المحراث البلدى يحافظ على وجوده بقرى الشرقية.. حكاية العم "عبد العظيم" 40 عامًا قضاها بالعمل عليه فى حصاد المحاصيل الزراعية.. ورثه عن أبيه منذ كان أجره 3 جنيهات للقيراط .. ومفتش آثار: المحراث يعود للعصر الفرعونى

السبت، 21 يناير 2023 08:00 م

الشرقية- فتحية الديب

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

40 عاما قضاها العم "عبد العظيم" محافظا على مهنته التي ورثها عن أبيه ، العمل على المحراث البلدي القديم، فترة حصاد المحاصيل الزراعية بغيطان الشرقية، متماسكا بتراث الأجداد الذى ورث منهم كيفية تشغيل المحراث البلدي بالمواشى والطريقة التي يتعامل بها أثناء تشغيل المواشى، حتى أكرمه الله وتزوج وأنجب أربعة أبناء ذكور أحسن تربيتهم جميعا من مهنته، التى يعتز بها ويرجعها لزمن القدماء المصريون، وأنه بالرغم من هجر بعض المزارعين لاستخدام المحراث البلدي و استبداله بالآلات الحديثة فى الحصاد، لكنه مازال متمسك بمحراثه يرى أنه يحافظ على الأرض ويساهم فى زيادة إنتاجية المحصول ويوفر فرص للعمالة اليومية بالحقول.

يستيقظ العم" عبد العظيم" مع خيوط الفجر منتظرا إشراقة نسمات الصباح، ليتجه إلى غيطان الشرقية، للعمل على محراثه البلدى فى مواسم حصاد الفول السوداني والبطاطس، وفي غير موسم الحصاد يعمل عامل زراعي باليومية.

"اتولدت لقيت نفسى فيها ودى من ريحة أبويا" بعفوية وكلمات بسيطة غير مرتبة سرد العم " عبد العظيم إسماعيل رجب" ابن مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، لـ"اليوم السابع" رحلته مع المحراث البلدي القديم، قائلا: تعلمت العمل على المحراث فى العاشرة من العمر، طلعت لقيت أبويا شغال عليه وكان محبوب بين الفلاحين فعكف على تعليمى وتدريبى على كيفية إستخدام المواشي للعمل على المحراث البلدي وإستخراج المحاصيل الزراعية من باطن الأرض بطريقة سلمية.

شارحا لنا، تكوين المحراث البلدى من عمود خشبي، يضع على الحيوانات ويرتكز عليه " سلاح المحراث" المصنوع من المعدن، ويتم إستخدام المحراث بواسطة بقرتين يتم تدريبهما من الصغر على الحرث والسير في خطوط فى الأرض وتسمى" المواشي الحارتة"تقوم بتقليم وحرث الأرض وتكون البداية 6 خطوك حتى تعرف الأبقار السير وأداء مهامها بالاشارة فقط و، ويتم تدريبها كل نصف ساعة يوميا قبل عملية الحرث، منوها أن العديد من المزارعين هجروا المحراث البلدى، مستخدمين الآلات الحديثة بسبب التطور الذى تشهده الحضارات بمراحل مختلفة، وذلك لسهولة الآلات الحديثة ، لكن المحراث البلدي ،أفضل فى عملية جمع المحصول وتقليم الأرض لكونه يحسن التربة ويزيد من انتاجية المحصول، بعد عملية العزق كما أنه يعمل على تنقية الأرض من الحشائش ، فضلا عن توفير مصدر رزق للعمالة اليومية.

واستطرد الرجل الخمسينى، قائلا: بعد وفاة والدى بدأت رحلتى فى الاعتماد على الذات فى تدوير المحراث البلدي و تزوجت ورزقني الله بأربعة ذكور ربتهم جميعا من عملى على المحراث البلدى، وأسعى يوميا على توفير قوت يومى، بالذهاب فى السادسة صباحا إلى غيطان الشرقية للمشاركة فى حصاد محصول البطاطس، والعمل ضمن العمالة اليومية فى الأيام الغير متاح فيها الحصاد.

ينتظر" العم عبد العظيم" مواسم حصاد محصول البطاطس بشغف كبير لكونه يمثل مصدر رزق له، مستخدما محراثه البلدى فى إستخراج البطاطس من الحقول بأجر 50 جنيه على مساحة القيراط الواحد، ويقضى فى حصاد الفدان أكثر من 5 ساعات، كل أمنيات العم" عبد العظيم" تنحصر فى دعواته الله يوميا بالستر والعافية لكى يظل محافظا على تراث الأجداد.

ومن جانبه قال " الوجيه عمران" مفتش آثار مدير الوعى الاثرى بالشرقية، ل" اليوم السابع" المحراث البلدي من أقدم الآلات الزراعية التى عرفها الإنسان منذ أن استئناس الحيوانات واستغلها فى الحمل والجر والزراعة، وقد تطور شكل وأداء المحراث بتطور الحضارات المختلفة، و المحراث البلدي تجره الحيوانات ويستخدم فى الزراعة البدائية وهو نوع من المحاريث الحفارة التى تثير الطبقة السطحية لعمق بسيط دون ان تقلبها ولا زال يستعمل في الحرث فى النجوع والقرى بمحافظة الشرقية وخاصة فى مواسم حصاد المحاصيل الزراعية مثل البطاطس والفول السوادنى، منوها أن النقوش الفرعونية فى مختلف المعابد أشارت إلى إستخدام قدماء المصريون إلى المحراث البلدي فى الزراعة وكان يطلق عليه المحراث الفرعونى.