يتمسك أبناء الشعب الفلسطينى فى الداخل والشتات برفض أى مخططات إسرائيلية خبيثة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الضفة الغربية إلى الأردن، وذلك خوفا من تفتيت القضية الفلسطينية التى تسعى إسرائيل للقضاء عليها وابتلاع أى حقوق للفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
وتخطط إسرائيل منذ عقود للتخلص من الفلسطينيين المقيمين في غزة والضفة الغربية بتهجيرهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية والتخلص منهم، وذلك في إطار المخططات الإسرائيلية الخبيثة الرامية لابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية التي تواصل حكومة الحرب الإسرائيلية قضمها وبناء عليها مزيد من المستوطنات.
وأكد مسؤولون فلسطينيون رفضهم مخطط الاحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان غزة من منازلهم ودفعهم للخروج من القطاع، وهو ما يدحض المخطط الإسرائيلي الذي يهدف لإفراغ قطاع غزة من الفلسطينيين ضمن تحركات يقوم بها وزراء في حكومة اليمين المتطرف لتنفيذ المخطط في الأراضي المحتلة.
بدوره، بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية سامح شكري، سبل وقف العدوان على قطاع غزة، بحسب ما أعلنه حسين الشيخ عبر حسابه على منصة "إكس".
وقال حسين الشيخ، إنه اتفق مع وزير الخارجية سامح شكري على ضرورة الضغط دوليا من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، وضرورة فتح ممرات إنسانية بشكل عاجل، والرفض المطلق لتهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه، وتنسيق الجهد العربي والاتصال مع كل دول العالم لإيصال الموقف الواضح والثابت.
في السياق نفسه، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنه لا هجرة لأبناء فلسطين من غزة إلى مصر، مشيدا بموقف الدولة المصرية الرافض للهجرة والتوطين والنزوح إليها، مضيفا: مصر هي الحاضنة وترحب دائما بالفلسطينيين ونؤكد لكي يا مصر أننا باقون على أرضنا وهو نفس موقفكم.. قراركم برفض التوطين هو قرارنا.
وأوضح هنية، أن الجانب الإسرائيلي تلقى هزيمة استراتيجية أحدثت زلزالا مدويا، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية وضعت عبر عملية طوفان الأقصى البداية الحقيقية لزوال الاحتلال عن أرض فلسطين والقدس.
واتهم "هنية" الجانب الإسرائيلي بارتكاب المجازر والإبادة الجماعية ومحاولات تهجير سكان غزة بعدما لم تتمكن قواته من مواجهة الفصائل، موضحا أن ممارسات الجانب الإسرائيلي تحظى بدعم من جانب الولايات المتحدة ومن بعض الدول الأوربية على قاعدة ازدواجية المعايير والنفاق.
وأوضح هنية، أن الفصائل الفلسطينية ستنجح في الصمود بتضامن عربي وإسلامي لمواجهة المخطط المدعوم أمريكيا بتهجير أهل غزة، مشيرا إلى أن حماس ترتكز في أدبياتها على ديننا وأخلاقنا ولطالما أكدت حماس أنها لا تستهدف المدنيين ولا الكبار ولا الصغار، مضيفا: الكذب ينكشف أمام أخلاق الفارس الفلسطيني وهو يطلق سراح امرأة وأطفالها، وليس لدينا مانع في فعل المزيد من الخطوات على هذا الصعيد.
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية صلاح قيراطة، أن حديث الشارع الفلسطيني عن رفض تهجير المواطنين من غزة إلى مصر يتوافق مع إرادة الشعب الفلسطيني وكذلك مع كل شعوب المنطقة العربية، في عدم مغادرة الفلسطينيين لأرضهم ومنازلهم وأرزاقهم، موضحا أن المواطن الفلسطيني اختار أن يعيش فوق أرضه أو يستشهد عليها دون الخروج منها، داعيا إلى ضرورة عدم تكرار سيناريو النكبة الذي حدث عام 1948، مضيفا: "مغادرة غزة تعني فيما تعني إنهاء القضية الفلسطينية بما فيه من تنكر لكل التضحيات الجسام لعشرات آلاف الشهداء الذين قضوا على مذبح حرية فلسطين".
وأشار "قيراطة" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى ان إسرائيل تريد إخراج الفلسطينيين فيما هو أقرب إلى تطهير عرقي مدان بالقانون الدولي ومعظم القوانين المحلية للدول، لافتا إلى أن جيش الاحتلال يخير أبناء الشعب الفلسطيني بين هولوكوست يرتكب فعلا، أو مغادرة الأرض، لافتا إلى رغبة الاحتلال تفريغ قطاع غزة من أهله وتفريغ مساحات لمزيد من المستوطنين، بما في ذلك من مزيد من التحصين والتأمين.
فيما، أوضح الباحث الأكاديمي في العلوم السياسية، مدير تحرير شؤون فلسطينية، الدكتور إبراهيم ربايعة ، أن مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر هو مخطط قديم وتسعى إسرائيل لتنفيذه مع صعود حكومة اليمين المتطرف التي بها وزراء يؤمنون بالتهجير، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يرى أن هذا المشروع البديل يسعى لإنهاء حل الدولتين والقضاء على قضية فلسطين بشكل كامل، مشيرا إلى أن ذلك يهدد الأمن القومي المصري وهو ما ترفض الكيانات الفصائل ومنظمة التحرير لأنه لا دولة بدون غزة وهو رفض فلسطيني استراتيجي.