محمود عبدالراضى

شجرة الصبر تطرح ثمار الأمل

الأحد، 04 سبتمبر 2022 11:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"السلطان علمنا أن المعارك نكسبها بالصبر"، لا أحد ينسى هذه الجملة العبقرية التي قالها الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، في فيلم "الناصر صلاح الدين".

وفي حقيقة الأمر، فإن البعض يفتقد لقيم الصبر، دون دراية بأن الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلّا لعبد كريم عنده، فيخسر كثيرا بسبب تسرعه، حتى إذا ما تخطى الموقف، ومرت الأيام والسنين، أيقين بأنه كان "خاطئ"، وكان عليه أن يتحلى بـ"الصبر الجميل".

تلك الأيام التي يداولها الله بين الناس، فيها الخير والشر، وهذه سنة الحياة، فيجب ألا ننزعج من الأزمات والمشاكل، وإنما نتعامل معها بهدوء شديد، حتى نعبرها بسلام، وتمر بردًا وسلاما، حتى إذا ما تذكرنا هذه الأيام ضحكنا من قلوبنا.

هؤلاء الفاقدون لنعمة "الصبر" تكون حياتهم مليئة بالندم، لكن أحيانا يأتي الندم في وقت "فات فيه المعياد"، فيتمنى الشخص أن تعود به الحياة مرة أخرى ليفعل غير ما فعل، لكن عقارب الساعة لن تدور للخلف.

خلف الأسوار، قبل عدة سنوات من الآن، حيث ذهبت في رحلات مكوكية عديدة، كنت أزور فيها مراكز الإصلاح والتأهيل، بصفتي محررًا للشئون الأمنية، كنت أحاور النزلاء، وأقف معهم على "عتبات الصبر"، يتحدثون عن سر وجودهم خلف الأسوار، بسبب موقف ما، فقدوا فيه أعصابهم، واستنفذوا صبرهم، فكانوا في هذا المكان، منهم من لم يصبر فقتل أو سرق أو ارتكب جريمة أخرى، ليجد نفسه خلف الأسوار، ولسان حاله يقول:" ليتني لم أفعل كذا، ليتني كنت نسيا منسيا".

تحلوا بالصبر، وأعلموا أنه للصبر شُعلة أمل تُضيء ظلمات اليأس، ولا بُدَّ لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة