رحل عن عالمنا أمس الأول الشاعر الأمريكى الكبير تشارلز سيميك عن عمر يناهز 85 عامًا، وقد ولد عام 1938 فى مدينة بلجراد بيوغوسلافيا السابقة غير أنه اتخذ قرارا بالرحيل عن بلاده عقب الحرب العالمية الثانية وتحديدًا في عام 1953 بينما كان في الخامسة عشرة من عمره فقط.
وتظهر التأثيرات الأوروبية في شعر تشارلز سيميك فقد عاش حتى الخامسة عشرة في يوغوسلافيا، وتأثر بالثقافة الأوروبية وتحديا بالثقافة السلافية في شرق أوروبا، وقد ظهر ذلك جليا في شعره، وليس من قبيل المصادفة أنه والشاعر الأمريكى الراحل الآخر تشارلز بوكوفوسكى ذى الأصول الألمانية البولندية أصبحا من أِشهر الشعراء في أمريكا إذ لعبت النكهة الأوروبية في أشعارهما الدور الأكبر في إعطائهما صبغة من التميز عن مجايليهم من الشعراء.
ويعود تأُثر تشارلز سيميك بتأثيرات أوروبية واضحة فى شعره إلى سببين الأول أنه عاش طفولته فى يوغوسلافيا وتحديدا فى بلجراد وبالتالي فلم يستخدم من الأساس اللغة الإنجليزية تعبيرا وكتابة فى سنوات عمره الأولى بل استخدم اللغة الصربية، وهكذا عملت اللغة عملها فى تركيباته اللغوية وتشبيهاته واستعاراته التى يتضح فيها الأثر الأوروبي، السبب الثاني هو أن تشارلز سيميك حين رحل عن بلاده لم يذهب إلى الولايات المتحدة مباشرة وإنما سافر مع والدته أولا إلى باريس حيث عاشا هناك لمدة عام قبل رحيلهما إلى الولايات المتحدة وقد تأُثر بالثقافة الفرنسية ما ظهر بشكل واضح فى قصائده.
في الولايات المتحدة واجه مصيرا صعبا حيث اضطرته ظروفه للعمل المرهق لتدبير معيشته وما تتطلبه الدراسة في الجامعة، فأشتغل بائعا للقمصان ثم بائعا في متجر للكتب وحين نشر أولى قصائده عام 1959 لم يتمتع بنشوة النشر الأولى إذ وجد نفسه فجأة مدعوا للخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي حيث تعرضت تجربته الشعرية إلى تحولات شتى وضغوط نفسية شديدة، وبعد تجربة الخدمة في الجيش وبإصرار كبير اصدر بعد تخرجه في جامعة نيويورك 1966 مجموعته الشعرية الأولى "ما الذي يقوله العشب؟" عام 1967.
بلغت كتبه أكثر من عشرين مجموعة شعرية وكتب أخرى تضم مقالاته، وبحوثه، ومن كتبه المنشورة: "محيطي الكتوم" عام 2005، و (قصائد مختارة 1963- 2003) وقد حصلت هذه المجموعة على جائزة جريفين الدولية للشعر عام 2004، وسرعان ما جذب المزيد من الاهتمام النقدي وخصوصا عند نشره قصائد له بالإنكليزية وترجمات شعرية لشعراء يوغسلاف.
نال شعره جوائز عديدة أخرى، منها: جائزة البوليتزر لعام 1990 عن ديوانه "العالم لا ينتهي: قصائد نثر" وجائزة "والاس ستيفنز" عام 2007، وانتخب لمنصب ملك شعراء الولايات المتحدة عام 2007.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة