-
إعادة التذكير برفض المصريون لفكرة التهجير وتصفية القضية
فى يوم تاريخى فى حياة الشعب المصرى، تعيد الدولة المصرية تذكير العالم بالقضية الفلسطينية، واستضافت القاهرة قمة السلام للحديث عن تطورات الأوضاع فى غزة، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى من عمليات إبادة وتهجير للفلسطينين، فى مشهد يجعل العالم مطالبا بمراجعة تصريحاته وطرق تعامله مع الإنسانية عموما، والتعامل باتجاه أحادى يستمع فقط لما يقوله الإسرائيليون حتى الآن، وفى حديث الرئيس السيسى وخطابه المباشر وضعت مصر العالم من جديد أمام مشهد القضية الفلسطينية وتطوراتها، والحلول التى يجب السير فيها، لتحقيق سياق يمكن السير فيه على مراحل، حتى أن كلمة الرئيس السيسى التى شرحت رؤية وفلسفة الإدارة المصرية، كانت تشتمل على خارطة طريق موضوعية يجب العمل عليها، وتطويرها حتى يتحقق السلام للطرفين، وصولا لقيام دولة للفلسطنيين تعيش جنبا إلى جنب مع دولة للإسرائيليين، ولم تنجرف الدولة المصرية للغة شعبوية يمكن التعويل عليها، بل كانت الكلمة مباشرة ومحددة، وتتعامل مع الوضع الميدانى المآساوى، وتراعى قيم التاريخ فى مناصر القضية، وذكر الرئيس السيسى فكرة أن مصر دفعت الثمن لوحدها فى فترات كثيرة، وبالتالى فالشعب المصرى الذى نزل فى الميادين يوم الجمعة، هو الذى أعطى وساعد القيادة الوطنية على اتخاذ ذلك المسار، وتلك البنود فى خارطة الطريق المصرية.
الرئيس السيسى: دولة العدل تساعد فى حل القضية الفلسطينية
شرح الرئيس السيسى خلال كلمته خطوات تحقيق دولة العدل فى فلسطين والمنطقة، والتى تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن للمساعدات، والتفاوض حول التهدئة ووقف اطلاق النار، ثم بدء فى عملية السلام المستدامة، وصولا لأعمال حل الدولتين، كما وضع الرئيس السيسى فى كلمته خلال قمة القاهرة للسلام، خارطة الطريق المصرية لفهم المشهد الفلسطينى بتطوراته، بينما جائت اللغة واضحة وصريحة ومباشرة امام العالم، وكررها أكثر من مرة فى رسالة للعالم أن إرادة الشعب المصرى فردا فردا ترفض فكرة تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أبدا، وإذا هذا هو المفهوم الحقيقى للأمن القومى المصرى الذى يجب أن يستوعبه الصديق والعدو، الحاضر والغائب، وهو نتيجة منطقية للتحركات الإسرائيلية التى تستهدف تحقيق ذلك المخطط الخبيث.
مصر تفهم معنى الأمن القومى
ومن المؤكد أن الاحتلال الإسرائيلى، تناسى عن جهل أو عمد أن قيادة الدولة المصرية تفهم المشهدا جيدا، وتعرف طبيعة الاحتلال الإسرائيلى، خاصة ونحن نحتفل بخمسين عاما على حرب أكتوبر، وهى ذكرى انتصارنا على جيش الاحتلال رغم كل ما كان يشيعه وقتها، لكن كانت إرادة المصرية، والقيادة وقتها تعرف مع من تتعامل، ويبدوا أن الخبرات تزيد مسئولى مصر طرقا أكثر دراية بما يريد أن يحققه الآخرون، ولذلك شدد الرئيس السيسى أكثر من مرة فى ضرورة فهم أن الشعب المصرى يرفض فكرة تصفية القضية الفلسطينية، ويرفض طريق التهجير، وغيرها من الوسائل، حتى يعلم الجميع بأن مصر تريد حماية أمنها القومى بشكل مباشر وواضح، وستدافع عن ذلك بكل قوة وحسم.
العالم يجب أن يتذكر دوره الإنساني
وكلمة الرئيس السيسى المباشرة والواضحة أمام قادة العالم، تذهب للحلول بشكل مباشر عبر تمهيد تاريخى واقعى فى دعم القضية وأهل فلسطين، ولذلك فالخارطة تعتمد على إنشاء دولة مستقلة للفلسطينين على حدود يونيو 1967، وهو مطلب أممى تم اقراره فى عدد من القرارات التاريخية السابقة، ولذلك جائت كلمة مصر على لسان الرئيس السيسى لتعيد التذكير بذلك الدور الأممى، ولكافة دول العالم المؤثرة والفاعلة، بضرورة النظر للفلسطنيين فى حقهم المشروع فى إقامة دولتهم، انطلاقا من احياء عملية السلام بشكل حقيقى، وهذه هو الأمر المتوافق مع الشرعية الدولية، ويجب أن يحترمه الجميع، وتلك الخارطة هى بداية لطريق طويل يمكن السير فيه طالما توفرت النية والعزم على تنفيذها.
الرئيس السيسى يخاطب شعوب العالم المتفاعلة مع قضية فلسطين
حديث الرئيس السيسى وخطابه المباشر، وجه فيه كلمة لشعوب العالم أيضا، باعتبار أن الشعوب هم المتأثرين بكل ما يجرى، ولذلك لابد من أن تحيا الإنسانية بمفهومها الشامل والمتكامل، والذى يراعى حقوق المدنيين، وهى كلها شواغل لابد من العمل عليها والسير فيها، والنظر إليها بعناية من مسئولى الدول فى تلك المرحلة، لأن مصر تضع خارطة طريق حقيقية وواضحة وفيها عناصر وإجراءات يجب البدء فيها، دون محاولات جذب القضية لنظرة أحادية تميل جهة أى طرف من الطرفين، بل كان الرئيس السيسى يتعامل مع الملف بشكل سليم ومنضبط، يحترم فى ذلك الاطار المدنيين أيا كانت جنسيتهم أو منطقتهم الجغرافية، وهى رسالة أخرى فى تطبيق معنى الإنسانية والعدل وفق فلسفة الإدارة المصرية، وهى فى جوهرها تدعم الفلسطينين بشكل مباشر، لأن العمل على احترام حقوق الإنسان هو أمر دينى وانسانى لا يمكن الاختلاف حوله طالما أن تلك النظرة شاملة وتنظر للكل سواء، لا نظرة أحادية تحاول جر العالم لسياق واحد فقط، وهو تبرير منطق الاحتلال الإسرائيلى فى تدمير غزة وإبادة شعبها، ومحاولة تهجير الفلسطيينين، وهو ما تستوعبة القيادة السياسية المصرية، ويرفضه الشعب المصرى بكل قوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة