الإسكندرية هى سيدة العالم القديم ومجد الدنيا وسحر العالم، العظيمة فى الحضارة والثقافة والإبداع والتراث أيا كان العصر التاريخى الذى مرت به، فهى عاصمة التاريخ ومبدعة الحضارة وصانعة المجد الأبدى لبلدنا مصر العظيمة ما بعد الفراعنة، هكذا قال الدكتور حسين عبدالبصير، مؤلف كتاب "سحر الإسكندرية".
يقدم الدكتور حسين عبد البصير - عبر كتابه - إطلاله سريعة وشاملة ومبسطة بعين طائر على تاريح مدينة الإسكندرية الجميلة الخالدة، وآثارها الفريدة، ومتاحفها المتميزة، ومعالم ثقافة التعايش على أرض مدينة الأديان والثقافات المتعددة والمدهشة، ومكتبة الإسكندرية العالمية، ومتحف آثارها، صاحب الآثار الفريدة.
والهدف من الكتاب ليس تقديم كل تاريخ وآثار وحضارة وثقافة الإسكندرية بشكل حصرى جامع مانع منذ أقدم عصورها إلى الآن، وإنما إلقاء الضوء على أبرز ملامح المدينة التاريخية والأثرية والثقافية الساحرة.
ويؤكد الكتاب على أن مدينة الإسكندرية دوما وأبدا، ابنة التاريخ، التى رعت وأظهرت عظمة وجمال وقوة الملكات البطليمات الجميلات، ومبدعة الآثار الجميلة، وأرض المتاحف الفريدة والعريقة، وحاضنة المعابد اليهودية والكنائس القبطية والمساجد الإسلامية، وبيت مكتبة الإسكندرية العالمية، درة التاج قديما وحديثا وأبدا.
كما يشير الكتاب إلى أنه لم يبدأ الوجود الإغريقى المكثف فى مصر مع فتح الإسكندرية الأكبر لمصر فى عام 332 قبل الميلاد، وإنما بدأ منذ نهاية العصور الفرعونية وعلى أكثر تقدير فى عصر الأسرة السادسة والعشرين، أو ما يعرف بالعصر الصاوى «664 ـ 526 ق.م»، والذى كان مقدمة طبيعية للوجود الإغريقى المنظم والمكثف والمتواصل فى مصر.
وكانت مصر فى تلك العصور من الإسكندرية الأكبر إلى العصر الرومانى ذات وجود حضارى حى يتفاعل حينا مع حضارات والثقافات الوافدة من الجانب الآخر من البحر المتوسط، ويتحداها فى أحيان كثيرة، ولقد قاومت الحضارة المصرية الغزو الحضارى القادم من ذلك الجانب الآخر من البحر المتوسط، حتى استوعبته وأخضعته لبوتقة الشخصية الحضارية المصرية القوية التى تصبغ كل قادم بحضارتها وثقافتها السائدة، وفى النهاية برزت حضارة مصر فى ذلك العصر بسماتها وشخصياتها الحضارة الآسرة التى فرضت وجودها بمنتهى القوة على ما عداها من حضارات وثقافات أخرى، وأخرجت شخصية مصر الحضارية فى أبهى صورها القوية المقاومة.
وتشهد مدينة الإسكندرية فى الفترة الحالية من عمرها الحضارى المديد والفريد، والذى يزيد على 23 قرنا من الزمان الثرى بالأحداث والإنجازات، اهتماما كبيرا من رأس الدولة المصرية المعاصرة وكل قيادات الحكومة المصرية ببعث وإعادة إحياء ونهضة مدينة الإسكندرية العالمية من جديد.
ومن ضمن ما يتناوله الكتاب المتحف اليونانى الرومانى وهو المتحف الذى تم إعادة افتتاحه منذ أيام قليلة، ويقول كتاب «سر وسحر الإسكندرية»، إن المتحف من أهم وأعظم متاحف منطقة حوض البحر المتوسط بأسرها، ويتمركز فى أقدم الشوارع الأثرية الأساسية لمدينة الإسكندرية، تلك المدينة عالمية الطابع، والتى تعد حلقة الوصل بين اليونان ومصر قديما، ولقد روعى فى التصور الجديد للمتحف طرح أقسام جديدة بالمتحف لخدمة الفكر المتحفى الحديث، حتى يكون مؤسسة علمية منافسة على مستوى عالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة