محمود شاكر

لم أتخيل أنها النهاية يا صديقى الغالى.. إلى جنة الخلد يا علام

الثلاثاء، 24 يناير 2023 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى إن كانت تلك الكلمات توفى حقك أم لا، فأنت الآن أصبحت فى دار الحق، ادعوا الله أن يجمعنا على خير، كنت محبا صادقا أمينا متحملا مسئولية كبيرة، مراعيا لظروف الجميع ولا تألوا جهدا فى سبيل الدعم والتطوير الدائم . 
 
علام .. اسم أفضل من عملت معهم من رؤوساء أقسام المحافظات على مدار 12 عاما، فقد كنت ماهرا خبيرا موجها ناصحا أمينا مرشدا، صفات جميعها كانت تتوافر فيك، شهادة حق أنك سميت علام وكان لك من اسمك نصيبا فكنت علاما بالكثير والكثير .
 
نودعك بالدموع والدعاء، وأتذكر لك العديد من المواقف، حينما كانت والدتى بالمستشفى وكنت أقصر فى الإرسال للأخبار، فكانت مكالمتك لى أتذكرها كاملة بكل كلمة فيها " نجم المنوفية مالك نعست لية، شد كدة، هو فى حاجة عندك ولا اية "، فكانت إجابتى "والدتى فى العناية المركزة" ليرد دون أى تفكير "خليك معاها وأوعى تسيبها ومتشغلشى بالك بالشغل ولا أى حاجة ولو احتاجت أى حاجة كلمنى على طول، أمك حياتك خليك تحت رجليها"، عبارات كانت وستظل تدوى فى أذنى، فقد شاهدت حبه لأمه الذى كان فى فترته الأخيرة يتذكرها دائما ويتذكر حبها له وكأنه يوجه رسالة لنا جميعا بأنه أقترب موعد اللقاء لها .
 
مواقف كثيرة أتذكرها كانت وستظل محفورة فى ذاكرتى، فى زياراتى للبيت الكبير اليوم السابع، كانت مقابلتك الطيبه بابتسامه نقيه صادقه، وبعبارة حب " عامل أية يامنوفى والمنوفية عاملة أية، هتشرب اية يلا علشان اجيبلك، ويرفع سماعه التليفون هات نسكافيه للمنوفى، يلا شوفلك جهاز اشتغل من عليه، افتحلة جهاز يا قنديل"، لم يتعامل معنا على أنه رئيس للقسم ولكن كان علاقة الأخوة تربطنا به، فكنت اعمل معه وعندما يرى الاستاذ عبدالفتاح عبدالمنعم رئيس التحرير التنفيذى "الغالى" كما كان يلقبه يقول لى "يلا روح سلم على الغالى وتعالى"، وكانت عبارات الثناء من الغالى كما أطلق عليه، يقول لى "اسمع كلام علام ومتتعبوش" عبارات الحب والمودة كانت وستظل دائما . 
 
علام .. كنت أنت مصدر كبير للتنويع فى اخبارنا وقصصنا الخبرية، فكانت عبارتك "اللى معندوش أفكار يجيلى خاص وأنا أديله مئات الأفكار"، فكنت فى الكثير من الأحيان اتصل "ياريس أنا فلست مش عارف اعمل إيه.. يقولى اعمل عن كذا وكذا وكذا فى أفكار متنوعة تحقق التميز والانفرادات، وبها فعلا كنا نحقق التميز والانفراد فى الكثير من الأحيان .
 
هساعدك متقلقش، كلمتين كانوا دائما يرددهم لي عندما يرى أننى قد خارت قواى، أو أننى تخاذلت فى العمل، فكان دائما عندما يجدنى اقصر، اجد رسالته " مسا مسا عليك مختفى ليه كدة متزعلنيش منك " فى عبارة تكاد تحرك الحديد، وتكون دفعة للامام فاعمل دون أى تفكير، شهادته لى كانت دائما تتردد فى أذنى "أنت خامة للصحفى المتميز بس متقصرش فى شغلك".. لن أنسى تلك العبارات وسأظل أتذكرك ياصديقى الصدوق، والذى كنت أفصح له عن العديد من الأسرار بينى وبينه، فكان حائطا منيعا وحماية كبيرة فى اسوء اللحظات التى مررت بها . 
 
أتذكر عندما تعرضت لحادث سيارة أصبت بعدها بكسر فى قدمى وجروح متفرقة بالرأس والجسم، قال لى بالحرف "خلى بالك على نفسك الأول وهترجع أحسن من الأول.. إجمد كده"، فكانت تلك العبارات أشبه بدفعة اكبر إلى الأمام فكنت اجتهد رغم إصابتى فى الا اقصر فى ارسال الاخبار حتى يكون فى اضل الاماكن والا يقع منه اى اخبار فى محافظتى .
 
لقد انتهت الدنيا والتقيت اليوم مع أمك الحنونه التى كنت تتمنى أن تراها سترافقها فى الجنه إن شاء الله، وستظل ابتسامتك التى عهدناها، صورة لن ننساها، وسيكون مرضك الذى عانيت منه لأسابيع هو طهرك لدخولك الجنه إن شاء الله .. الله يرحمك يا صديقى ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة. 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة