أشاد عدد من زعماء وقادة الدول العربية بالقمة التي استضافتها القاهرة والتي حملت عنوان قمة "القاهرة للسلام 2023" والتي تهدف لتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط، والدفع نحو التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة ودخول المساعدات الإغاثية بشكل عاجل للقطاع، وقد نجحت مصر في فرض إرادتها وسيادتها الكاملة وقررت فتح معبر رفح وإدخال المساعدات رغم الرفض الإسرائيلي.
وأعرب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن شكره العميق لمصر على دورها في انهاء الصراع، قائلا: "خالص شكرى لمصر على الدور الذى تلعبه".
فيما أعرب العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن بالغ التقدير والامتنان للرئيس عبدالفتاح السيسي، على دعوته للمشاركة في قمة القاهرة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، في ظل التصعيد العسكري الخطير الذي يشهده قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء البحرينية.
ووجه شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لتنظيم قمة القاهرة للسلام، مؤكداً أنه ليس المهم الوصول لبيان ختامي للقمة لكنها كانت فرصة سانحة ليتحدث الجميع والاستماع لوجهات نظر مختلفة من زوايا مختلفة".
جاء التحرك المصرى المبكر لاستضافة قمة القاهرة ضمن رؤيتها التى تهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة لتفعيل عملية السلام فى الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطينيين والإسرائيليين، والدفع نحو نزع فتيل الازمة والتأكيد على أن الصراع المسلح لن يحقق أهداف أو رؤية أيا من الطرفين سواء الاحتلال الإسرائيلي أو الفصائل الفلسطينية فى غزة.
وترفض مصر بشكل قاطع أى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وكذلك تتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتعمل بتنسيق مشترك مع أطراف فاعلة فى المشهد الإقليمي والدولى من أجل تنسيق الجهود الدولية وبحث كافة السُبل الممكنة لإنهاء التصعيد الحالى واستعادة آفاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي للوصول إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية يحفظ حقوق الفلسطينيين فى دولتهم.
وتسببت حالة الإحباط الكامل والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي المحتلة وعدم وجود أفق للسلام وتجاهل الأطراف الدولية لملف تفعيل عملية السلام في الصدام الحالي، ويتطلع أبناء الشعب الفلسطيني إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، وهى الخيارات التى أكدت عليها مصر دوما فى كافة المحافل الإقليمية والدولية وضمن مسارات وإطارات متعددة منها إطار ميونخ الذى تم تشكيلها قبل سنوات ويضم مصر والأردن وألمانيا وفرنسا.
من جانبه، أكد الباحث الأكاديمي في العلوم السياسية، مدير تحرير شؤون فلسطينية، الدكتور إبراهيم ربايعة، ان قمة القاهرة حملت رسالتين هامتين بالنسبة للشارع الفلسطيني: الأولى قدمها العديد من الرؤساء والزعماء العرب وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني بالتأكيد على رفض مشروع التهجير والترحيل، والتحذير المباشر من إقدام إسرائيل على هكذا مشروع فلسطينياً وإقليمياً.
ولفت "ربايعة" في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن جدية وحدة هذه التصريحات المصرية والأردنية حول رفض التهجير، والتأكيد عليها شكلت وتشكل طمأنة للفلسطينيين في القطاع والضفة على حد سواء من هذا التحدي، كون المشروع كما أشار الملك عبد الله الثاني يطال الضفة أيضاً ولا يقتصر على القطاع.
وأوضح الباحث الفلسطيني أن الرسائل كانت متصلة بالتشديد على المساعدات المستدامة والإغاثة العاجلة وغير المشروطة للقطاع، وهذا ما يبدو أنه رسالة وضغوط بدأت تؤتي نتائج - ولو بشكل محدود- من خلال دخول شحنات المساعدات لليوم الثاني على التوالي. الشارع الفلسطيني، كما في رسائل الأطراف العربية والفلسطينية في القمة، يجمع على عدم قبوله بتكرار النكبة والقبول بالترحيل بأي حال من الأحوال.
واتهم الدول الأوروبية بالانحياز إلى الجانب الإسرائيلي وتنظر بنصف عين حول ما يجري على الأرض، موضحا أن رسائل السلام العادل والشامل، فمن الواضح أن الشارع الفلسطيني لن يجد هذه الرسائل واقعية في ظل العدوان المفتوح عليه في الضفة والقطاع، إذ شهدت ليلة أمس فقط استخدام الطيران الحربي في الهجوم على مخيم جنين للمرة الأولى منذ حوالي 20 عاماً، وشهدت عدواناً واسعاً على الفلسطينيين في حوارة.
وأوضح أن سياسة إسرائيل شاملة وواضحة في العدوان المفتوح على الفلسطينيين دون الالتفات إلى النصائح والضغوط الإقليمية والدولية بتغيير سياستها والخضوع لقواعد القانون الدولي وصولاً لدولة فلسطينية مستقلة.
إلى ذلك، رحب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بجهود مصر لعقد قمة القاهرة للسلام اليوم لمعالجة الأعمال العدائية المستمرة في غزة وإسرائيل، بحضور الأمين العام أنطونيو جوتيريش، مشيرا لأهمية استمرار التواصل السياسي للأمم المتحدة مع الأطراف المعنية في المنطقة وخارجها لوضع حد لإراقة الدماء ومنع المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين، مشيرا إلى أنه أحيط علما بالمخاوف المشتركة بشأن خطر امتداد الصراع إلى المنطقة الأوسع.
رحب "وينسلاند" بالدعوات العديدة الداعية إلى التوصل إلى حل سياسي باعتباره السبيل للمضي قدما، متوجها بالشكر إلى السلطات المصرية على تسهيل دخول أولى شاحنات المساعدات اليوم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مشددا على انها خطوة مهمة يجب ألا تكون الأخيرة، مشددا على أهمية تتدفق المساعدات بشكل آمن ومستمر للمضي قدمًا، مشيرا إلى أن غزة في حاجة للمساعدات والاحتياجات بشكل عاجل، داعيا لبذل المزيد من الجهد لإنقاذ الأرواح الآن، مضيفا: أكرر النداء العاجل للأمين العام من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة