أحمد إبراهيم الشريف

الإنسان حيوان ناطق.. خطأ شائع

الأحد، 25 سبتمبر 2022 11:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا أعرف لماذا استقر المناطقة وارتاحوا لمفهوم أن الفرق بين الإنسان وباقية الحيوانات أن "الإنسان حيوان ناطق" أنا لا أرتاح إلى هذا المفهوم، وأرى أن هؤلاء المفكرين ينطلقون فى مفهومهم من فكرة أن اللغة بكل تبعاتها من الفهم والتواصل والقياس هو ما مميز الإنسان، لكن من وجهة نظرى هذا التعريف ينقصه شيء ما، لأن الحيوانات الأخرى ليست بكماء حتى إن بدت لنا كذلك، بل بينها لغة ما، وعدم فهمنا لهذه اللغة لا يعطينا الحق أن نقول بأنها غير ناطقة.

ومن رأيى أن الفارق بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان صانع للحضارة، واللغة جزء من الحضارة، لأنها تنمو وتتطور، ولو ظل الإنسان يردد الكلمات نفسها التى كان يقولها فى بداية وجودة على الأرض لم يكن ليصبح بينه وبين الحيوانات أي اختلاف.

ولتبسيط الفكرة نقول إن الأسد فى بيئته لم يغير شيء منذ خلقه الله، مثلا لم نجد أسدًا يستيقظ ذات صباح ويقرر أن يبنى بيتًا من الحجارة لأن الأمطار فى الليلة الماضية قد أرقته وأزعجته ففكر فى حل المشكلة، ثم بعد فترة أخرى قرر أن يوسع البيت ويبنى أدوار أعلى وأن يصنع مظلة تقيه حرارة الشمس، وأن يصنع مزرعة للحيوانات توفر له غذاءه يستغنى بها عن الجرى فى الأرض شمالا وجنوبا يطارد فرائسه يصيب مرة ويخيب مرات، وطالما الأسد أو غيره من الحيوانات لم يفعل ذلك فإنه يظل فى مرتبة أقل من الإنسان فى هذا الشأن، أي شأن صناعة الحضارة.

بالتالى فإن الإنسان الذى لا يصنع حضارة تخصه وتخص العالم من حوله والذى لا يرتقى بحياته قدر ما يستطيع على المستوى الإنسانى والاجتماعى فإنه للأسف لم يغادر مكانته الأولى عندما كان هو وحيوان البرية يقفان على خط واحد.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة