بعد مرور 170 عاما على إنشائه.. بئر "الحرابوه" بقنا مصدر المياه لمسجد بالقرية والأهالى تحتفظ بزجاجات للتبرك بها من عمق 12 مترا.. بنى لاستخدامه فى الوضوء وزراعة الأشجار وما زال يروى عطش الأهالى والمواشى.. صور

الخميس، 08 سبتمبر 2022 04:00 م
بعد مرور 170 عاما على إنشائه.. بئر "الحرابوه" بقنا مصدر المياه لمسجد بالقرية والأهالى تحتفظ بزجاجات للتبرك بها من عمق 12 مترا.. بنى لاستخدامه فى الوضوء وزراعة الأشجار وما زال يروى عطش الأهالى والمواشى.. صور بئر "الحرابوه" بقنا
قنا صابر سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أكثر من 170 عاما فكر أحدهم فى توفير مصدر للمياه يسقى به نخيل المنطقة المتواجد بها وتكون لوضوء المصلين فى المسجد الصغير الذى يبعد عن مسجد القرية الكبير تخفيفا على أهالى المنطقة، فوهبه الله مياه عزبة من بئر استطاع حفره وأصبح مصدر المياه للأهالى فى المنطقة والمترددين للصلاة وكذلك تشرب منه المواشى، وعلى مدار تلك السنوات امتدت جذور مياه البئر من الأجداد والآباء إلى الأبناء ورغم التوسع وبناء مسجد إلا أنها ظل صامدة فى قلب المسجد تمده بالمياه من باطن الأرض لتصبح شاهدة على أن تاريخًا طويلا ما زالت معالمه متواجدة هنا، وتغنى المسجد عن وصلات المياه لاعتماد المصلين والمترددين على تلك البئر التى تنضب بالمياه الوفيرة ذات العمق الذى يزيد عن 11 مترا.

حكايات عديدة حول بئر الحرابوة بقرية كوم الضبع جنوب محافظة قنا، وآلاف المحبين ترددوا على مياهه للاحتفاظ بها لاسيما الأطفال المصابون بأمراض جلدية موسمية مثل ظهور حبوب بأجسادهم، والتبرك بالمياه التى تتواجد بركن المسجد الأيمن وتوصل إلى صنابير الوضوء والحمامات ويستخدمها الأهالى فى أعمال البناء والشرب أوقات انقطاع المياه عن القرية، كما يستخدم الأهالى جزء منها بوصلات خاصة كياه شرب للمواشى التى تقترب من المسجد، ورغم تجديد الشكل القديم للمسجد الصغير إلا أن القائمين على البئر وأصحابه رفضوا ردمه وتوصيل وصلات مياه للحفاظ على تراث زاد عمره عن 170 عاما، وظلوا يتناقلون حكاياته لأكثر من أعوام للأبناء والمترددين على المسجد والبلدة.

وبأدوات بسيطة تتكون من بكارة وحبل متين وسلم حديدى للنزول لتنظيف البئر كان يحصل الأهالى على المياه فى وقت سابق عن طريق نزول الجردل إلى العمق المطلوب والتى تتوفر فيه المياه بارتفاع 6 أمتار أوقات زيادة مياه نهر النيل وفى أوقات نقص مياه نهر النيل يصبح العمق من 4 إلى 5 أمتار، ومع مرور الوقت استطاع أصحاب المكان توصيل ماتور لصنابير مياه مباشرة إلى أماكن الوضوء والحمامات، واستخدامها فى الشرب لنقاوة المياه وتطهيرها من وقت لآخر مع التأكد من صلاحيتها للشرب من خلال تحليلها.

وقال أحمد حامد، حفيد صاحب البئر وإمام المسجد، أن تاريخ البئر يعود لعام 1860 تقريبا وقام وحرفت لاستخدام مياهها فى رى النخيل والغسيل والاستشفاء من حمو النيل وكان هدفه فى البداية هو زراعة النخيل على يد الجد حسن على إسماعيل الحربى والذى توفى عام 19011 وأنشأ هذا البئر هو وأولاده، كما أنشأ مصلى بجوار البئر لبعد المسجد العتيق عن المنازل المجاورة وأصبحت مياه البئر مصدر المياه للمصلى وكذلك مصدر المياه للأهالى المجاورة للبئر وما زالت مياهه تستخدم حتى اليوم وصالحة للشرب.

وأوضح أحمد حامد، أن أولاد الجد حسن حافظوا على البئر وتواجدها على مدار سنوات عديدة وكذلك الأحفاد حافظوا عليها، ورغم مرور 170 عاما إلا أن مياه البئر ما زالت صالحة للاستخدام وهناك أعمال أخرى لمياه البئر، منها استخدامها فى أعمال البناء وذلك فى حالة انقطاع المياه عن منازل فى القرية أو القرية أثناء البناء وهو ما حدث ما أحد الجيران أثناء صب السقف وتبعد مسافته 500 متر عن بئر المسجد، ووقتها تم الاستعانة بمياه البئر وتمت المهمة حتى الانتهاء.

وأشار أحمد حامد، إلى شكل البئر من الداخل لم يختلف كثيرًا عن شكله قديما ولكن تم التعلية قليلا بعد بناء المسجد منذ وقت قصير بجهود المحبين فى الخارج، وكانت تستخدم مياه البئر فى الوضوء للمصلين مع الأوانى الفخارية التى كانت تتواجد داخل حمامات المسجد وأصر القائمين على البئر بعدم ردمها أثناء أعمال البناء الاحتفاظ بعمقها كما هو، لافتًا أن مياه البئر صالحة للاستخدام وقام بتحليلها، كما تطهر سنويًا من الشوائب فى حالة وجود أى منها داخل البئر.

وتابع الشيخ سعيد حامد، من القائمين على المسجد، أن المكان يتمثل فى بركة أصحابه والمحبين القدامى ومن مروا من هنا وصاحب البئر الذى بناه وحفره للوضوء وزراعة النخيل الذى يتواجد فى المنطقة وكذلك خدمة المصلى الصغير الذى تواجد بجواره وتحول فى وقت قريب إلى مسجد يتردد عليه المصلين بالمكان، ويخدمه المحبين والقائمين عليه مع الحفاظ على البئر التراثى الذى يعد مصدر المياه الوحيد بالمسجد عن ضريق ضخ الماتور ويستخدمه الأهالى أوقات انقطاع المياه.

 

أحمد-حامد،-حفيد-صاحب-البئر-وإمام-المسجد
أحمد-حامد،-حفيد-صاحب-البئر-وإمام-المسجد

 

أحمد-حامد،-قائم-علي-المسجد-والبئر
أحمد-حامد،-قائم-علي-المسجد-والبئر

 

البئر-من-الداخل
البئر-من-الداخل

 

الوضوء-من-مياه-البئر
الوضوء-من-مياه-البئر

 

أهالي-متجمعين-حول-البئر
أهالي-متجمعين-حول-البئر

 

بكرة-البئر
بكرة-البئر

 

بئر-الحرابوة
بئر-الحرابوة

 

بئر-الحرابوه-بقنا
بئر-الحرابوه-بقنا

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة