أحمد التايب

القضية الفلسطينية.. واستراتيجية اللاءات الإسرائيلية

الأحد، 15 يناير 2023 12:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما يحدث الآن بشأن تطور الصراع الفلسطيني الإسرائيلى في ظل حالة فراغ سياسي وحكومة إسرائيلية تحمل برنامج التطرف والعنصرية يزيد من تفاقم الأوضاع حيث الاقتحامات المتتالية للأقصى والاعتقالات اليومية والتوسع الاستيطانى، والأخطر توسيع دوائر الحرب ورفع وتيرة القرصنة على مقدرات الفلسطينيين، لندق ناقوس الخطر في مقالنا اليوم في ظل تهميش واضح من قبل المجتمع الدولى للقضية للانشغال بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم أجمع من توترات سياسية واضطرابات اقتصادية وتخوفات مستقبلية، من جهة وولاتباع سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع هذا الصراع من جهة أخرى.

فقولا واحدا، التهميش للقضية الفلسطينية يدفع إسرائيل إلى مواصلة الانتهاكات والاستفزازات فى مشهد يُبرهن على الهمجية الصهيونية وإرهابها وعنصريتها البغيضة، بل سيؤدى حتما إلى تفاقم الأوضاع وعدم الاستقرار في المنطقة ككل مما يُنذر باضطرابات في المستقبل، ويجعل الأمور أكثر سخونة، ويُقلل من احترام مسارات السلام والتفاوض، لأنه ببساطة  الشعب الفلسطينى ليس لديه ما يخسره فلن يبخل بدمائه أبدًا، خلاف أن هذا يٌنذر باشتعال المنطقة ككل لأنه في ظل الاستقطاب العالمى الحادث الآن، فسيعمل كل قطب على توظيف القضية الفلسطينية لخدمة صراعه الرئيسى وهنا مكمن الخطر.

لذلك، يجب على المجتمع الدولى أن يعى تماما أن تغافله عما يحدث الآن في  فلسطين يؤدى قطعا إلى استحالة مبدأ "حل الدولتين" لأن التداخل السكاني بين الشعبين الفلسطيني واليهودي نتيجة التوسع في الاستيطان لا يمكن ترسيمه جغرافياً، وأن الهوية الوطنية لا يمكن طمسها بالتجنيس، وبالتالي فإن مشروع حل الدولتين الذى  يعترف به العالم أجمع منذ تم طرحه في الأمم المتحدة عام 1947، والذى قام على أساسه اتفاق أوسلو 1994، سيصبح من المستحيلات.

وأن يعى أيضا أن ما تفعله إسرائيل يأتى ضمن استراتيجيتها القومية التي لا تتغير بتغير الحكومات، وهو الإصرار على  تكريس التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى والقدس، والاعتماد على مجموعة من اللاءات الغير قابلة لأى نقاش أهمها، لا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا لعودة اللاجئين الفلسطينين، ولا لإيقاف الاستيطان الإسرائيلي، ولا لحرمان إسرائيل من المياه العربية، ولا لوجود تحالف عربى استراتيجى يهدد حلمها أو مصالحها.

لذا، يجب أن يتم التفريق بين الاستراتيجية القومية القائمة على عدة اللاءات كما ذكرنا، وبين استراتيجية الإدارة، التي تعتمد على المراوغات والوعود الكاذبة، والقيام بعمليات عسكرية بين الحين والآخر من أجل سياسة الردع، وتعزيز الانقسام بين الأطراف الداخلية والحفاظ على مصادر القوة مقابل الحفاظ على حالة الضعف للفلسطنيين، وبالتالي فلا فرق بين حكومة نتنياهو المتطرفة أو غيرها من الحكومات، فالكل يأتي وفق لاستراتيجية وأهداف كبرى يعمل على تحقيقها وفقا لمعتطيات المرحلة، وما بين العمل على تحقيق الاستراتيجية القومية واستراتيجية الإدارة تحقق إسرائيل ما تريده من توسع استيطانى وتهويد للقدس والسير نحو حلم إسرائيل الكبرى.

وأخيرا.. مها كانت الأمور فمن المؤكد إن حلَّ القضية الفلسطينية أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة شاء المجتمع الدولى أو أبى، وستبقى فلسطين مهما كانت الاستراتيجيات ومهما طال الصراع..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة