لعبت مصر دورًا كبيرًا على مدى تاريخ القضية الفلسطينية، إذ كان لها دور فاعل في المساهمة بإنهاء الأزمات بالمنطقة العربية وإعادة الاستقرار لها، مُرتكزة على ما لديها من قوة ومكانة.
وتنوعت الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية، ما بين مساعٍ لوقف إطلاق النار وتجنب المزيد من العنف، وفتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني، فضلًا عن المبادرة الرئاسية المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة بـ500 مليون دولار بعد العدوان عليه في مايو 2021، من خلال جهود الشركات المصرية.
وفى هذا الإطار، ونتيجة للدور المصرى الكبير لدعم القضية الفلسطينية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ، خلال حديثه من أمام معبر رفح الحدودى فى مصر، إننا نحن نقف على أرض مصر، وهى بلد ذى سيادة، ومن اللازم أن نعترف بدور المؤسسات المصرية، وتحديدا الهلال الأحمر المصرى فى الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى.
وأعرب جوتيريش عن امتنانه العميق لحكومة وشعب مصر، قائلاً إن مصر اليوم هى الدعامة الأساسية التى تسمح بوجود الأمل على الجانب الآخر من الحدود، مؤكدا أن الأمل الحقيقى بأنه يوما ما سيحل السلام مع حل دولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون فى أمان فى دولتين جنبًا إلى جنب".
بدوره، أعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن عن الشكر والتقدير لجهود القيادة المصرية نحو تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، حيث تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث ركز الاتصال على التباحث حول الوضع الإنساني في قطاع غزة وسبل تسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية.
وصرح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح بشكل مستدام.
وسوف تقوم الجهات المعنية في الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات.
بدوره، قدم رئيس وزراء بريطانيا، ريشى سوناك، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهود التي يبذلها لتوفير المساعدات الإنسانية الى غزة.
وتعهد سوناك خلال لقاءه الرئيس السيسي، بمساعدة مصر في جهودها، ووصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، القاهرة، اليوم، ضمن جولة في الشرق الأوسط، في محاولة لإيجاد حل للأزمة التي اندلعت في فلسطين، وما تلاه من عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة .
من ناحية أخرى، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث ناقش الرئيسان آخر مستجدات التصعيد العسكري الراهن في قطاع غزة، وجهود احتواء الموقف.
من ناحة أخرى، أعرب العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن بالغ التقدير والامتنان للرئيس عبدالفتاح السيسي، على دعوته للمشاركة في قمة القاهرة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، في ظل التصعيد العسكري الخطير الذي يشهده قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء البحرينية.
وفوروصوله للقاهرة استعدادا للمشاركة في قمة القاهرة للسلام المقررة السبت فى العاصمة الإدارية، قال: نعرب عن بالغ الاعتزاز والتقدير لحرص جمهورية مصر العربية الدائم على بذل كافة الجهود والمساعي الخيرة من أجل وقف الحرب في قطاع غزة وتخفيف تداعياتها، وتوفير الحماية لشعب غزة الشقيق وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم ، ودفع جهود إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يسهم في التوصل لتسوية سياسية وحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية".
وأضاف: "وإننا إذ نجدد تقديرنا للجهود المباركة التي يقوم بها أخونا فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لنعرب عن شكرنا لمبادرته الكريمة لعقد هذه القمة، وللدور الاستراتيجي المهم الذي تقوم به مصر الشقيقة لدعم السلام والأمن والاستقرار في الوطن العربي، وتوحيد الجهود من أجل الحفاظ على الأمن القومي وتعزيز التضامن والتكاتف والتعايش السلمي لما فيه الخير والنفع للدول والشعوب العربية، سائلين المولى العلي القدير أن يكلل جهود القيادة المصرية الحكيمة بدوام التوفيق والسداد".
بدوره، قال المفتى الأسبق للبوسنة والهرسك، الشيخ مصطفى إبراهيم تسيريتش، "نحن أمة واحدة بروحها وبتوحيدها وبشرعيتها وبأخلاقيتها وبعقلانيتا وبهدفها نحو الأمن والسلام العالمين.
وثمن تسيريتش - خلال كلمته التأسيسية للإعلان عن ملتقى بحوث ودراسات فتاوى الأقليات المسلمة - دور مصر و قيادتها الحكيمة فى مواجهة تحديات الألفية الثالثة، مشيدا بدور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، فى الاهتمام بكل المهتمين والمشتغلين بقضايا الأمة الإسلامية فى كل مكان .
وتستعد العاصمة الإدارية الجديدة، لاحتضان قمة القاهرة للسلام 2023، من أجل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، ضمن مبادرة تقضى بضرورة الشروع العاجل فى بحث سبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلى - الفلسطينى، بموجب حل الدولتين، وسط تأييد دولى واسع.
وبعد أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومى المصرى السابق، إلى استضافة قمة إقليمية ودولية حول القضية الفلسطينية، قررت عدة دول ومنظمات المشاركة فى القمة المقرر انعقادها السبت.
ومن منطلق، أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، ورفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، ومن أجل تنسيق الجهود الدولية وبحث كافة السُبل الممكنة لإنهاء التصعيد الحالى واستعادة آفاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للوصول إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية يحفظ حقوق الفلسطينيين فى دولتهم، يشارك 31 دولة و3 منظمات دولية حتى الآن، القمة.
فمن المقرر مشاركة زعماء كلا من الدول التالية: "قطر وتركيا واليونان وفلسطين والإمارات والبحرين، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والعراق وإيطاليا وقبرص"، هذا بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، الذى أشاد بالدور المصرى فى الحرص على إيصال المساعدات لقطاع غزة عن طريق معبر رفح.
هذا إلى جانب حضور رؤساء وزراء كل من بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وقبرص، وتركيا والبرازيل، وكذلك حضور المبعوث الخاص لدولة الصين، والبعوث الخاص الأمريكى، ووزير الشئون الخارجية المغربى، ووزير خارجية النرويج، ونائب وزير الخارجية الروسى، ورئيس المجلس الأوروبي.
وعلى مدى عقود طويلة، دعمت مصر إيجاد سند قانوني لقيام دولة فلسطينية مُعترف بها من الأمم المتحدة والدول الأعضاء بها، إذ دعمت الإعلان الدستورى الفلسطينى فى قطاع غزة عام 1962، والذي نص على قيام سلطات تشريعية وقضائية وتنفيذية بالقطاع، واتخاذ غزة مقرًا للحكومة الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة