تمر اليوم ذكرى رحيل الخليفة العباسى الشهير المعتصم بالله، والذى توفى يوم 5 يناير عام 842 ميلادية، وهو ثامن الخلفاء العباسيين، ولد سنة 179 هجرية وتوفي بمدينة سامراء في 18 من ربيع الأول سنة 227 هجرية (4 من فبراير سنة 842 ميلادي)، وكان في عهد أخيه المأمون واليًا على الشام ومصر، وكان المأمون يميل إليه لشجاعته فولاّه عهده، وفي اليوم الذي توفي فيه المأمون بمدينة طرسوس بويع أبو إسحاق محمد بالخلافة ولقب بالمعتصم بالله، في 19 من رجب سنة 218 هجرية (10 من أغسطس سنة 833 ميلادي.
أكمل المعتصم خطوات أخيه المأمون في القضاء على الثورات الداخلية التي استعصت عليه، إذ تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوب العراق تمكن من القضاء عليها القائد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجريًّا وأجلاهم المعتصم إلى الأناضول.
ولعلّ قضاءه على ثورة بابك الخرمي، التي أسست دولة شاسعة في أذربيجان وجوارها منذ عهد المأمون كانت من أبرز أعماله؛ إذ إن بابك الخرمي قد مزج بين الإسلام والمجوسية، وأسس الخرمية هجينًا وعمد إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية ما ساهم في بقائه عصيًا على الدولة العباسية عشرين عامًا، قضا عليها القائد حيدر بن كاوس "الأفشين".
ثم قامت ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم وهو شيعي على المذهب الزيدي، إذ كان مقيمًا بالكوفة، ثم خرج منها إلى الطالقان بخراسان يدعوا إلى الرضا، فاجتمع إليه أناس كثر، فاهتم لأمره عبد الله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان وبعث له جيوشًا، وقامت بين الفريقين وقعات بناحية الطالقان انتهت بهزيمة محمد بن القاسم وفراره إلى كور خراسان في مدينة نسا غير أن واليها أمسك به وبعثه إلى المعتصم فقام الخليفة بحبسه، غير أنه تمكن من الفرار من السجن بمساعدة مجموعة من أنصاره، ولم يعرف عنه أي خبر بعد ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة