خالد دومة يكتب: المحرقة

الأحد، 22 أكتوبر 2023 08:36 م
خالد دومة يكتب: المحرقة خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لايزال العالم يشقى بهؤلاء, الذين يريدون للأرض أن تتلون بلون الدم, ويحيا على سفك الدماء, ويكون ذلك عقيدة ودين, يعلنون له الولاء.

 

 إنهم يقتلون بإسمه, ويعلقون على رقبته, كل مآسي الإنسانية, الخراب والدمار, والنزوح والتهجير, والتشرد والتيه. ما أشنع العالم إذا كانت هذه صورته, وإذا كان الإنسان بهذه الصورة المخيفة, متعطش دائما لصورة الدم, ونحر الرقاب, أن تتناثر أشلاء الإنسان ممزقة, تحملها رياح الكراهية والضغينة, تُلقي بها في أتونها المحترق. إن اسرائيل, تشعر شعور المظلوم, الذي اُنتهِك, يثأرون لكرامتهم ودمائهم, كما يقولون, يتناسون أنهم من أغتصبوهم, أليس عجيبا, أن يلبس الباطل عمة, وفي يديه مسبحة, وإذا هو يقف خطيبا وواعظا ومؤدبا.

 

إن اسرائيل تستنفر لبنيها ومواطنيها كما تدعي, وتقتص من شعب برمته, من أجلهم, وهي التي أغتصبت أرضه, وجعلته كغريب في وطنه, فإذا ما أعلن عن غضبه, كان غضبه إرهابا, شعب مغتصب! ألا تريدونه أن يغضب! أن يثور! أن يقول: لا. ألاف يساقون بتهديد السلاح, لا يملكون حتى الكلام, يساقون أمام العالم أجمع, وهو واقف لا يتكلم, صامت صمت الحجارة, وهناك مرتزقة جبارين, تغتر بقوتها وسلاحها, من ورائهم دولة تدعي المدنية والحضارة, وتصرخ بحقوق الإنسان وحريته, في وجه العالم, تعطيهم الضوء الأخضر, للفتك والقتل والإرهاب, وإذا بهم يلبسون مسوح القديسين, ويعلنونها حرب مقدسة, إنها قلوب متعطشة للدم, إن اليهود يريد للعالم, أن يعيش على فوهة بركان, الخداع والتضليل, سلاح اسرائيل أمام العالم, في هدم شعب برمته, إنها لا تتوانى في إتخاذ أقذر الأساليب لتحقيق مآربها وأهدافها, إنها تعمل جاهدة في طمس معالمه والقضاء عليه.

 

 

كيف يكون هناك دين مقدس, كما يدعون, يقوم على سفك الدم؟ كيف يكون هناك وعد من الله, بإغتصاب الشعوب؟ والقيام على إبادتها؟ كيف يقوم على التشريد والقتل؟ كيف يأمرهم الله بالبغي والعدوان؟ كيف يبقرون بطون الحوامل بإسمه؟ ويدهسون رؤس الأطفال بإسمه؟ ويغتالون الأمهات بإسمه؟ إنهم يبطشون في الأرض بطش الجبارين, إنها ليست حروب مقدسة, إنها حروب الشيطان, التي أوكل لهم إدارتها ومعاركها, يسعى خلفها جبروت السلاح والفتك والتهديد والوعيد, ليس هي إلا دعوى الشيطان التي يأمرهم بها, إن الله لا يدعو إلا إلى الخير, إلى السلام, إلى العمران في الأرض, إن القتل والفناء والخراب بإسم الرب جريمة كبرى, إن ربهم ليس ربا, إنما هو  زعيم عصابة, يحرقون بإسمه ويشعلون نيران وقودها الأبرياء.

 

إن ثمن الحرية باهظ, إنه خليط من الدم والشقاء, الموت المحقق لجيل بعد جيل, حتى تتحقق حريته, لماذا نطالبهم بالسلام وضبط النفس؟ وهم المغدور بهم, إنه شعور قاتل, أن تُغتصب أرضك, وأنت لا تملك حول ولا قوة, أن يتكالب عليك العالم, لترضى بالذل, الذي لا يرضاه لنفسه, إنه شعور المقهور, المرأة التي أغتصبها عدو, أمام أعين ذويها. إنهم يطالبون بحق مشروع, لكل نفس إنسانية أبية, تريد أن تعيش, كما يعيش الرجال, إنهم يواجهون القتل, منذ أعوام, السلب والنهب والإرهاب, إنهم يموتون أحياء, قبل أن يموتوا, إن حياتهم مهددة في كل لحظة, الخوف والرعب وانتظار الموت, هو نصيبهم من الحياة, إنهم يبحثون عن الحياة الحقيقة, في ظل الحرية, التي سلبوها منهم, إنهم يجاهدون لفك القيود, التي قيدوهم بها, من أعناقهم, وجعلتهم أسرى. العار يلحق بهم, إن لم يفعلوا, أينما كانوا, وحيثما حلوا, إنهم فقط يريدون الحياة فوق أرضهم, لا فوق أرض غيرهم. أيكون هذا جزاؤهم؟.









الموضوعات المتعلقة

خالد دومة يكتب: أبي الذي أكره

الخميس، 19 أكتوبر 2023 02:25 ص

خالد دومة يكتب: بعد سنوات من الشك

السبت، 14 أكتوبر 2023 11:31 م

خالد دومة يكتب: حديث الذاكرة

الجمعة، 13 أكتوبر 2023 01:40 ص

خالد دومة يكتب: قراءة التجارب

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 04:10 ص

خالد دومة يكتب: الجماهير والإصلاح

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 11:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة