وأضاف البنك، في تقديرات أولية له نشرتها القناة السابعة الإسرائيلية، إنه أخذ في اعتباره النداء الكبير والواسع النطاق لاستدعاء 300 ألف جندي احتياط، يتعين عليهم ترك وظائفهم، للخدمة في أكبر تعبئة منذ حرب "يوم الغفران" عام 1973، عندما استدعت إسرائيل وقتذاك 400 ألف جندي احتياطي، واضطرت إلى إصلاح البنية التحتية والمنازل وأجزاء من الجيش، وتكاليف استمرت لعدة سنوات من أجل إعادة تأهيل الجنود الذين خرجوا من الحرب بإعاقة ورعاية أسر الجنود الذين سقطوا في الحرب.

ومن الواضح، أن تقديرات البنك استندت حسب بيانه على قرار الحكومة استدعاء 300 ألف جندي فقط، للاحتياط، قبل أن تستدعي يوم الثلاثاء، 360 ألف جندي إضافي، وهو ما يرفع تكلفة الحرب. 

وقال مودي شفرير كبير الباحثين الاستراتيجيين في بنك (هبوعليم): "في الوقت الحاضر، من الصعب جدًا معرفة كيف ستتطور الحرب، وما إذا كانت ستؤدي إلى غزو بري لأجزاء من قطاع غزة يتستغرق عدة أسابيع، أو ما إذا كانت ستتسع الحرب لتشمل الجبهة الشمالية (لبنان)، ومدى الفترة التي سيتم فيها استدعاء الجنود". 

وأضاف: "في الوقت الحاضر يمكن الافتراض (بتقدير تقريبي للغاية) أن تكاليف الحرب الحالية ستبلغ ما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعني زيادة في عجز الموازنة بما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة القادمة".

وقال بنوك هبوعليم، إنه استند في تقديراته جزئيا إلى التكاليف خلال الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل. وقدرت تكاليف حرب لبنان الثانية عام 2006، والتي استمرت 34 يومًا، بنحو 9.4 مليار شيكل (2.4 مليار دولار)، أو 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لمعهد دراسات الأمن القومي. وقدرت تكلفة عملية الرصاص المصبوب من (ديسمبر) 2008 إلى (يناير) 2009 بنحو 3.3 مليار شيكل (835 مليون دولار).

وقال مودي: "تُظهر التجارب السابقة أن تأثير الحرب على الناتج المحلي الإجمالي من المتوقع أن يظهر بشكل رئيسي في أرقام الاستهلاك الخاص والسياحة، لكن التعبئة الكبيرة للغاية لقوات الاحتياط والتقدير بأن الحرب الحالية ستستمر لأسابيع عديدة، من المتوقع أن تؤدي إلى المزيد من الخسائر مقارنة بالحروب السابقة".

وقال البنك إنه منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" قبل أربعة أيام وإعلان إسرائيل حالة الحرب، انخفضت الأسهم والسندات المحلية، ولا تزال العديد من الشركات والمدارس في إسرائيل مُغلقة، بينما أوقفت شركات الطيران معظم الرحلات الجوية إلى "تل أبيب". 

وأكد هبوعليم إنه على الرغم من قرار البنك المركزي الإسرائيلي بيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من العملات الأجنبية لدعم الشيكل ومنع انهياره، إلا أن الشيكل تراجع بأكثر من 2% خلال اليومين الماضيين ويتم تداول الدولار الآن بنحو 3.95 شيكل. 

وسلط البنك الضوء على تحذير صندوق النقد الدولي اليوم من أن الاقتصاد العالمي سيواجه حالة جديدة من عدم اليقين بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس ويمكن أن يسفر ذلك عن تداعيات على الشرق الأوسط وخاصة على أسعار النفط.