لا يزال 12 نائبا برلمانيا فى لبنان، معتصمين داخل مبنى البرلمان فى بيروت، بينما لم تلح فى الأفق أى بوادر لحل أزمة الفراغ الرئاسة التى دخلها لبنان منذ ثلاثة أشهر، دون جدوى من محاولات التصويت طيلة 11 جلسة برلمانية لانتخاب مرشح يمكن الدفع به ليحل محل الرئيس السابق ميشال عون، وبالمقابل رئيس البرلمان نبيه برى لم يدع للجلسة الانتخابية الحادية العشرة فى ظل تلويح عدد من النواب بمقاطعتها.
وقام النواب الذين ينتمون معظمهم لكتلة التغيير، باعتصامهم لليوم الثالث على التوالى، وذلك على خلفية فشل البرلمان فى الاستقرار على اسم من سيخلف الرئيس السابق ميشال عون حتى الآن، من بينهم ملحم خلف ونجاة صليبا وسينتيا زرازير وفراس حمدان وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري وسليم الصايغ وأديب عبد المسيح والياس جرادة وبولا يعقوبيان ووليد البعريني، البقاء داخل مقر البرلمان لحين الإعلان عن عقد جلسات مفتوحه متصلة داخل المجلس لا تنتهى إلا بانتخاب رئيس جديد للبلاد.
استفزاز المعتصمين
أظهرت تداعيات الاعتصام النيابي، وفق صحيفة "النهار" اللبنانية الذي ينفذه النواب منذ يوم الخميس الماضي، أن المأزق الرئاسي وأزمة الشغور يصعب حلها وأن التحرك الداخلي منفرداً لا يكفى ولذا تحول الاعتصام ولو مع حركة تضامن يستقطبها إلى محاولة اختراق إعلامية ومعنوية ولكنها لم تخترق الانسداد السياسي في أي شكل.
ومن جانبه، عزف رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة لجلسلة انتخابية ، بل إن دعوته اللجان النيابية المشتركة الى جلسة الخميس المقبل، وهو اليوم المعتاد لانعقاد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية أصداء وانطباعات ومواقف سلبية لكونها بدت استفزازاً للنواب المعتصمين واستهتاراً بحركة الاعتراض على نمط إدارة الجلسات الانتخابية الذي يتبعه بري.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى الياس بو صعب: "علمت من الرئيس بري أنه مستعد لإلغاء جلسة اللجان المشتركة وأي جلسة أخرى لتحديد جلسة رئاسية إذا لمس بوادر تفاهم أو مخرج لانتاج رئيس
وأكد بوصعب، أن جلسة اللجان ليست بديلاً عن جلسة الانتخاب بل مسعى للتشريع وتسيير عمل المجلس، ولكن ذلك لم يحجب تصاعد مستوى التعقيد في أزمة الاستحقاق الرئاسي في ظل دوامة استعصاء التوافق السياسي أما على خوض معركة انتخابية تفتح عبرها الجلسات ولا تبقىِ رهينة كسر النصاب في كل دورة ثانية انتخابية، وأما التوافق على اسم يحظى بمساحة واسعة من التأييد والدعم بما يشكل المظلة السياسية للذهاب الى انتخاب الرئيس الجديد.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي فى لبنان قد تداولوا صورا للنواب المعتصمين وهم يجلسون، في الظلام داخل مبنى البرلمان مستخدمين إضاءة هواتفهم المحمولة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما شهد محيط المجلس النيابي تحركاً شعبياً لمساندة النواب المعتصمين في البرلمان.
ومن جانبه، قال النائب ملحم خلف أنه سيبقى داخل مجلس النواب مع النائبة نجاة عون صليبا لحين انتخاب رئيس جديد، معللا ذلك بأنه التزام بالمواد الدستورية ودفعا لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وأضاف خلف، أنه يشعر بالخجل من نفسه وهو نائب منتخب حينما يطالبه المواطنون بالكهرباء والمياه والخبز وحليب الأطفال، معتبرا أن ما يحدث في المجلس هو مشهد عبثي يتكرر فيه العجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة