أحمد مرعى

السماء تختار أصحاب القلوب الطيبة والبسمة الصافية.. وداعاً علام عبد الغفار

الثلاثاء، 24 يناير 2023 01:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكثر من 12 سنة صداقة وأخوة ومحبة فى اليوم السابع، كان خفيف الظل وخفيف الروح ورحل خفيفاً، دخلت قسم الحوادث بعد ثورة 25 يناير بشهرين وكان من أول المرحبين بي.. وقال لي "الصعايدة زادوا واحد فى اليوم السابع"، كان يعلم عشقي لأهلى وحرصى على العودة لأحضان أمى وأبي رغم قراري بالعيش فى القاهرة من 2010، علام عبد الغفار وقتها كان نائب رئيس قسم المحافظات وأصبحنا أصدقاء مقربين ويومياً ما نقضي الشيفتات المسائية مع فريق الحوادث والمحافظات من الصعايدة.. وبدأ فكرة تنقلات الصعايدة من القاهرة لمحافظاتهم بعد خبرتهم فى صالة التحرير ليطور بها قسم المحافظات.. وبالفعل نجحت التجربة مع الزملاء عبد الله صلاح فى أسوان وعماد عرفه فى البحر الأحمر.. وبعدها حان دورى وظل عام كامل يقنعني بالعمل فى الأقصر مراسلاً بجوار أسرتى ووالدتى التى بدأ المرض يؤرقها ورحلات علاج القاهرة ترهقها.

فى مايو 2015 قررت العودة بين أهلى فى الأقصر لأكون مدير مكتب اليوم السابع بالأقصر، وكان أكبر داعم لي كرئيس قسم المحافظات.. قال لي وقتها: "أنا مش هعاملك مراسل انت استاذ ورئيس قسم.. وواثق إنك هتورينا الأقصر بشكل تانى"، طوال 8 سنين فى الأقصر عمره ما حسسنى إنه رئيسي في الشغل.. كنا أصدقاء وأخوة وكان دوماً يشاركنى فى كافة القرارات مع الزملاء بباقي المحافظات.. وكنا نتابع يومياً مستويات كل زميل بمختلف المحافظات.. كان يقول: "انت دراعى اليمين فى الشغل.. لو عندى 26 زيك فى المحافظات كنت كسرت الدنيا، وذلك رغم تقصيري الدائم لظروف مرض أمي بالسرطان"، وبعد وفاة والدتى لم يجهدنى فى العمل طوال الفترة الماضية ويعلم الظروف النفسية التى أمر بها بعد وفاتها، وحتى وصل قطار علام لمحطته الأخيرة لم يتوقف عن دعمى ودعم كل زملائي بالمحافظات.. أصحاب القلوب الطيبة يرحلون سريعاً.

مواقف علام مع الجميع لا تنتهى.. أتذكر وقت سرقة حقيبتى ومحتوياتها وكل أموالى وقتها، بعدها بدقائق فوجئت بإرساله مبلغ مالى من ماله الخاص لي.. وعندما سألته قال لي: "احنا اخوات يابنى مشي بيتك وظبط عيالي بالفلوس دي ومش عاوزها متقلقش"، ربنا يرحمك ياصديقي الغالى.

طوال 12 سنة لا تجد علام عبد الغفار إلا وهو شاب بشوش يضحك ويبتسم ويواجه كل الظروف بالضحكة، رحمة الله عليك ياصديقي وأخي الغالي.. رحمة الله عليك يا ريس.. رحمة الله عليك يا أعز الأحبة

حقاً.. السماء تختار دوماً أصحاب القلوب الطيبة النقية ويرحلون سريعاً.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة