أكد القادة ورؤساء الدول المشاركون فى قمة «الخليج آسيان »، التى انعقدت الجمعة، فى العاصمة السعودية الرياض، برئاسة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، ضرورة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، وأدان البيان الختامى الصادر عن القمة جميع الهجمات ضد المدنيين، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الإغاثة، وغيرها من الضروريات والخدمات الأساسية إلى غزة، والتأكيد على ضرورة الامتناع عن استهداف المدنيين، والالتزام بالقانون الدولى الإنسانى، خصوصا مبادئ وأحكام اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب، بالإضافة إلى الدعوة إلى الإفراج الفورى وغير المشروط عن الرهائن والمعتقلين المدنيين، خاصة النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، وحث جميع الأطراف المعنية على العمل من أجل التوصل إلى حل سلمى للصراع.
أيضا أكد البيان الختامى على أهمية تضافر الجهود، لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول والتكتلات الإقليمية، لتحقيق التنمية والتقدم، ودعم مبادرة المملكة والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط بالتعاون مع مصر والأردن، وحل النزاع بين إسرائيل وجيرانها وفقا للقانون الدولى.
وخلال افتتاح القمة، أكد الأمير محمد بن سلمان، على دعم المملكة الوصول لحل دائم للقضية الفلسطينية ورفض استهداف المدنيين فى غزة، مشيرا إلى أهمية تهيئة الظروف لعودة الاستقرار، واستعادة مسار السلام، والوصول لحل عادل وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس »، مضيفا: «نؤكد رفضنا القاطع لاستهداف المدنيين بأى شكل من الأشكال وتحت أى ذريعة، وضرورة وقف العمليات العسكرية وتهيئة الظروف لتحقيق السلام الدائم، الذى يكفل الوصول لإقامة دولة فلسطينية ».
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودى، الأمير فيصل بن فرحان، فى كلمته أمام قمة «الخليج آسيان »: إنه يجب إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإنهاء دوامة العنف، وشدد على خطورة استمرار التصعيد فى قطاع غزة، ودعا المجتمع الدولى بالعمل على الوصول لسلام شامل وعادل بالشرق الأوسط، مؤكدا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، كما طالب بضرورة إيصال المساعدات لغزة للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية، ورفع الحصار عن القطاع.
فى سياق متصل، دعا ولى عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فى كلمته أمام القمة، المجتمع الدولى للقيام بمسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى، مؤكدا موقف دولة الكويت الثابت فى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى ومساندته، وأشاد بمواقف رابطة «الآسيان » لالتزامها الدائم تجاه القضايا العادلة وتعاونها مع دول مجلس التعاون الخليجى، لإرساء دعائم الأمن والاستقرار فى المنطقة ومواقفها إزاء القضايا الإسلامية والعربية والإقليمية والدولية.
وخلال استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير قطر، لرئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، على هامش انعقاد قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، أكد على ضرورة تجنب أى تصعيد فى أعمال العنف فى جميع أنحاء المنطقة، وفق وكالة الأنباء القطرية.
كما جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها، إضافة إلى المستجدات ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا، خاصة المتعلقة بتطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطانى: إنه وأمير قطر اتفقا على ضرورة منع تصاعد العنف فى الشرق الأوسط وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، مضيفا فى بيانه بعد الاجتماع: «لقد شددا على ضرورة تجنب أى تصعيد فى أعمال العنف فى أنحاء المنطقة، واتفقا على أن القادة يتحملون مسؤولية بذل كل ما فى وسعهم لمنع حدوث ذلك ».
فى سياق متصل، تتوافق المواقف الخليجية السابقة مع الموقف العمانى، فقد أكد السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، خلال اجتماع سابق لمجلس الوزراء العمانى، على دعم بلاده جميع الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات على الأطفال والمدنيين فى غزة، معلنا تضامن بلاده مع الشعب الفلسطينى، مؤكدا على ضرورة تحمل المجتمع الدولى مسؤولياته لحماية المدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانية ورفع الحصار غير المشروع على غزة.
أيضا وبحسب صحف عمانية محلية، أعرب بدر بن حمد البوسعيدى، وزير الخارجية العمانى، عن استنكار بلاده استهداف مستشفى المعمدانى فى غزة وسقوط مئات المدنيين بين شهيد وجريح، مشددا على أهمية قيام الدول الفاعلة ومجلس الأمن الأممى بتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه هذا الوضع وإيقاف الحرب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للسكان فى غزة وحمايتهم.
من جانبها، أدانت دولة الإمارات الهجوم الإسرائيلى، الذى استهدف مستشفى الأهلى المعمدانى فى قطاع غزة، والذى أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص، وأعربت فى بيان لها، تم نشره عبر موقع وزارة الخارجية الإماراتية، عن أسفها العميق للخسائر فى الأرواح، مقدمة تعازيها لأسر الضحايا، كما شددت على ضرورة الوقف الفورى للعنف وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، مشددة على أهمية أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنسانى الدولى، والمعاهدات الدولية التى تحمى المدنيين وحقوق الإنسان وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع، داعية المجتمع الدولى إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فورى لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر فى الأرواح، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وعلى دفع كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
أيضا أعرب مجلسا النواب والشورى فى البحرين، عن إدانتهما القصف الإسرائيلى لمستشفى الأهلى المعمدانى فى قطاع غزة، وأكد المجلسان فى بيانين منفصلين، بحسب وكالة القاهرة الإخبارية، على أن هذا العمل ضد منشآت وأهداف مدنية يعد انتهاكا خطيرا لأحكام القانون الدولى والإنسانى، ولأبسط قيم الإنسانية، وهو نتيجة حتمية مؤسفة للازدواجية الغربية والصمت الدولى حيال استمرار التصعيد الإسرائيلى، الذى ينذر بمزيد من الانتهاكات والخسائر.
وتنطلق السبت أعمال قمة «القاهرة للسلام 2023 »، المقرر انعقادها فى العاصمة الإدارية، بمشاركة عدد من الدول العربية والإقليمية، يقدر عددها بـ31 دولة و3 منظمات، لمناقشة خفض التصعيد فى قطاع غزة وما يشهده من مستجدات، حيث الاستهداف الوحشى للمدنيين، وإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وهو ما يتسق مع الدور التاريخى لمصر فى حفظ أمن واستقرار المنطقة، من خلال حل القضايا الأمنية والاستراتيجية التى تواجه المنطقة بشكل عام، ومن حين إلى آخر على مر العصور.
أيضا تحرص القمة على توضيح الرؤية المصرية الرسمية والتاريخية تجاه هذه القضية التاريخية، التى لها علاقة مباشرة بأمن مصر القومى ولا سيما الشرق الأوسط بأكمله، ومن ثم فمصر فى طليعة الدول التى تهتم بالقضية الفلسطينية تاريخيا. يؤكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين الخليجيين لـ «اليوم السابع » فى هذا الإطار، على أهمية قمة القاهرة التاريخية، ودور مصر الرائد فى الحفاظ على السلام والاستقرار بالمنطقة، مؤكدين على أن ما يحدث فى الشعب الأعزل بفلسطين لا يمكن تبريره أو القبول به، وأن تبعاته الإنسانية والسياسية تحتم التصدى لهذه الاعتداءات الإسرائيلية، وأن لمصر بجانب أشقائها العرب لها دور كبير فى هذا الأمر، فكثيرا ما كانت الساعية والراعية للسلام فى الشرق الأوسط.
صوت العقل
في هذا الإطار يقول اللواء طيار ركن سابق، مختص بالدراسات الاستراتيجية والأمنية، عبدالله غانم القحطانى: إن القمة التى تعقد فى القاهرة تأتى فى توقيت مهم جدا، فهى للتشاور والتدارس لخفض التصعيد الذى تشهده غزة من عنف وتطرف يستهدف المدنيين فى غزة، وله تأثيرات كبيرة فى المنطقة وعلى العالم أجمع، مؤكدا أن القمة تعكس دور مصر التاريخى تجاه القضية الفلسطينية، قائلا: «تاريخ مصر منفرد ومضحى لهذه القضية، ويهدف دائما إلى حفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة، فمصر كثيرا ما ضحت لحفظ الأمن القومى بالشرق الأوسط».
