فنان من الزمن الجميل، عندما تشاهده تشعر وكأنه كأحد أفراد عائلتك، فهو الأب، والموظف، والإنسان الطيب، والباشا، والضابط، لم نجد دورًا له نخجل منه فكانت كل أدواره ذات رسالة وقيمة إنسانية، إنه الفنان الراحل حسن عابدين والذي يحل اليوم السبت 21 أكتوبر ذكري ميلاده.
عشق عابدين التمثيل منذ الطفولة، عندما كان في المرحلة الإبتدائية كان يقوم بتقديم مشاهد تمثيلية من دروس اللغة العربية ، وكانت معلمته تختاره دائماً ليقدم تلك المشاهد لأنها رأت فيه مشروع ممثل كبير، كبر عابدين وكبر معه حلمه بأن يصبح ممثلاً ، ولكن كيف ذلك ووالده واحداً من أعيان مدينة بني سويف ، والذي من المؤكد أنه يري أن التمثيل أو التشخيص كما كان يطلق عليه لا يصح العمل به خاصة لأبناءه .
حاول عابدين إقناعه ولكن بلا فائدة ، فاضطر عابدين أن يظل في بني سويف رغبة في إرضاء والده ، وحاول أن يبحث عن فرق المسرح هناك ، وبالفعل إلتحق الفرقة العسكرية وبدأ يثبت موهبته يوماً بعد يوم من خلال المسرحيات التي يقدمها ، حتي حانت اللحظة للنزول للقاهرة وتقديم فنه علي نطاق أوسع .
منذ اللحظة الأولي لحسن وأستطاع أن يثبت أنه ممثل قدير، قدم الكوميدي والتراجيدي بجدارة، ولعل أهم المسرحيات التي قدمها والتي مازالت تعيش معنا بلزماتها إلي الآن مسرحية " عش المجانين " ، ولكن تلك المسرحية كانت ستتسبب في اعتزال حسن حيث ذهب حسن ليعتمر أثناء عرض تلك المسرحية وعندما حاول حسن أن يلمس قبر الرسول تفاجأ بأن الحراس منعوه بسبب كونه ممثل وهنا قرر أن يعتزل ولكن نصحوه صديق عمره إبراهيم الشامي أن يذهب للشعراوي ويسأله وبالفعل ذهب للشعراوي وعندما قال له قراره جاء رد الشعراوي " لما أنت والناس الحلوة يبعدوا عن الفن أمال الناس هتسمع مين " .
وكان لدي حسن نزعة وطنية كبيرة حتي أنه أنضم لصفوف المقاومة الشعبية في الإسماعيلية أثناء حرب 48 ، وبالفعل ذهب للحرب تحت قيادة القائد أحمد عبد العزيز ، في فلسطين ، وأسر هناك وحكم عليه بالإعدام ، إلا أن زملائه استطاعوا تحريره وعاد لأرض الوطن .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة