تشهد الكرة الأرضية كسوفا حلقيا للشمس مساء اليوم السبت الموافق 14 أكتوبر 2023، ويتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر ربيع الآخر لعام 1445 هجريا.
الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ورئيس الرابطة العربية للفلك وعلوم الفضاء، أكد أنه طبقا للحسابات الفلكية التى يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد برئاسة الدكتور ياسر عبد الهادى فإن العالم سوف يشهد اليوم السبت 14 أكتوبر 2023م كسوفاُ شمسياً حلقياً (لا يمكن رؤيته فى مصر)، يُرى ككسوف حلقى فى (أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية – المكسيك – كولومبيا – البرازيل– أمريكا الجنوبية – أمريكا الوسطى).
ويُمكن رؤيته ككسوف جزئى فى (غرب قارة أفريقيا – أمريكا الشمالية – أمريكا الجنوبية – المحيط الباسفيكى – المحيط الأطلنطى – القارة القطبية الشمالية).
وعند ذروة الكسوف الحلقى يغطى قرص القمر حوالى 95.2% من كامل قرص الشمس، وتتفق ذروة هذا الكسوف مع لحظة الاقتران التى تسبق ميلاد هلال شهر ربيع الآخر لعام 1445هـ والتى تكون فى تمام الساعة 5:59:32 مساءً بالتوقيت العالمى (8:59:32 مساءً بتوقيت القاهرة)، وعند هذه اللحظة تظهر الشمس كأنها حلقة من النار تحيط قرصاً أسود هو القمر.
ويحدث الكسوف الحلقى عادة عندما يكون القمر فى أوج مداره حول الأرض، حيث يتيح ذلك مرور جزء من أشعة الشمس من حواف قرصه لتصل إلى الأرض.
وأشار المعهد القومى للبحوث الفلكية، إلى أنه سوف يستغرق الكسوف منذ بدايته وحتى نهايته 5 ساعات و52دقيقة تقريباً بينما يستغرق الكسوف الحلقى مدة قدرها 5 دقائق و17.2 ثانية، موضحا أن الكسوف الحلقى التالى سوف يحدث فى 2 أكتوبر2024م.
وفى نفس السياق، كشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها أن الكرة الأرضية تشهد اليوم السبت 14 أكتوبر 2023 كسوفا حلقيا للشمس غير مشاهد فى السعودية أو الوطن العربى ما بين الساعة 06:03 مساء إلى 11:55 مساء بتوقيت مكة وستكون الشمس مغطاة بنسبة 95% فى كسوف حلقى يستمر لمدة 5 دقائق و17 ثانية ويغطى مساراً واسعاً يصل عرضه إلى 187 كيلومتراً وهو الكسوف الثانى والأخير هذا العام.
وأشار التقرير إلى أن الكسوف الحلقى سيكون مرئياً فى الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وسيكون الكسوف فى شكلة الجزئى مرئياً فى معظم أنحاء الأمريكتين.
وأضافت : يجب عدم الخلط بين الكسوف الحلقى وبين الكسوف الكلى حيث يغطى القمر الشمس بالكامل اما أثناء الكسوف الحلقى يكون الحجم الظاهرى للقمر صغيراً جداً بحيث لا يمكن تغطية الشمس بالكامل، وذلك نتيجة للمدار الإهليلجى للقمر، فعندما يمر القمر أمام الشمس تظل حلقة مرئية " حلقة النور" فى السماء بالرغم من ذلك يبقى حدثاً فلكياً رائعاً جداً.
وخلال هذا الكسوف سيكون قطر الشمس الظاهرى أكبر بنسبة 0.3% من المتوسط وسيكون القمر بعد 4 أيام فقط من وصوله نقطة الأوج مما يجعل حجمه الظاهرى صغيراً إلى حد ما عند الذروة العظمى للكسوف الحلقى وسيكون قطر القمر الظاهرى أصغر بنسبة 4.2% من المتوسط وهذا ليس كبيراً بما يكفى لتغطية الشمس ولهذا السبب يعد هذا كسوفاً حلقياً.
وسيصل الكسوف الحلقى إلى اليابسة فى ولاية أوريغون الأمريكية فى حوالى الساعة 07:18 مساءً بتوقيت مكة ثم سيقطع الجزء الشمالى الشرقى من كاليفورنيا قبل العبور إلى نيفادا ويوتا وأريزونا ويمر مباشرة فوق ألبوكيرك فى حوالى الساعة 07:37 مساءً بتوقيت مكة ثم يعبر نيو مكسيكو وتكساس ويصل إلى الخليج عند كوربوس كريستى الساعة 07:58 مساء بتوقيت مكة.
أما فى المكسيك وأمريكا الوسطى يصل المسار الحلقى إلى يوكاتان شمال كامبيتشى عند الساعة 08:24 مساءً بتوقيت مكة، ثم يمر مباشرة فوق مدينة بليز فى الساعة 08:34 مساءً بتوقيت مكة ثم يعبر إلى هندوراس، ويصل إلى اليابسة حوالى الساعة 08:41 مساءً بتوقيت مكة، ثم نيكاراغوا الساعة 08:48 مساءً بتوقيت مكة، ثم يعود فوق منطقة البحر الكاريبى الساعة 08:56 مساءً بتوقيت مكة.
وحافة مسار الكسوف الحلقى ستمر بالساحل الشرقى لكوستاريكا ثم إلى بنما عند حوالى الساعة 09:06 مساءً بتوقيت مكة، مع وصول المسار المركزى للكسوف إلى البر الرئيسى عند الساعة 09:10 مساءً بتوقيت مكة ويمر قبالة شاطئ بونتا مالا عند الساعة 09:16 مساءً بتوقيت مكة.
أما فى أمريكا الجنوبية يصل مسار الكسوف الحلقى إلى الساحل الكولومبى بدءاً من حوالى الساعة 09:24 مساءً بتوقيت مكة، ويمر فوق تولوا الساعة 09:32 بتوقيت مكة، ثم يعبر إلى البرازيل عند حوالى الساعة 09:56 مساءً بتوقيت مكة. ثم يعبر مباشرة فوق البرازيل ويمر ببيكوس حوالى الساعة 10:43 مساءً بتوقيت مكة ثم يصل إلى الساحل جنوب ناتال الساعة 10:46 مساءً بتوقيت مكة وينتهى الكسوف فى شكله الحلقى بعد لحظات فقط فى المحيط الأطلسى.
سيختبر الراصدون ضمن مسار الكسوف المركزى انخفاض ضوء النهار عندما يمر ظل القمر مما يؤدى إلى انخفاض درجة حرارة الهواء ببضع درجات.
خارج مسار الكسوف الحلقى سوف يرصد الكسوف فى شكله الجزئى فى مساحة وسيكون الكسوف الجزئى مرئياً فى معظم أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية إضافة إلى أقصى قارة إفريقيا مع غروب الشمس، علماً بأن المناطق الأقرب لمسار الكسوف الحلقى ستشهد كسوف جزئى بنسبة أكبر ولكن تقل النسبة كلما ابتعدنا عن ذلك المسار.
إن رصد كسوف الشمس الحلقى يحتاج لتجهيزات رصد خاصة من أجل سلامة العين فحتى جزء من الشمس بنسبة 5% يمكن أن يكون ساطعاً بشكل يعمى البصر لذلك يجب استخدام نظارات الكسوف التى تمنع أكثر من 99.99 % من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء أو الفلاتر (المرشحات) الخاصة بالشمس للتلسكوبات والمناظير والكاميرات والتى تظهر كقرص برتقالى أو أبيض فى السماء.
هناك الكثير لتجربته أثناء الكسوف الحلقى منها التغيرات فى أصوات العصافير وأصوات الحشرات فمن المعروف أن الحياة البرية تستجيب لانخفاض ضوء الشمس ويمكن باستخدام التلسكوبات المزودة بفلتر خاص بالشمس مشاهدة حبيبيات رائعة من ضوء الشمس " خرزات بيلي" تتلألأ عبر الجبال القمرية خاصة حول القطبين الشمالى والجنوبى للقمر.
إضافة لذلك سيستغل كسوف الشمس لإجراء تجربة علمية ضمن مسار الكسوف الحلقى فى المنطقة القطبية لدراسة طبقة الايونوسفير فى الغلاف الجوى لكوكبنا باستخدام هوائيات ضمن شبكة من مشغلى الاتصالات اللاسلكية لاختبار قوة وصول إشارات الترددات العالية كمقياس لتحديد تأثير الكسوف على الغلاف الجوى للأرض لمعرفة مقدار تأثر طبقة الايونوسفير بكسوف الشمس ومدة بقاء ذلك التأثير ومقارنة النتائج بالكسوفات السابقة والقادمة.
جدير بالذكر انه سيتبع هذا الكسوف الحلقى للشمس بعد أسبوعين خسوف جزئى للقمر فى 28 أكتوبر (13 ربيع الأخر 1445) وسيكون مشاهداً فى سماء السعودية والوطن العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة