وقالت ماتفيينكو -عقب اجتماع عقدته مع دا سيلفا خلال زيارتها: "لقد قمت بتسليم رسالة خطية من الرئيس الروسي إلى رئيس البرازيل.. وأكدت أيضا (لرئيس البرازيل) أن موسكو تتطلع إلى زيارته بمجرد أن يسمح جدوله الزمني ويمكنه القيام برحلة إلى روسيا".

وشددت ماتفيينكو -بحسب ما نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية- على أن مشاركة الوفد الروسي في حفل تنصيب الرئيس البرازيلي كانت بادرة احترام وإشارة إلى أن "روسيا عازمة على مواصلة تطوير العلاقات مع البرازيل الصديقة".

وتابعت قائلة إنه "رغم جدول أعماله المزدحم للغاية، وجد الرئيس البرازيلي وقتًا لمقابلتنا"، مشيرة إلى أن الاجتماع في الأصل كان من المقرر أن يكون "اجتماع بروتوكول.. لكن في الواقع تحدثنا لمدة ساعة تقريبًا، وكانت محادثة مفيدة للغاية تضمنت مجموعة واسعة من قضايا العلاقات الثنائية".

وأضافت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي قائلة: "نتذكر جيدًا الأوقات التي كان فيها الرئيس الحالي المنتخب حديثًا لولا دا سيلفا في منصبه (المرة الماضية)، حيث كانت لدينا علاقات هادفة وبناءة للغاية بين بلدينا في ذلك الوقت وصلت إلى مستوى من الشراكة الاستراتيجية.. نتذكر أيضًا أن الرئيس لولا دا سيلفا كان أحد مؤسسي مجموعة البريكس، والآن أصبحت رابطة معترف بها دوليا ذات سلطة كبيرة تطمح العديد من الدول للانضمام إليها".

ومن جانبه، أكد لولا دا سيلفا استعداده لإعادة ضبط العلاقات الروسية-البرازيلية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، ودعم فكرة إطلاق لجنة ثنائية رفيعة المستوى بين البلدين، والتي لم تجتمع منذ عدة سنوات، وفقا لتصريحات ماتفيينكو.

وأوضحت ماتفيينكو أن "لولا دا سيلفا أكد خلال الاجتماع استعداده واهتمامه بإعادة ضبط العلاقات الروسية-البرازيلية من حيث زيادة التعاون التجاري والاقتصادي في العلوم والهندسة والبيئية وغيرها من المجالات، كما أيد فكرة الإسراع في إطلاق لجنة رفيعة المستوى، والتي للأسف لم تجتمع منذ سنوات لعدة أسباب، بما في ذلك الأسباب الشخصية".

ولفتت ماتفيينكو إلى أن لولا دا سيلفا "وعد بإضفاء الطابع الرسمي على تعيين رئيس مُشارك للجنة (من الجانب البرازيلي) في أقرب وقت ممكن، ووافق على أن تجتمع اللجنة لعقد اجتماع في أقرب فرصة ممكنة"، مع العلم أن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين هو ممثل الجانب الروسي في اللجنة المشتركة بين موسكو وبرازيليا.

وقالت ماتفيينكو إن الرئيس البرازيلي رحب أيضا بفكرة تفعيل مجلس الأعمال الروسي-البرازيلي "الذي يعمل بفعالية كبيرة مع الشركات في كل من روسيا والبرازيل ويقيم الاتصالات والروابط بين البلدين"، مؤكدة أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تتطور بشكل ديناميكي للغاية.. ونأمل أن نصل هذا العام إلى مستوى يبلغ نحو 9 مليارات دولار".


وأكد رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أنها ستنقل إلى بوتين المقترحات التي قدمها لولا دا سيلفا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتعاون بين البلدين في إطار مجموعة "بريكس"، وهي الرسالة التي أوصلتها للرئيس البرازيلي في نهاية اجتماعهم.
وأوضحت ماتفيينكو أن الرئيس البرازيلي، باعتباره أحد مؤسسي مجموعة البريكس، يدرك جيدًا أهمية تلك المنظمة كواحدة من مجموعات التكامل الاقتصادي "والتي حازت بالفعل على إشادة واسعة باعتبارها مراكز قوية جدًا في عالم متعدد الأقطاب".

وعن حالة الرئيس البرازيلي المنتخب حديثا في يوم تنصيبه، قالت ماتفيينكو إنه "بشكل عام في حالة جيدة ومزاج جيد.. لقد تمكن بالفعل من تشكيل حكومة وهو مستعد للتفاعل بنشاط مع بلدنا، وهو ما كنت سعيدة للغاية لسماعه، خاصة أن كلاً من روسيا والبرازيل لديهما نفس الرؤية للعالم المستقبلي، عالم متعدد الأقطاب وعادل".

ونوهت ماتفيينكو بأن العام المقبل سيكون الذكرى السنوية لمرور 195 عاما على إقامة العلاقات الروسية-البرازيلية "بينما احتفلت البرازيل هذا العام بالذكرى المئوية الثانية لاستقلالها".

وأوضحت قائلة: "هذا دليل على كل شيء، علاقاتنا الثنائية ليست عرضة للتأثيرات الخارجية المتقلبة.. نحن نقدر بشكل كبير سياسة البرازيل الخارجية المستقلة، فهي لا تخضع لأي ضغوط من الخارج، وتحافظ على سيادتها واستقلالها وتدافع عن مصالحها الوطنية.. نحن متشابهون للغاية أيضًا".