وأضاف: إن دور مصر لا يمكن إنكاره أو تجاهله، ولا يمكن أن يكون أحد بمكانه، وهو بهذه القمة يؤكد على أهمية ما تسعى إليه دائما لمنع الإرهاب والتطرف وحماية الشعوب وأمن المنطقة واستعادة حق الفلسطينيين، والتأكيد على القرارات الأممية المختلفة، التى كثيرا ما أكدت على الحق العربى الفلسطينى.
وأكد «القحطانى »: إن قمة القاهرة تؤكد على أن السلام هو الهدف الرئيسى لمصر والسعودية وللمنطقة، ولجميع من يؤمنون بالسلام والتعايش، أما الذين يؤمنون بالقتل والتدمير والتخريب، فنحن نراهم حاليا من خلال أعمالهم التى نشاهدها جميعا بأعيننا، فما يجرى بغزة يندى له الجبين، موضحا: «لو سمع العقلاء بالعالم وحتى داخل فلسطين، لو استمعوا لتاريخ مصر وقرأوا جيدا كيف استعادت أرضها، وكيف روضت العدو حتى وصل لمرحلة السلام لتحقق الأمن والاستقرار للجميع، لو أخذت العبر والدروس من هذا الموقف المصرى المشهود فى الحرب والسلام والعلاقات الدولية، لكان وضع فلسطين فى حال أفضل الآن، ولكن التدخلات الأجنبية لغير العرب خربت ما عمل عليه التوجه العربى لسنوات ».
وأكد الخبير الاستراتيجى على أن ما يجرى فى غزة حاليا، يؤثر على أوروبا وجميع دول العالم وليس فقط المنطقة العربية، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود ووجود رؤية واضحة بألا مكان لإرهاب أو لعنف، فما يتعرض له شعب غزة هو مذبحة بكل المقاييس، حيث تقوم إسرائيل بقصفهم وقتلهم، ما وصل إلى حد الإبادة الجماعية، وبالطبع يقف فى مسار السلام.
وأخيرا، أشاد بالدور المصرى التاريخى، قائلا: «مصر دائما تسعى إلى السلام والاستقرار للمنطقة، فعندما نبحث عن الاستقرار وعن الأمن والتنمية والمحبة بين الجميع، سنجد مصر تتصدر المشهد ».
مبادرة مهمة للضغط على المجتمع الدولى
وقال السياسى السعودى، الباحث فى العلاقات الدولية، سامى المرشد: إن ما يحدث فى فلسطين من جرائم ضد شعب أعزل من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلى لا يمكن تبريره أو قبوله مهما كانت الأعذار، فهو جريمة كبيرة، وقتل المدنيين مرفوض ولا يمكن أن يعاقب شعب كامل بهذه الطريقة الوحشية من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، وأوضح أن أهداف إسرائيل من استخدامها للقصف الوحشى والمبالغة فى الدمار الدائر فى قطاع غزة، هو تهجير الشعب الفلسطينى من أرضهم، هذه المؤامرة التى تصدت لها الدول العربية وفى مقدمتها مصر، فقد اتخذت قرارا تاريخيا باكتشاف هذه اللعبة، مؤكدة على رفضها رفضا قاطعا على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، السماح لتنفيذها.
وأضاف: إن موقف مصر، كما اعتدنا دائما على مواقفها المشرفة فى هذه القضية وكل القضايا العربية، كان حاسما وقاطعا، وكذلك موقف السعودية بدعم هذا الموقف »، مشيرا إلى أن كل الدول العربية متضامنة مع الموقف المصرى الشجاع.
وعن دعوة مصر لقمة السلام لاحتواء الأزمة، وصفها «المرشد » بأنها مبادرة مباركة ستساعد على الضغط على المجتمع الدولى لإيقاف هذا العبث وهذه المؤامرات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها تأتى ضمن خطوات ستؤدى بالتأكيد إلى التصدى لهذه المؤامرات وإنقاذ الشعب الفلسطينى، وإعادة مسار السلام لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما لفت السياسى السعودى إلى استضافة المملكة لقمة مجلس التعاون مع الآسيان، التى أكدت على وجوب وقف قتل المدنيين وإنهاء هذ المأساة بأسرع وقت، وهو ما يتوافق مع الموقف المصرى، ما يؤكد على أن الموقف المصرى والسعودى والعربى موحد فى وجه هذه المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية، متمنيا لمصر نجاح قمة القاهرة التاريخية، وأن تكلل جهودها دائما بالنجاح.
نقف خلف مصر وقيادتها
من جانبه وصف الأمين العام للملتقى الإعلامى العربى، ماضى الخميس، الأحداث الدائرة فى قطاع غزة بالأمر المحزن والمؤلم، وأنه أمر لا يتخيله عقل، حيث الأفعال الإجرامية تجاه الأشقاء الفلسطينيين العزل، وقال: «اليوم قمة القاهرة بالتأكيد تمثل خطوة كبيرة، وكل التحية والتقدير لفخامة الرئيس السيسى لتوجيهه هذه الدعوة الطارئة لقادة العالم للمشاركة فيها، ونأمل فى أنها تخرج بنتائج فورية وإيجابية لحل الأزمة».
وأضاف: «إن مصر تلعب اليوم دورا كبيرا كما هى عادتها ومكانتها فى العالم العربى وأيضا دوليا. إن مصر اليوم مسؤولياتها كبيرة، وتقوم بدور مهم فى هذه المواجهة، وجميعنا نقف خلف مصر وقيادتها فى هذه المواجهة العربية الإسرائيلية، التى تقف خلفها قوة كبيرة تضغط على العالم العربى ومصر بالتحديد بالقبول بما هو ليس بمقبول ولا يمكن أن يقبله أى عقل، لذلك ندعم مصر دائما فى اتجاهاتها ومسيرتها ».
مواقف الرئيس السيسى قوية وواضحة
قال المؤثر الإعلامى الإماراتى فى مواقع التواصل الاجتماعى، إبراهيم بهزاد: إن الأحداث الأخيرة والتصعيد الخطير وهذه الحرب تثبت لنا جميعا مدى حاجة المنطقة إلى السلام والحل العادل المنشود، الذى يتفق مع القرارات العربية وحقوق الشعب الفلسطينى، ونتمنى نجاح الجهود الدبلوماسية لمنع حدوث مواجهة إقليمية أوسع نطاقا، والعودة إلى المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية ».
وأضاف: «يؤلمنا ما يحدث فى غزة من استهداف للأبرياء، لا سيما جريمة الحرب التى وقعت قبل أيام بالهجوم الإسرائيلى المدان على مستشفى المعمدانى فى غزة، وهذا الحصار الجائر الذى يؤثر على حياة المدنيين من أشقائنا الفلسطينيين، ولهذا أصبح فتح الممرات الإنسانية الآمنة أمرا ملحا وضروريا لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى».
وأكد «بهزاد » على أن مصر كما هى دائما فى الطليعة لاحتواء آثار هذه الأزمة، فهى التى عملت سابقا وضحت كثيرا بخصوص القضية الفلسطينية، وما زالت مستمرة فى دورها الريادى والمهم، خصوصا مع دعوتها لقمة القاهرة للسلام 2023، موضحا بها دول العالم تجتمع تحت المظلة المصرية من أجل فلسطين ووقف هذه الحرب، كما أنها تأتى ضمن سلسلة من الإجراءات والخطوات الدبلوماسية التى اتخذتها مصر، مشيدا بمواقف الرئيس السيسى الواضحة والقوية والمعلنة للعالم أجمع برفض هذه الحرب، وضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ورفض توسيع الحرب، وضرورة فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وكذلك الموقف المصرى القوى والواضح فى رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما ينسجم مع الموقف المصرى الشعبى، فقد خرج المصريون فى معظم محافظات مصر تأييدا لموقف الرئيس السيسى، ورفضا لكل المخططات التى تستهدف تمرير عملية ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء، وقال: «إن مواقف الرئيس السيسى جعلت الجميع صفا واحدا خلف القيادة المصرية، وما يحاك ضد المنطقة من أمور خطيرة ومؤامرات مستمرة ستسقط جميعها، وتفشل أمام وعى القيادة المصرية وقوتها فى المحافظة على أمن المنطقة وتحملها المسؤولية التاريخية لحل القضية الفلسطينية، وكلنا ثقة فى الجهود المصرية الكبيرة والمبذولة لإيقاف هذه الحرب، فمصر هى بيت العرب وهى ذات المكانة الرائدة والراسخة فى احتواء مثل هذه الأزمات والعمل على حلها ».
مصر دائمًا سباقة
أكدت الكاتبة الصحفية البحرينية، والنقيب السابق لجمعية الصحفيين البحرينيين، عهدية أحمد السيد، أن هناك أهمية كبيرة لقمة القاهرة للسلام، وهو ما يتوافق مع موقف مصر التاريخى تجاه القضية الفلسطينية وحماية الأبرياء، قائلة: «أتوقع أن تكون لنتائجها أثر كبير على مجريات الأمور فى الفترة القابلة، فمصر دائما تظل العالم العربى كله تحت مظلتها، ودائما سباقة فى رفع صوت أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط».
التاريخ خير شاهد
أعرب عبدالله الرحبى، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، عن تقديره للجهود المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، قائلا: «نحيى الجهود المصرية من أجل إرساء السلام فى المنطقة، من خلال الدعوة لعقد قمة القاهرة للسلام، وإيقاف آلة الحرب المؤسفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، التى تتسبب فى وضع مأساوى للأشقاء الفلسطينيين بشكل عام ».
وأضاف لـ «اليوم السابع »: «إن مصر تبذل جهودا مضنية منذ اللحظات الأولى لمأساة غزة، فى مسعى منها وبدعم ومساندة عربية لإيقاف نزيف الدم، ومسلسل قتل الأبرياء، إذ إن التقارير تشير إلى أكثر من ثلثى الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن »، معربا عن أمنياته بأن تخرج القمة بقرارات تنحاز للسلام والإنسانية، موضحا: «نأمل فى أن تخرج القمة بقرارات تنحاز للجانب الإنسانى، ومناشدة ضمير المجتمع الدولى بأن يقف موقفا تاريخيا إنسانيا ينقذ الأبرياء فى غزة، وأن ينتصر صوت العقل فى قمة السلام ».
واستطرد قائلا: نقدر الموقف العربى الداعم للشعب الفلسطينى، والإصرار المصرى على تقديم المساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة للمدنيين، ونأمل فى أن تسفر تلك الجهود عن النجاح فى إدخال المساعدات وإيصالها للشعب الشقيق، إذ إن استمرار هذه المأساة سيؤدى إلى عواقب وخيمة، معربا عن رفض دعوات التهجير القسرى للشعب الفلسطينى على حساب دول أخرى فى محاولة يائسة لتغيير وضع حل الدولتين.
واختتم: «نأمل فى أن تكلل جهود مصر بالنجاح، مدعومة بالدول المحبة للسلام لتكتمل كل الجهود وتتلاقى، لتصب فى صالح إرساء السلام فى المنطقة، فقد سبق هذه القمة عدد من الاتصالات بين الزعماء العرب مع الشقيقة مصر، فمنذ بدء الأزمة جرى اتصال بين جلالة السلطان هيثم وفخامة الرئيس السيسى من أجل التشاور وتنسيق المواقف بهدف الخروج من هذه الأزمة الخطرة بجهود مشتركة، ونأمل فى أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية، والتوصل لصيغة تضمن فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين وإيقاف الحرب بشكل فورى، ودعوة الأطراف برعاية ودعم دولى إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى سلام شامل وعادل»، محذرا من اتساع رقعة الحرب ما لم تحل قضية فلسطين، ما سيؤدى إلى خلق فوضى فى المنطقة، تؤدى بالتبعية للعودة إلى المربع صفر فى تحقيق السلام العالمى وبالتالى دمار العالم، مؤكدا أن العرب دائما يمدون أياديهم بالسلام والتاريخ يشهد بذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة