يا لها من جملة معبرة ومؤثرة وكأنها درس كامل، فبالفعل سيرة الإنسان تبقى حتى بعد وفاته وفنائه من الدنيا، فكلنا راحلون، لكن قليلون هم من يتركون سيرة حسنة تظل لأعوام وأعوام.
رحل علام عبدالغفار الراقى بأخلاقه وتعاملاته الجميلة بين زملائه وأحبابه، رحل بجسده لكن وعلى ما يبدو أن ذكراه وسيرته الحلوة لم ولن ترحل، رحمة الله عليك يا صديقى الجميل، وبقدر ما حزنت على فراقك يا علام على قدر ما سعدت أن هناك من استطاع أن يترك ذكرى عطرة لدى جميع أو أغلب من يعرفونه أو لا يعرفونه، إنه حقا لأمر شديد الصعوبة أن تظل على عهدك مع الله، ومع قلبك بأن تحيا دون أن تترك أذى أو جرحا فى قلب أحدهم «قد مات قوم وما ماتت مآثرهم وعاش قوم وهم فى الناس أموات».
إن الأثر الطيب الذى يتركه المرء بعد وفاته هو عمْرٌ آخر، فبه يُذكر، فيثنى عليه، فيكون سببا لعفو الله تعالى عنه، ويدعى له بسببه، فيقبل الله تعالى دعوة الداعين ويكرمه بحسن المآب، ويعمل الناس بعلمه أو ما تركه من خير لوجه الله، فيجرى له ثواب العاملين، كأنه لم يزل يعيش ويعمل، علام عبدالغفار كان يتحلى بدماثة الخُلق وكثرة الصلاة، وفعل الخير، والقرب ممن يعرفه ومن لا يعرفه، عُرف بمحبته للناس وفعل الخير لهم، عُرف بعفة اللسان وطيب القلب، ها هو فارقنا لجوار ربه إن شاء الله فى جنات ونهَر، فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة