حكايات في بيت الطيبين.. اليوم السابع يعيش يوما في دار استضافة مريضات السرطان

السبت، 14 يناير 2023 01:13 ص
حكايات في بيت الطيبين.. اليوم السابع يعيش يوما في دار استضافة مريضات السرطان
كتبت نهير عبد النبى -تصوير أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن تطأ قدمك بيتهن البسيط ستشعر بالدفئ والأمان والونس فجميع أركان البيت معمولة بحب وصدق، تحت سقف هذا البيت حكايات لسيدات يعشن جميعهن نفس الوجع والتخلى من أقرب الناس لديهن ولكن بمجرد أن تغلق عليهم أبواب البيت يتركن كل ما مر في حياتهم من ألم ووجع ويتذكرون شيئا واحدا فقط وهو الونس.
 
 
بيت المحاربات أو بيت العيلة هو اللقب الذى أطلقوه على هذا البيت البسيط  الذى جمع عددا كبيرا من محاربات السرطان من محافظات مصر المختلفة فصاحبات البيت ثلاث من السيدات وهن  "عبلة سرحان ، خضرة عبد المحسن ، و أسماء عثماء"، هن ثلاث أصدقاء قررن بعد بلوغهن سن المعاش أن يساعدوا غيرهن من السيدات مريضات السرطان في إنشاء بيت لإستضافتهم أثناء فترة العلاج في القاهرة  مجانا وذلك لأن أغلب المرضى يأتون من محافظات مختلفة ويعانون دائما من وجود مكان ينتظرون فيه أثناء فترة العلاج. 
 
عاش اليوم السابع يوم كاملا في بيت العيلة كما أطلقوا عليه المحاربات ليعرف حكايات الألم التي تحولت لأمل منذ دخولهم البيت، و قالت حنان السيد إحدى محاربات السرطان الموجودين في الدار، أن اكتشاف مرض السرطان كان صدمة بالنسبة لها لأن والدتها توفت بنفس المرض حيث قالت"أول ما عرفت إن عندى سرطان خوفت وقعدت أعيط وقلت انا هموت لكن اخويا طمنى وقالى إن فيه دلوقتى طرق حديثة للعلاج بس كنت خايفة جدا على ولادى لأنهم صغيرين".
 
وأضافت"لما شعرى وحواجبى وقعوا  بسبب الكيماوى ولادى بدأو يخافوا منى وكانوا بيقولوا احنا خايفين منها ودى كانت أصعب حاجة مرت عليا، واحدة واحدة بدأت أتكلم معاهم واقنعهم ان اللى انا فيه ده بسبب العلاج  وأن شعرى هيطلع وهبقى كويسة، بدأت رحلة العلاج وكان دايما ببايا معايا لان زوجى مسافر برا مصر".
 
 
وتابعت" كنت بزعل أوى من الناس اللى بتخاف منى بسبب السرطان ، لما كنت بروح الكوافير ويعرفوا أن عندى سرطان مكانوش بيرضوا يعملوا لى حاجة، وفى مرة جالى ضيوف مردوش يشربوا عندى حاجة مفكرين إنى ممكن أعديهم،  لكن السرطان عمره ما كان معدى، بس رغم كل ده السنة اللى جاتلى فيها السرطان كانت احلى سنة في حياتى لأنى اتعرفت فيها على محاربات السرطان في الدار اللى انا دايما بقول عليها بيت العيلة مش دار"
 
 
واستطردت حديثها قائلا " انا كنت بتعالج في إحدى المستشفيات في محافظة القاهرة وانا أصلا من إسكندرية فكان ده تعب جدا عليا وخصوصا ان جلسات الكيماوى بتتعب ولازم بعدها راحة فكان السفر في نفس اليوم بيتعبنى ، لغاية ما عرفت من واحدة صاحبتى إن فيه دار هنا في القاهرة بتستضيف مريضات السرطان مجانا وبيوفروا لهم كل حاجة حتى المواصلات اللى بتوديهم المستشفى بيوفروها، واللى قايم على الدار 3 سيدات".
 
ومن جانبها قالت سحر جمعة إحدى محاربات السرطان الموجودين في الدار" تجربة السرطان بالنسبة لى كانت مختلفة تماما ، مكنش فيه حد معايا كنت بحارب لوحدى حتى الناس كانت بتخاف منى ومفكرين انى انا عندى السرطان يبقى انا كد أخوف لا انا مبخوفش، بس من ساعة ما جيت الدار هنا وانا حاسة بالونس والحب ، هنا فيه مثلث اسمه الثلاث سيدات اللى قايمين على الدار وموفرين لينا كل حاجة ، لما باجى اقولهم شكرا على أى حاجة بيقلولى مفيش شكرا ده بيت ربنا وبيت ربنا دايما مفتوح لأى حد".
 
وتابعت" في البيت ده احنا بننسى اننا مرضى وبنسميه بيت العيلة احنا كلنا حاسيين ببعض وكلنا شايلين بعض وراميين ورا ضهرنا الوجع والكلام الوحش اللى بنشوفه من الناس برا وحتى من أقرب الناس لينا، كل اللى قايمين على الدار بيحبونا وبيعملو لنا احسن أكل وحتى اللى محتاج علاج وغير مقتدر بيجيبوه ومش مخليينا محتاجين حاجة".
 
"جوزى طلقنى بسبب السرطان"، هي حكاية أخرى من حكايات الوجع  التي عاشتها خيرية التي أصيبت بالسرطان ولكنها لم تدرى ما معنى المرض وما هو تأثيره عليها وعلى صحتها، فهى سيدة بسيطة من محافظة بنى سويف كانت متزوجة ولديها أبناء ورغم ان مرض السرطان كان سبب في طلاقها ولكنه كان سبب في قوتها ومحاربتها للمرض".
 
وقالت خيرية عويس لـ اليوم السابع"، اول ما الدكتورة قالتلى عندك سرطان انا مكنتش أعرف أصلا يعنى ايه سرطان انا قلت ده نزلة برد وخلاص لكن لما بدأ شعرى يقع بسبب العلاج نفسيتى تعبت وكمان نظرة الناس اتغيرت حتى جوزى أول ما عملت العملية اتغير معايا وانا مستنتش وقررنا الانفصال وأجرت شقة وعيشت فيها انا وولادى".
 
وأضافت " كنت بعانى من المسافة الطويلة بين بنى سويف والقاهرة وخصوصا إنى بتعالج وجسمى وصحتى مش مستحملين السفر لغاية ما عرفت ان فيه دار هنا في القاهرة لاستضافة مريضات السرطان اثناء فترة العلاج مجانا، ساعتها حسيت ان الدنيا لسه فيها خير، وبقيت اجى هنا في الدار دى وقت العلاج ".
 
" انا لما باجى الدار هنا أو البيت زى ما بنقول عليه مببقاش عاوزة أروح البلد تانى"، هو ما قالته خيرية عن الدار وحبها في المكان والقائمبين عليه والمقيمين فيه أيضا، وقالت "هنا كلنا بنحب بعض وحاسين ببعض بيعملولنا احسن اكل واحسن شرب والمكان نضيف وبيجيبوا لنا كمان عربية توصلنا المستشفى ناخد الجلسات، احنا هنا بنشيل بعض في الحلوة والمرة وحاسين بالونس، ومن ساعة ما جيت قعدت معاهم في الدار وانا ناسية انى عندى سرطان مبفتكرهوش غير لما بروح البلد بسبب نظرة الناس هناك."
 
"كلنا هنا وجيعة واحدة وألم واحد" هي الجملة التي لخصت فيها الحاجة أسماء كل كلامها عن البيت الذى يجمع محاربات السرطان تحت سقف واحد ، حيث قالت "تجربة السرطان معايا كانت مختلفة وكانت صدمة كبيرة ليا في الأول لأنى اكتشفت المرض قبل فرح بنتى بأربعة أيام وده بالنسبة لى كان صدمة كبيرة جدا وخبيت عليها لغايه ما تتجوز واشوفها بالفستان الأبيض في الفرح ، كانت فترة صعبة جدا عليا ولكنى كنت بحاول أقاوم عشان ولادى".
 
وتابعت "كنت بلاقى صعوبة في فترة العلاج بسبب المسافة لأنى من السويس وعلاجى في القاهرة بس لما عرفت بالبيت الجميل اللى بيجمع كل محاربى السرطان فرحت جدا وحبيتهم اوى وفعلا بحس براحة وونس في المكان ده محستهوش في أى مكان تانى ، لما باجى مببقاش عاوزة اروح ، لأن هنا كلنا نفس الوجع والألم كلنا حاسين ببعض وشايلين هم بعض، يمكن احنا مش قرايب ولا نعرف بعض من زمان لكن بحس اننا عيلة واحدة ".
 
وأنهت حديثها قائلا" رغم انى عيشت فترة اكتئاب بسبب السرطان لكنه كان سبب إنى أحب الحياة واتمسك بيها أكتر وخصوصا بعد ما شوفت حفيدتى الأولى واتعرفت على المحاربات الأقوياء هنا في الدار،  ودلوقتى انا عاوزة أعيش عمرين على عمرى على أحقق كل اللى محققتهوش في حياتى ".
 
 وقالت أسماء عثمان إحدى مؤسسى دار استضافة محاربات السرطان" الحكاية بدأت لما كنت بشوف مرضى السرطان دايما عند المستشفيات وفى صفوف الانتظار وناس كتير منهم بتيجى من محافظات مختلفة ومبيبقاش عندهم سكن ولا مكان حتى يروحوا فيه فبيضطروا ييجوا ويروحوا في نفس اليوم وده طبعا بيتعبهم لأن جلسات الكيماوى لوحدها بتتعب ولازم بعدها راحة على طول".
 
وأضافت" قررت انا وصديقاتى الثلاثة إننا نعمل بيت لإستضافة محاربات السرطان بالمجان وده كان بعد ما طلعنا على المعاش، بيت يكون متوفر فيه كل حاجة واهم حاجة يكون مريح للمرضى لأن أغلبهم بييجوا من محافظات محتاجين الراحة والأكل الصحى بعد الجلسات بدل ما يسافروا مسافات طويلة، والحمد لله عملنا بيت للسيدات وبيت للرجال، في الحقيقة انا اللى مبسوطة بلمتهم معانا انا اليوم اللى مبجيش فيه بحس أن فيه حاجة نقصانى،  انا بحسهم اخواتى وبخاف عليهم زى عيلتى بالظبط ، والمكان هنا اسمه بيت ربنا مش دار ولا حاجة".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة