى عقدت بمصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى؟

الآن هناك حراك سياسى كبير في المنطقة مركزه هنا في مصر من قمة القاهرة للسلام، هناك حراك سياسى دولى هائل يتم في المنطقة مركزه مصر، رفض مصر تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء كان في غاية الأهمية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وعدم ترحيله وتهجيره من أرضه ووطنه، نحن نعتبر أن الموقف الحاسم والحازم الذى اتخذته مصر كان سببا رئيسيا لمنع التهجير، كل الفلسطينين واثقين أن هذا الدور الذى تقوم به مصر سيستمر حتى اللحظة الأخيرة لإنهاء هذه الحرب المجرمة والظالمة ضد الشعب الفلسطيني، كلنا أمل أن تتواصل هذه الجهود لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل حريته واستقلاله، ونشكر القيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس السيسى التي تحمل على عاتقها مسئولية القضية الفلسطينية منذ عقود.

ما خطواتكم تجاه القانون الذى أعلن عنه الكيان الصهيوني والذى يقيد حرية الصحافة؟

القانون يعبر عن عقلية سوداء ضد حرية الصحافة، عقلية لا تحترم حرية الصحافة تدعى الديمقراطية وتمارس عكسها تماما، تمارس القمع والتضييق بحق الحريات الإعلامية، القانون سابق خطير على مستوى حريات الرأي والتعبير في العالم ولذلك يجب أن يقف العالم بأجمعه ضد هذه الممارسات التي نعتبرها حرب واسعة النطاق ضد وسائل الاعلام، دولة الاحتلال منذ أسبوعين تقوم بحملة تضليل إعلامى هائل على مستوى العالم، لم تنجح هذه الوسائل ولم تمنع نقل الصورة الفلسطينية للحقيقة ، تم قتل 18 صحفيا حتى الآن ودمرت أكثر من 50 مؤسسة إعلامية وأوقفت عمل الإذاعات ، كل هذا لوقف الرواية الفلسطينية واستمرار رواية الكذب والتضليل الاسرائيلى ولكن لم تنجح ، رواية الحق والحقيقة وصلت للعالم، تشريع حكومة الاحتلال الإسرائيلى لقانون بتقييد حرية الإعلام هو إعلان حرب ضد حرية الإعلام.